بقلم الأسير: عبيدة ربايعة

مقال بعنوان: لا تمت قبل أن تكون ندًا

حنظلة.jpg

خاص_مركز حنظلة

في الثامن من تموز الماضي مرت علينا ذكرى استشهاد الأديب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني، في استهداف سيارته في بيروت هو وابنة شقيقته لميس على يد جهاز الموساد الصهيوني.

 ورغم أن الأديب كنفاني لم يخض المعترك العسكري إلا أنه شَكّل هاجسًا ورعبًا للاحتلال وأعوانه من خلال كتاباته التي كتبها عن القضية الفلسطينية، ومخاطر الامبريالية وما تفعله في دول العالم وشعوبها وسعيها للسيطرة على هذه الدول على حساب أنين وآهات الشعوب.

كان كنفاني مثقفًا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وملتزمًا بَنَفَس المقاومة والنضال؛ فكان أحد أبرز أعضاء حركة القوميين العرب التي تصدت لسياسة توطين اللاجئين من قبل الامبريالية ومؤسساتها الدولية في محاولةٍ محمومة لإنهاء حقهم في العودة إلى فلسطين، فبرز دور كنفاني لتوعية شعبنا ضد هذه السياسات المشبوهة.

ولم يقتصر دوره في هذا فقط إذ كان أحد القيادات الذين زرعوا أوتاد الجبهة الشعبية وكان الناطق باسمها وعضوًا في مكتبها السياسي، ولم تكن رحلة الأديب كنفاني مُكللة بالورود؛ بل كانت أشبه بصعود جبل شاهق، ورغم هذه الظروف التي عاشها فإنه حمل على عاتقه وسار على طريق المقاومة وقال مقولته الشهيرة " لا تمت قبل أن تكون ندًا".

وهنا قام الاحتلال باغتيال الأديب كنفاني انطلاقًا من رؤاه وتصوراته السياسية، ظنًا منهم أنه باغتيالهم القيادات والرموز الفلسطينية سيحسم الصراع مع الشعب الفلسطيني، وهنا أيقن الاحتلال أن مخططاته قد باءت بالفشل عندما رأى صورة الفلسطيني وصورة الأديب غسان كنفاني وأثره في الشعب الفلسطيني في كل زواياه وخطاباته وتأثيره على كافة طبقات الشعب الفلسطيني والعربي والعالم أجمع.

إن استشهاد كنفاني يضع في أعناقنا أن نحمل نحن ارثه الثقافي العظيم ونجوب فيه العالم بأسره ونكمل مسيرته للوصول إلى الهدف الذي حلم بالوصول إليه وهو تحرير فلسطين من نهرها إلى بحرها وعاصمتها القدس.

رسالة أخيرة للاحتلال الصهيوني والامبريالية والرجعية العربية، فإننا نؤكد بأن اغتيال الجسد لا يعني اغتيال الفكر والأيديولوجيا التي حملها شهدائنا؛ فهي بوصلتنا نحو تحرير الأرض والإنسان.