مركز فلسطين: 1600 حالة اعتقال نفذها الاحتلال خلال الربع الأول من العام الجاري

اعتقالات.jpg

مركز حنظلة_فلسطين المحتلة

أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى، اليوم السبت، بأنّ سلطات الاحتلال الصهيوني صعَّدت خلال العام الحالي من سياسة الاعتقالات التي تنفذها بحق أبناء شعبنا والتي أصبحت حدثًا يوميًا ملازمًا للفلسطينيين، حيث رصد المركز (1600) حالة اعتقال خلال الربع الاول من العام.

وأوضح مدير المركز الباحث رياض الأشقر أنّ سلطات الاحتلال واصلت منذ بداية العام الجاري استهداف كل شرائح وفئات الشعب الفلسطيني بالاعتقالات والاستدعاءات، بينما ركزت بشكل واضح على مدينة القدس والتي وصل عدد الاعتقالات منها إلى (700) حالة، وهو ما يشكل نسبة 45% من إجمالي الاعتقالات في الأراضي الفلسطينية.

وعَّد الأشقر سياسة الاعتقالات استنزافًا للشعب الفلسطيني، وأداة من أدوات القمع التي يلجأ إليها الاحتلال لمحاربته، والتأثير على مقاومته، فلا تكاد تمر ساعة إلا وينفذ الاحتلال خلالها عملية اعتقال لأحد المواطنين أو أكثر، وفى بعض الأيام تصل حالات الاعتقال إلى العشرات.

اعتقال الأطفال

وبين الأشقر أن استهداف الأطفال بالاعتقال والحبس المنزلي وفرض الغرامات المالية تواصل خلال الشهور الماضية، حيث بلغت حالات الاعتقال بين الأطفال خلال الربع الأول من العام الجاري (230) حالة، غالبيتهم من مدينة القدس المحتلة، بعضهم جرحى اعتقلوا بعد إطلاق النار عليهم منهم الطفل أمير محمد البس (12 عامًا) من مخيم العروب واعتقل بعد إطلاق النار عليه وإصابته بالرصاص في القدم.

كذلك الطفل محمد باسل الزلباني (13 عامًا)، من سكان مخيم شعفاط في القدس المحتلة، والذي أصيب بجراح قبل اعتقاله بذريعة محاولة تنفيذ عملية طعن على حاجز شعفاط.

وكشف أن أصغر المعتقلين الذين أقدم الاحتلال على اعتقالهم الطفلين ريان أبو ريان (10 أعوام) من بلدة سلوان بالقدس والطفل سيف درويش (11 عامًا) من مخيم عايدة.

بينما فرضت سلطات الاحتلال خلال الربع الأول الحبس المنزلي على 42 طفلًا من مدينة القدس بعد اعتقالهم لفترات مختلفة، وأجبرت غالبية الأطفال الذين تم اعتقالهم على دفع غرامات مالية مقابل الإفراج عنهم.

اعتقال النساء

وأشار الأشقر إلى أن سلطات الاحتلال واصلت استهداف النساء بالاعتقال والإبعاد عن المسجد الأقصى حيث بلغت حالات الاعتقال بين النساء (29) حالة غالبيتهم من مدينة القدس المحتلة، بينهم عدد من المرابطات، بينهن المرابطة رائدة سعيد، وأفرج عنها بعد أسبوع بشرط الحبس المنزلي، ودفع غرامة مالية.

كما اعتقلت المرابطة نفيسة خويص قرب باب الأسباط، وسلمتها قرارا بالإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع قابل للتجديد، والمرابطة هنادي الحلواني، وأفرج عنها بعد أسبوع من الاعتقال والتحقيق في الرملة بشروط مقيدة، واعتقلت المرابطة عايدة الصيداوي عند باب القطانين أحد أبواب الأقصى.

ومن بين المعتقلات الطفلة راما رامي أبو عيشة (14 عامًا) من الخليل اعتقلت على أحد الحواجز بالقرب من المسجد الإبراهيمي، والسيدة رجاء علي كرسوع (48 عامًا) من مخيم بلاطة شرق نابلس بعد اقتحام منزلها، وهي تُعاني من إعاقة حركية، ومشاكل صحية مزمنة.

كما أبعدت المرابطة المقدسية فاطمة خضر (66 عامًا)، عن البلدة القديمة والمسجد الأقصى، لمدة أسبوع، بدعوى التحريض، فيما استدعت المرابطة المقدسية زينة عمرو للمقابلة وسلمتها قرارًا بالإبعاد عن المسجد الأقصى مدة أسبوع قابل للتمديد.

فيما أصدرت محكمة عوفر حكمًا بالسجن الفعلي لمدة (44 شهرًا)، بحق الأسيرة المقدسية نهاية خضر صوان وعلى الأسيرة الفتاة زمزم القواسمة (18 عام) من الخليل لمدة 6 شهور.

اعتقالات غزة

بينما شهد قطاع غزة خلال الربع الأول من العام (25) حالة اعتقال، منهم (15) حالة لشبان اقتربوا من الحدود الشرقية وأطلق سراحه غالبيتهم بعد التحقيق معهم، إضافة إلى اعتقال ستة صيادين والاستيلاء على مراكبهم قبالة بحر مدينة غزة، وأطلقت سراحهم بعد ساعات من التحقيق.

فيما استمر الاحتلال في استغلال حاجز بيت حانون/ ايرز كمصيدة للفلسطينيين، واستغلال حاجتهم الإنسانية للمعبر سواء للعلاج أو التجارة، حيث اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة مواطنين خلال مرورهم عبر الحاجز، من بينهم المريض بالسرطان أحمد محمود أبو عواد (55 عامًا)، من سكان غزة، وذلك أثناء عودته من مستشفى المطلع بالقدس إلى قطاع غزة، والمسن نعيم الشريف (63 عامًا) من سكان رفح وذلك خلال مرافقته لزوجه نجله للعلاج في المستشفى الاستشاري بمدينة رام الله وهو يعاني من مرض السكرى والضغط المزمنين، والمواطن رسمي جبر صبيح أثناء توجهه لزيارة والدته في مدينة طولكرم.

إضافة إلى اعتقال المواطن إبراهيم يوسف سلمان من سكان مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، على حاجز عسكري قرب بلدة عصيرة الشمالية شمال مدينة نابلس، خلال وجوده للعلاج من مرض السرطان في مستشفى النجاح بنابلس.

الاعتقالات من القدس

تصاعدت عمليات الاعتقال التي تنفذها قوات الاحتلال بحق المقدسيين، حيث رُصد مركز فلسطين (700) حالة اعتقال في مناطق القدس كافة خلال الربع الأول من العام، من بينهم ما يزيد عن 110 قاصرًا ونحو 24 سيدة منهم الجريحة فاطمة بدر (22 عامًا) من سكّان بلدة أبو ديس تم اعتقالها بعد إطلاق النار عليها قرب مدخل مستوطنة معاليه ادوميم وإصابتها برصاصة في القدم.

بينما أصدرت محاكم الاحتلال (49) قرار بالاعتقال الإداري بحق أسرى مقدسيين بين جديد وتجديد.

كما أصدرت (124) أمر إبعاد عن المسجد الأقصى المبارك، والمناطق المحيطة به، طالت النساء والاطفال، كذلك أصدرت (85) أمرًا بالحبس المنزلي بحق مقدسيين من كل الفئات تراوحت بين عدة أيام وفترة مفتوحة، بينهم 42 من القاصرين.

كما شنت سلطات الاحتلال حملة شرسة ضد الأسرى المقدسيين والمحررين وعائلاتهم تضمنت الحجز على حساباتهم البنكية ومداهمة عشرات المنازل ومصادرة مصاغ ذهبي وسيارات ومقتنيات أخرى ثمينة، وأتت هذه الخطوة تنفيذًا لقرار وزير جيش الاحتلال "يوآف غالانت" بفرض عقوبات مالية على عشرات الأسرى والمحررين المقدسيين وعائلاتهم بذريعة تلقيهم مخصصات من السلطة الفلسطينيّة.

الأوامر الإدارية

وكشف أن الاحتلال صعَّد بشكل كبير جدًا خلال الربع الأول من العام الجاري في إصدار الأوامر الإدارية بحق الأسرى، حيث أصدرت محاكم الاحتلال (800) قرار إداري ما بين جديد وتجديد مقابل (280) قرار إداري صدرت خلال نفس الفترة من العام الماضى.

وأوضح مدير المركز أن من بين القرارات الإدارية التي صدرت منذ بداية العام (421) قرار تجديد اعتقال إداري لفترات أخرى تمتد ما بين شهرين إلى 6 شهور، ووصلت إلى (5) مرات لبعض الأسرى، بينما (378) قرارات صدرت بحق أسري للمرة الأولى، غالبيتهم أسرى محررين أعيد اعتقالهم مرة أخرى، وقد وصلت أعداد الأسرى الإداريين إلى ما يزيد عن (1000) أسير إداري، وهي النسبة الأعلى منذ العام 2003.

شهداء الحركة الأسيرة

خلال الربع الأول من العام الجاري ارتفعت قائمة شهداء الحركة الأسيرة إلى 236 شهيدًا، بارتقاء 3 شهداء جدد وهم الأسير الفتى المقدسي وديع أبو رموز (16 عامًا) استشهد في مستشفى شعاري تصديق بعد (3 أيام) من اعتقاله بعد إصابته بجراح، ولا يزال جثمانه محتجزًا، الأسير أحمد بدر أبو علي من الخليل ارتقى نتيجة جريمة الإهمال الطبي المتعمد، بعد (11 عامًا) من اعتقاله، حيث كان يعاني من مشاكل بالقلب وانسداد الشرايين والسكرى والضغط، وأهمل الاحتلال علاجه إلى أن تردي وضعه الصحي وفقد الوعي في سجن النقب الصحراوي ونقل بعد مماطلة لأكثر من نصف ساعة عبر سيارة إسعاف إلى المستشفى قبل أن يعلن عن استشهاده واحتجز الاحتلال جثمانه لشهر ونصف قبل تسليمه لذويه.

كذلك استشهد الأسير محمود جمال حمدان (22 عامًا) من مخيم عقبة جبر الذي بعد ساعات من اعتقاله جريحًا إثر اطلاق النار عليه من قبل جنود الاحتلال.