فقدت فلسطين مناضل استثنائي كبير وأحدَ أبرزَ مثقفي ومفكري الحركةِ الأسيرةِ..

الشعبية في لبنان تتقبل التعازي بالقائد الوطني والجبهاوي المفكر وليد دقة

عزاء وليد دقة.png

مركز حنظلة_بيروت

بمناسبة مرور أسبوع على استشهاد الرفيق القائد المفكر وليد دقة نتيجة الاهمال الطبي المتعمد من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني وبمشاركة لبنانية وفلسطينية واسعة أقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان اليوم الاثنين في نقابة الصحافة في بيروت مهرجاناً تأبينياً وتقبل التعازي بحضور عضو المكتب السياسي  مروان عبد العال ومسؤول دائرة اللاجئين في الجبهة أبو جابر اللوباني وقيادة الجبهة في لبنان وقيادة الجبهة في بيروت والبقاع وصيدا وصور ونهر البارد والبداوي  وحشد من الرفاق والرفيقات  والمنظمات الجماهيرية وفصائل المقاومة واللجان الشعبية الفلسطينية والأحزاب والقوى الوطنية والاسلامية اللبنانية وشخصيات وفاعليات وطنية واجتماعية فلسطينية ولبنانية  ورجال دين وحشد جماهيري من مخيمات بيروت.

بعد الترحيب بالحضور والحديث عن المناسبة قًدمّها نائب مسؤول المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان الرفيق فتحي ابو علي والوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لأرواح الشهداء وصاحب الذكرى والنشيدين اللبناني والفلسطيني ونشيد الجبهة الشعية، ألقى نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق القائد جميل مزهر كلمة قال فيها: " نقفُ وإياكُم لنؤبنَ مناضلاً كبيراً واستثنائياً بكلِ ما تحملُه الكلمةُ من معنىً، رجلٌ من رجالاتِ فلسطينَ الأوفياءِ والأفذاذِ الذين حملوا لواءَ الفكرِ والنضالِ، وبات واحداً من أبرزِ الأدباءِ والمفكرين الفلسطينيين على مدارِ تاريخِ النضالِ الوطنيِ الفلسطينيِ، ومن أكثرِهم تأثيراً وإلهاماً".

وأضاف: "من هنا من لبنانَ المقاومةِ والصمودِ نبعثُ بتحيةِ شموخٍ وكبرياءَ إلى روحِ المناضلِ الوطنيِ الجبهاويِ الكبيرِ والأديبِ والمفكرِ أبو ميلاد، رفيقُ دربِ  القادةِ الأبطالِ/ الأمينِ العامِ الرفيقِ أحمد سعدات، ومروان البرغوثي وحسن سلامة، ووجدي جودة، وبسام السعدي، وباسم خندقجي، وعاهد أبو غلمي، وكميل أبو حنيش وكلِ أسرَانا الأبطالِ الصامدين".

وجدد الرفيق مزهر العزاء الحارَ للمناضلةِ سناء وابنتِها ميلاد ولعمومِ عائلتِهِ ورفاقِهِ في السجونِ، مؤكداً أن رحيلَ الرفيق وليد دقة بسببِ سياسةِ الإهمالِ الطبيِ التي انتهجَهَا الاحتلالُ بحقِهِ على مدارِ سنواتِ اعتقالِهِ بهدفِ اغتيالِهِ شَكّلَ خسارةً كبيرةً للوطنِ وللحركةِ الأسيرةِ.

وقال الرفيق نائب الأمين العام: " فقدْنَا واحداً من مؤسسي أدبِ السجونِ، وأحدَ أبرزَ مثقفي ومفكري الحركةِ الأسيرةِ، ومناضليها الذين تمتعوا بصلابةٍ منقطعةِ النظيرِ، وانخرطوا في معمانِ النضالِوفي ساحاتِ القتالِ وداخلَ سجونِ الاحتلالِ، وأفنوا عمرَهُم في خدمةِ شعبِهِم وقضيتِهِم الوطنيةِ، مساهماً في عمليةِ بناءِ الإنسانِ الفلسطينيِ داخلَ سجونِ الاحتلالِ، في إطارِ المدراسِ الثوريةِ التي أسستْها الحركةُ الأسيرةُ، وكانَ الرفيقُ وليد أبرزَ مؤسسيها وروادِها".

رحلَ رجلُ الكهفِ الفلسطينيِ وهو لم يتوقفْ عن العطاءِ أو التفكيرِ بفلسطينَ حتى توقفَ قلبُهُ عن الخفقانِ، فقد أعطى من فكرِهِ وعقلِهِ وجسدِهِ لفلسطينَ، فأحبتْهُ وميزتْهُ وخلدتْهُ كواحدٍ من أبرزِ المناضلين في صفحاتِ تاريخِها الناصعةِ والذهبيةِ.

وأردف قائلاً: "رحلَ رجلُ الكهفِ الفلسطينيِ وهو لم يتوقفْ عن العطاءِ أو التفكيرِ بفلسطينَ حتى توقفَ قلبُهُ عن الخفقانِ، فقد أعطى من فكرِهِ وعقلِهِ وجسدِهِ لفلسطينَ، فأحبتْهُ وميزتْهُ وخلدتْهُ كواحدٍ من أبرزِ المناضلين في صفحاتِ تاريخِها الناصعةِ والذهبيةِ".

وتابع: "رحلَ من أطلقَ حصراً مصطلحَ الزمنِ الموازيِ لتسليطِ الضوءِ على ذلك الزمنِ الذي يعيشُهُ المناضلُ الفلسطينيُ في الأسرِ موازياً للزمنِ البشريِ الاعتيادي، وكأنهُ يريدُ أن يطلقَ صرخةً كبيرةً حاملاً همومَ رفاقِه داخلَ السجونِ، محاولاً اختراقَ القواعدِ والإجراءاتِ الصارمةِ التي يعرفُها السجنُ والسجانُ في سبيلِ وصولِهِ للحريةِ المنشودةِ".

وزاد القائد مزهر: " رحلَ أبرزُ المناضلين الذين وصفوا وبعمقٍ كبيرِ ومن خلال كتابِهِ الشهيرِ(صهرُ الوعي) أو من خلالِ إعادةِ تعريفِ التعذيبِفي السجنِ كصورةٍ مصغرةٍ عن وطنِهِ فلسطين، مستعرضاً خلالَه أساليبَ الهندسةِ البشريةِ التي حاولَ الاحتلالُ من خلالِها صهرَ الوعيِ لجيلٍ كاملٍ من المناضلين لمحاولةِ فصلِهم عن قضيتِهم وشعبِهم. وتُعتبرُ هذه الدراسةُ من الانتاجاتِ الأدبيةِ التي أعادتْ الاعتبارَ للمناضلِ الأسيرِ وقضيةِ الأسرِ كقضيةٍ مركزيةٍ وعلى سلمِ النضالِ الفلسطيني. وللأديبِ الكثيرُ من المقالاتِ والدراساتِ الفكريةِ والأدبيةِ والسياسيةِ، والتي تُشيرُ إلى أنّنَا أمامَ جبلٍ شامخ ٍعانقَ عنانَ السماءِ في تضحياتِهِ وعطائِهِ وموهبتِهِ المتعددةِ وصلابتِهِ وإلهامِهِ".

وفي الموضوع السياسي، أكد نائب الأمين العام أن شعبنا يواجهُ عدواً يُعتبرُ من أكثرِ الأعداءِ انحطاطاً وإجراماً في التاريخ، والذي يواصلُ ارتكابَ جرائمَ إبادةٍ وتجويعٍ بحقِ شعبِنا في قطاعِ غزةَ بشراكةٍ متواصلةٍ وضوءٍ أخضرَ أميركيٍ وغربيٍ وتواطؤٍ من النظامِ العربيِ الرسميِ مرتكباً أفظعَ كوارثِ العصرِ وحشيةً وإجراميةً، متوازياً مع ذلك اطلاقِ العنانِ لعصاباتِ المستوطنين لتعيثَ فساداً وقتلاً وحرقاً في الضفةِ المحتلةِ بدعمٍ مباشرٍ من جنودِ الاحتلالِ وبضوءٍ أخضرَ من المنظومةِ السياسيةِ والأميركيةِ. ومواصلةِ هجمةٍ شرسةٍ وغيرِ مسبوقةٍ بحقِ الأسرى في سجونِ الاحتلالِ

وقال " نعيشُ لحظاتٍ مفصليةً وتاريخيةً في خضمِ ملحمةِ طوفانِ الأقصى، وشّكلّت التطورات الأخيرة انعطافةٍ هامةٍ وتحولاتٍ استراتيجيةٍ ستنعكسُ على ميدانِ المعركةِ"، مؤكداً أن الهم الرئيسي والجهد الأساسيِ ينصبُ اليومَ في كيفيةِ العملِ على وقفِ هذه المذبحةِ والمحرقةِ والمعاناةِ الكبيرةِ والكارثةِ التي لا مثيلَ لها في القطاعِ، وينصب على مواصلةِ النضالِ من أجلِ تعزيزِ صمودِهم".

وأشاد القائد مزهر خلال كلمة له في حفل تأبين الرفيق القائد المفكر وليد دقة الذي نُظم في نقابة الصحافة في بيروت بالصمود الأسطوري لشعبنا في قطاع غزة، مؤكداً أنه أثبت أنه شعبٌ جبارٌ وصامدٌ ولم يستطعْ هذا العدوُ المجرمُ أن يكسرَ إرادتَه وإصرارَه وانتمائَه لأرضِه، وشدد مزهر على أن المقاومة مصممة على مطالبِها بوقفِ العدوانِ والانسحابِ الصهيونيِ الكاملِ من القطاعِ، وعودةِ جميعِ النازحين إلى المناطقِ التي هجروا منها، وكسرِ الحصارِ بالكامل على القطاع، وفتحِ جميعِ المعابرِ وإدخالِ المساعداتِ دونَ قيدٍ أو شرط.

وكشف نائب الأمين العام بأن لدى المقاومةِ الكثيرُ من الأسلحةِ وأوراقِ القوةِ التي تستطيعُ من خلالِها تغييرَ الواقعِ في المنطقةِ برمتِها، مشيراً أن الضربات الإيرانية المشروعة على قواع عسكرية في داخل الكيان شّكلّت نقلةً نوعيةً في تاريخِ الصراعِ مع العدوِ، وخلقتْ قواعدَ اشتباكٍ جديدةٍ.

وأعرب القائد مزهر عن ثقته التامة بقدرة شعبِنا في الضفةِ وبالمقاومةِ الباسلةِ هناك على إطلاقِ العنانِ للانتفاضةِ الشاملةِ، لافتاً أن كلُ المؤشراتِ تقولُ أن الانفجارَ في الضفةِ باتَ قريباً جداً. 

وأوضح القائد مزهر بأن ما يجري من تطوراتٍ ميدانيةٍ على الأرضِ، تؤكدُ أن الكيانَ الصهيونيَ يسعى إلى خلطِ الأوراقِ وجرِ المنطقةِ وتوريطِ الأميركيِ في حربٍ في المنطقة، بعد هزيمتِه الاستراتيجةِ في غزةَ وعدمِ تحقيقِ أي هدفٍ من أهدافِ حربِه.

وأضاف بأن التضحياتِ الكبيرةَ التي يقدمُها شعبُنا في القطاعِ، والملحمةَ البطوليةَ التي تخوضُها المقاومةُ هناك كان أحدُ أهمِ أهدافِها هو تحريرُ الأسرى، مشدداً بأن قضيةُ الأسرى شكلتْ دوماً أولويةَ من أولوياتِ النضالِ الفلسطينيِ، وعنواناً ثابتاً في نضالنِا وحراكنِا وأنشطتِنا.

واعتبر أن مهمةَ إسنادِ الأسرى على كلِ المستوياتِ يجبُ أن تكونَ مهمة الجميع، وأن تسليطَ الضوءِ على معاناةِ الأسرى، لا سيما سياسةُ الإهمالِ الطبيِ، والكشفُ عن مصيرِ مئاتِ الأسرى الذين تمَ اعتقالُهُم في ظروفٍ إنسانيةٍ صعبةٍ يُمثلُ ضرورةً وأولويةً عاجلةً، كما وندعو لتشديدِ الضغطِ على المؤسساتِ الدوليةِ وفي المقدمةِ منها مؤسسةُ الصليبِ الأحمرَ التي تهربتْ من مسؤوليتِها في متابعةِ أوضاعِ الأسرى المتدهورةِ.

وأكد نائب الأمين العام وفاء الجبهة لروحِ الشهيدِ القائدِ أبي ميلاد، وعهدَها للحركةِ الأسيرةِ بأنها ستسيرُ على ذاتِ الدربِ، وستواصلُ نضالَها الحثيثَ من أجلِ تحريرِ جميعِ الأسيراتِ والأسرى من سجونِ الاحتلالِ.

وفي ختام كلمته، عاهد الشهيد القائد أبي ميلاد بأن روحه ستظل تحلق عالياً في سماء فلسطين، كل فلسطين، من نهرها إلى بحرها.

عزاء وليد دقة2.png

عزاء وليد دقة1.png