من نحن..

حنظلة وهو جذر صفتنا فنحن للصبر شارة نلوك المر والويل ونزهر أقحوانا لا يذبل. 

نحن حنظلة في منبته البري بين ثنايا الأودية وظلام الأقبية. 

نحن حنظلة المتفتح في أوج الربيع....نحن قوما لا يهلكنا صقيع. 

  

قبل السجون.. بعد المنون.. كالشجرة وقريتها جاء واحدنا ناجيا من الموت وعليا فوق الصغائر. 

نحن نحمل إسم حنظلة نعرف به لأننا أدرنا وجوهنا نحو الأرض اوقفنا الزمن عند حد فجيعتنا ومن يومها لم يتقدم بنا العمر وظل هو ثابت مكانه. 

  

بعد أن عرفتم أسمنا هيا تخيلوا رسمنا..

وجهنا قديم فيها ندبة بارزة وإصرار مقيم..

مستدير كالشمس.. سماوي كطهر القدس..

اجتاز جلجلة.. هزم ألف مقصلة.. فصار وجه حنظلة. 

  

قبل الزمن.. كنا فتية من برق ورعد نجوب الساحل. 

وبعد الزمن يوم الوقيعة وعند الفجيعة لم نهرم.. ظللنا فتية نضمد جرح الأرض ونبتسم..

  

أخذوا منا دالية العنب.. فيافي النقب.. وألقونا في المجهول شيدوا لنا سجون قهر أبدية.. ولكننا لم ننم. 

مع الصبح تنفسنا.. مسدنا شعرنا بضوء القمر وجئنا من الكرمل ونفحة ومجدو.. خيولا برية لا يتعبها مضمار ولا يهد قواها طول مسار. 

  

لكل ما سبق ولأننا أبناء الأرض والسجون.. جند معركة لا تنتهي أولنا عنقاء وآخرنا فينيق.. تسمينا بإسم حنظلة رفعناه شارة في الزنازين ومسالخ التحقيق..

  

رسمنا حنظلة شعارًا ومنارًا على الطريق.. 

نحن حنظلة صبر الأسرى عزم البنادق والفجر يأتينا غدًا حرية وبيارق. 

لذا قراءنا تابعوا حنظلة وحدثوا عنا للآتين غدًا قولوا أنكم عشتم في زمن كان فيه السجن مرادفا للحرية والقيد طريق الإنعتاق.