بقلم الأسير: كميل أبو حنيش

مقال بعنوان: "دورٌ يبحثُ عن بطل" الحلقة الخامسة

كميل أبو حنيش.jpg

خاص_مركز حنظلة

الحلقة الخامسة: طقوسٌ مُدنسة

مرةُ أخرى نعود للتذكر بمرحلةِ التحررِ الوطني، وما تقتضيه من أي شعبٍ يسعى بكل قواه للحريةِ والخلاص، أن يخضع لشروط تلك المرحلة ومتطلباتها وواجباتها؛ فمرحلة التحرر الوطني هي من أهم المراحل في حياةِ الشعوبِ المقهورة، وهي عملية تاريخية تتواشج فيها العوامل الإنسانية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية والنضالية والسياسية والقيمية، وتقدم أثنائها الشعوب أغلى التضحيات، ويتجلى خلالها أروع وأجمل ما في الشعوب من خيرٍ ووحدةٍ وتضامنٍ ونزاهةٍ ومصداقيةٍ وأمانةٍ وعطاءٍ وإخلاصٍ وصبرٍ ووفاء. وفي هذه المرحلة يكون فيه الوعي الجمعي والجهد الجمعي والإحساس الجمعي، كلها مشدودة للمعركة وشروطها.

وقد عرف الشعب الفلسطيني في تاريخه التحرري محطاتٌ متنوعةٌ، ففي ثورة 36 تجلت روح التضحية والتضامن والنخوة والشرف الوطني، وعرفت الأمهات كيف يقهرن المحتل من خلال طقس الزغاريد في أعراس وداع الشهداء، وغابت أثنائها النعرات العشائرية والطائفية والدينية.

وفي مرحلة الثورة المعاصرة كان الفدائي هو عنوان ونموذج المرحلة، وكانت المرأة تناضل إلى جانب الرجلِ، فكانت دلال المغربي وكانت ليلى خالد، وكان ثمة أبطال قَدمّوا أغلى ما لديهم، وكان المطران كبوشي، وشهداء معارك الإضراب عن الطعام في السجون الاحتلالية، ومعركة بيروت الأسطورية.

وفي مرحلةِ الانتفاضة الأولى، أبرز الشعب الفلسطيني أرقى وأجمل صور الوحدة والتلاحم والتضامن والعطاء، وشارك شعبٌ بمختلفِ فئاته في صنعِ معجزةِ الانتفاضة التي واجهت جيش الاحتلال مدة سبع سنوات بالحجرِ والإضراب والتعليم الشعبي، والصرخات المنددة بظلم الاحتلال وبطشه. 

وتوقفت الأعراس ومظاهر البذخ والاستهلاك والتزم التجار بالإضراب وأغُلقت المقاهي، وتوقفت كافة المظاهر السلبية كالعربدة والحشيشة والثارات العشائرية، وعلت روح التضامن وتوهجت النفوس بالأغنية الوطنية والانتماء للوطن، وكان الجميع مُنشَدًا للانتفاضة وفعالياتها.

غير أننا في مرحلةِ الانتكاسات، كنا نشهدُ أشكالًا من المظاهرِ المبتذلةِ والفاسدة؛ فتسود الأنانية والجشع والاستعراض، وتتسارع وتيرة الفساد الاجتماعي، وتتراجع القيم الثورية والإنسانية، وتَتّحول معايير التقييم من بعدها النضالي والإنساني والأخلاقي، إلى أبعادها الطبقية والوجاهية والعشائرية والموقع من الثروة أو السلطة.

وفي هذه المحطة التي نعيشها، حيث تسود مظاهر الانحطاط والتفكك، وتتلاشى المعايير والمقاييس وتصبح لا قيمة لها، وتَتحّول العادات والتقاليد السيئة إلى طقوسٍ اجتماعية، يسعى ورائها المجتمع، من دون وعيٍ. 

وفي هذه المظاهر التي تَحولّت إلى طقوسٍ لا تليق بنا كشعبٍ لا يزالُ يعيشُ تحت الاحتلال، ويخوضُ غمار معركته التحررية، ويدفع تضحيات غالية في سبيل حريته. ومن هذه الطقوس:

الطقس الأول: الاستعراض الفاحش للثروة:

وحسب هذا الطقس الاجتماعي المُدنس في المرحلة التحررية، يجري استعراض البذخ وتفشي الاستهلاك الفاحش وغير الضروري بين مختلفِ الأوساط والفئات والطبقات، ويُعبّر عنها بأشكالٍ متعددةٍ كالتسابقِ على بناءِ القصورِ والفللِ الفاخرة، واقتناء السيارات الفارهة، وارتداء الملابس والأزياء باهظة الثمن، ثم طبقة تمارس حياتها الباذخة، ونمطها المعيشي ذي الاستهلال الهستيري، وكأنه لا يوجد احتلال ولا حواجز ولا شهداء ولا إذلال يومي وسلب للأراضي وسرقة للمياه، وكأنه لا يوجد جياع وفقراء، ومعذبين وأسرى تكتظ بهم سجون الاحتلال، لتمارس تلك الفئات حياتها منفصلة عن الواقع، والتشبه بالطبقات الثرية في المجتمعات والدول المتقدمة، ووصل الحد بتلك الفئات إلى ارتياد النوادي الليلية والفنادق الفاخرة في شواطئ "تل أبيب وإيلات"، وبعضها تشارك مع مستوطنين صهاينة في إقامة مشاريع مربحة سواء على أراضي الضفة أو في قلب الكيان.

الطقس الثاني: العادات والتقاليد البالية:

ثمة عاداتٌ وتقاليدٌ اجتماعيةٌ سيئةٌ ومبتذلة، جزءٌ منها كان ميتًا وأعيد إحياؤه، وجزءٌ آخر لا يزال المجتمع يتشبث به، من دون أن يتجرأ أحدٌ على التنديد به أو انتقاده، فنحن لا نزال نعيشٌ في مرحلةِ تقديس الجهل والتخلف وحرمان النساء من الميراث والتعليم والمشاركة في الحياةِ السياسية والأنشطة الاجتماعية والثقافية، وانتعشت في الآونةِ الأخيرة ظاهرة النعرات القبلية والانتساب العشائري، وحتى باتت بعض عائلات الإقطاع المندثرة تطالب بأحقيتها بالسيادة والاعتراف بإرثها الطبقي وأصالة نسبها القبلي، ولا تزال المصاهرات ومراسيم الزواج تتم وفقًا لتقاليد النسب القبلي ونقاء السلالات.

كما وتنامت الثغرات الإقليمية والجغرافيا كالشمال والوسط والجنوب والقرية والمدينة والمخيم، وأصبح لكل عشيرة صندوقها وسلاحها، وكذلك في كلِ حيٍ أو قريةٍ عصبتها المسلحة التي تدافع عنها وعن مصالح العشيرة إزاء العشائر الأخرى، وتزايد جرائم القتل باسم الثأر العشائري.. الخ، فيما تتجول عصابات المستوطنين وتعتدي على الناس وتهدد أمنهم وتنحر الأشجار ولا نجد من يتصدى لهم، ولعربداتهم اليومية.

الطقس الثالث: جرائم "الدفاع عن شرف العائلة":

ثمة عشرات الجرائم التي تُرتكب في كلِ عام، بحق الفتيات والنساء باسم الدفاع عن شرف العائلة. وهذه العادات السيئة والكريهة باتت تبعث على الاشمئزاز والعار، لأنها أولًا جرائم مدانة مهما كانت دوافعها، وثانيًا هي في الغالب جرائم ترتكب بشكل مبالغٍ فيه بناءً على الشبهات، وثالثًا لأنها تُمارس بحق المرأة فيما يستثنى الرجل من العقوبة، ورابعًا يجري ارتكاب هذه الجرائم بصورةٍ بربرية تنم عن حقدٍ وجهلٍ وحماقةٍ وعادةٍ اجتماعيةٍ مبتذلة، وخامسًا لأنها جرائم لا تعيد الشرف للعائلة، وإنما تبعث على العار.

إن الموقف من إدانة مثل هذه الجرائم، لا يعني أننا من دعاة الانحلال الأخلاقي أو الإباحية الجنسية، بل نحن ندين كافة أشكال الانحلال والانحطاط التي من شأنها أن تضعف نضالنا الوطني، وتعيق معركتنا التحررية، ولنا أن نتساءل ما هو الشرف؟ وهل يتجزأ مفهوم الشرف؟ فشرف الرجولة تجري إهانته كل يوم على الحواجز والطرقات، والشرف الوطني يُستهدف كل يوم من قبل جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين، ويجري انتهاك شرف أرضنا ومياهنا وأجوائنا وأشجارنا، وتدوس إسرائيل" على شرفِ أمةٍ بكاملها.

ومن ناحيةٍ ثانية، لماذا لا تجري مكافحة ظاهرة التحرش الفظ بالنساء في الشوارع وعلى الهواتف ومواقع التواصل الاجتماعي، ولماذا لا تكافح ظواهر الزعران التي باتت تملأ الشوارع والأحياء.

فهل يسترد الرجل شرفه ويغسل عاره فعلًا عندما يذبح ابنته أو شقيقته أو قريبته؟ وهو ذاته الذي يقبل بانتهاك شرفه ورجولته على الحاجز العسكري، أو في سوق العمل "الإسرائيلي، هو ذاته الذي يقبل بمصادرة حريته وإذلاله وإفقاره من دون أن يُحرك ساكنًا.

إن الشرف لا يتجزأ.. ونحن أحوجُ إلى التمسكِ بالشرفِ الوطني، ومكافحة الأسباب الكامنة وراء ظواهر الانحلال الأخلاقي كالفقر وارتفاع تكاليف الزواج وتزايد حالات الطلاق، وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. نحن أحوج لثقافةٍ وطنيةٍ أصيلةٍ كالثقافة التي ولدت في سنوات الانتفاضة الأولى، حيث كان تُشكّل مناعة من أي انزلاق في وصول الانحطاط القيمي والانحلال الأخلاقي.

الطقس الرابع: غلاء المهور والأعراس الباذخة:

وتُعدّ هذه الظاهرة إحدى الإشكاليات الاجتماعية في المجتمع العربي بشكلٍ عام، والمجتمع الفلسطيني على نحوٍ خاص، إذ أن شعبًا يواجه احتلالاً يحاول استئصاله وتدميره حريٌ به أن يلتفت إزاء مثل هذه المشاكل التي تشغل المجتمع عن مقاومة الاحتلال، وتُولّد إحباطاً وتوتراً اجتماعياً لدى الأجيال الشابة. 

وفي العودة إلى الانتفاضة الأولى وثقافتها الوطنية، فقد وضعت الانتفاضة حدًا لمثلِ هكذا ظواهر، ووضعت حدًا أعلى للمهور، أما الأعراس وحفلات الزواج فقد توقفت نهائيًا، وذلك إجلالًا للشهداء وتضامنًا مع الأسرى، وكانت الزيجات تجري بالحد المقبول اجتماعيًا وبجهازٍ بسيط، وكانت العروس تفخر بزواجها من الشاب الملاحق والمنتفض الذي يغيب عنها بضعة أشهر في السجن في كلِ عام.

أما اليوم فنحن نشهد أرقامًا عاليةً في المهور وتكاليف الزواج فيما تتسع ظاهرة العزوبية الاختيارية، أو الزواج في أعمارٍ متأخرةٍ للشبابِ والشابات، في ظل ظروفٍ اقتصاديةٍ صعبة، مما يُولّد مشكلات اجتماعية، لن تلبث أن تنفجر في أيةِ لحظة.

وقد يقول قائل: هل نوقف حياتنا، ونتوقف عن مظاهر الفرح لأننا نعيش تحت الاحتلال؟ بالطبع لا.
 
ولكن أيضًا لا يعقل على شعبٍ فقير، يحيا تحت الاحتلال العسكري، ويرتقي الشهداء ويعتقل الشباب في كلِ يوم، أن يشهد مثل هذه الظواهر الباذخة، التي تنم عن تبجحات واستعراضات مبتذلة لا تليق بنا كشعبٍ مكافح.

الطقس الخامس: إطلاق النار في الأعراس والتظاهرات:

إن مثل هذه العادات والطقوس السيئة في مجتمعنا، لا تليقُ بنا ولا بنضالنا العنيد ضد الاحتلال، ومن العارِ أن يُلاحق سلاح المقاومة، ولا يجد المقاوم السلاح ولا الذخيرة اللازمة في الوقت الذي نشهد فيه اكتظاظ السلاح بين أيدي الناس العاديين الذي يُستخدم للثأر أو التباهي العشائري أو الحماية الشخصية، أو استخدامه في المناسبات الاجتماعية كالأعراس والمناسبات الوطنية كالاحتفالات وتشييع جنازات الشهداء، بحيث يجري إطلاق ملايين الطلقات في الهواء، وهو يكلف مبالغ طائلة. 

ومن ناحيةٍ ثانية يذهب العديد من الناس ضحايا للاستخدام المفرط للسلاح، وترتكب الجرائم، وفي الوقت الذي ينتشر فيه السلاح بكثرة بين أيدي الناس، ويجري تبديد الطلقات في الهواء، واستخدام السلاح بالثارات العشائرية أو ارتكاب الجرائم، فإننا نبدد طاقات وامكانياات وطنية في غيرِ محلها.

إن هذه الظواهر التي أسميناها طقوسًا، لأنها باتت متكررة وتطورت لتصبح عاداتٍ اجتماعيةٍ مقدسة، يحرص المجتمع على ممارستها كطقوس، وأخذت تتنامى في السنوات الأخيرة؛ إنما تُعبّر عن حالةِ فصام في الشخصية الوطنية؛ فالشعب الفلسطيني يعاني من الفقرِ والبطالة، ويُمارس بحقه القمع والهيمنة الاحتلالية، وفي ذات الوقت يحرص المجتمع أن يبدو في حياته كمجتمع طبيعي مثل بقية الشعوب، وهذه حالة مرضية ولا تُعبّر عن ثقافة وطنية تحررية.

وقد يقول قائل: ألسنا شعباً كبقية الشعوب؟ أو لسنا بشرًا يحق لهم أن يتمتعوا بالحياة والاستهلاك ويفرحوا؟ أليس ما يجري تعبير عن حراك المجتمع وتقدمه وتطوره وحيويته؟

ونحن نقول إن الشعوب في مرحلة الأزمات الوطنية، لا يجوز لها أن تتناسى جراحاتها وتتجاهل ما يجري بحقها من إذلال، بل تسعى للتقشف وتنقية المجتمع من الظواهرِ السلبية، وتعلي من الهمم وترفع المعنويات وتحث الناس على الإنتاج والتهذيب والارتقاء إلى مستوى اللحظة، والدفاع عن الكرامة الوطنية.

كيف يمكن لنا أن نعيش مظاهر الحياة الباذخة، ونحن شعب فقير، ونحيي أعراسنا ونرتاد النوادي الليلية، ونحن شعبٌ تحت الاحتلال؟، وكيف يمكننا أن نقاوم الاحتلال، ونحن نتمسكُ بالعاداتِ والتقاليدِ المتخلفة كالثارات العشائرية والجرائم ضد النساء بحجة الدفاع عن الشرف؟، وكيف نقيم الأعراس إلى جانبِ بيوتِ عزاء الشهداء، فيما تتنافس العديد من العائلات والقبائل على الأصل والفصل ونقاء الدم والسلالة، ويُسيطر علينا احتلال لا يرى فينا جميعًا سوى "بهائم وحشرات".

إن الشعوب في مرحلةِ التحرر الوطني، ومجابهتها لعدوٍ يستهدف وجودها، يتعين عليها أن تعيد قراءة واقعها ورص صفوفها، وحشد قواها وطاقاتها في المواجهة، وليس بتبديد حياة شبابها وإمكانياتها المادية في الاستهلاك والاستعراضات، وتغذية الأحلام الوهمية.

نحن اليوم أحوج من أيِ وقتٍ مضى، لصياغة ثقافة وطنية تجابه الاحتلال، وتتصدى لممارساته، وتُشكّل أساسًا لصنع الانتصار التاريخ.

وكنت لدينا تجربة حية أثناء الانتفاضة الأولى حين أنتجت الجماهير الثائرة ثقافتها انطلاقًا من حسها العفوي من دون أن توجهها نظرية ثورية، فكان الانتاج المنزلي، والحراسات الليلية الطوعية، وحل الإشكاليات الاجتماعية، ومواجهة مظاهر الاحتكار وغلاء المعيشة واستعراض الثراء، والتقليص من مساحة الترفيه والاحتفالات والعبث، وضرورة الاصغاء لتوجيهات قيادة الانتفاضة.

وقد يكون من البعثِ إيقاظ الناس من نومهم أو سكرتهم أثناء مرحلة الانتكاسة، ولكن يجب علينا أن نقرع الجرس، ونحن نبحثُ عن البطل الكامن فينا، المرحلة تحتاج إلى أبطال يسبحون ضد التيار، ليصنعوا الَمثّل والنموذج.

إذ لا يمكننا الانتصار في معركتنا التحررية دون بناء ثقافتنا الوطنية المتواضعة والمتقشفة التي تنهل من الكرامةِ الوطنيةِ والإصرارِ على الحرية.

يكفينا نفاقًا واستعراضًا، ويكفينا انفصالًا عن الواقع، لا أحد يستطيع أن يمنع أحدًا أن يعيش حياته كما يريد، ولكن دعونا نتوقف عن تشييد القصور والفلل التي لا قيمة لها وهي تقف في مواجهة كرفان المستوطن يزرعه فوق جبلٍ، ويصطحب معه بضعة رؤوس من الأغنام أو الأبقار، ويفضل الحياة بشروطٍ قاسية، ليغدو الكرفان بؤرة ثم مستعمرة فمدينة، لا تلبث أن تبتلع القصر وتزعج ساكينه وتحيله إلى خراب.

ليس لسياراتنا الفارهة أيةِ قيمةٍ، وهي تقف في طابورٍ على حاجزٍ عسكري يذل أصحابها ويمتهن كرامتهم، ولا قيمة لنسب قبائلي ونحن نحيا جميعًا تحت بسطار الاحتلال، ولا شرف "لغاسلي شرف العائلة" الذين يجزون أعناق فتياتهم، بينما يُجزّ عالج المستوطنين أعناق أشجارهم، من دون أن يتجرأ على الاتيان بأي حركة.

يجب أن تُستعاد الرجولة والقيم الثورية، فتلك رأسمالنا الحقيقي في زمن التحرر، وليس القصور والسيارات والطقوس الاجتماعية البالية، وأوهام النسب القبلية المتخلفة.

بقلم عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والكاتب والأديب والشاعر، والمفكر الفلسطيني كميل أبو حنيش