مركز فلسطين: 1800 حالة اعتقال من القدس خلال النصف الأول من العام

اعتقالات بالقدس.jpg

مركز حنظلة_فلسطين المحتلة

أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال واصلت خلال العام الجاري حملات الاعتقال المكثفة التي تستهدف المقدسيين بكافة شرائحهم، حيث رصد (1800) حالة اعتقال لمواطنين من القدس المحتلة خلال النصف الأول من العام الجاري بينهم (435) قاصرًا، (55) سيدة وفتاة.

وقال مركز فلسطين أن الاعتقالات خلال النصف من الأول من العام استهدفت كافة شرائح المقدسيين من الأطفال والنساء والقيادات الإسلامية والوطنية، وحتى المرضى وكبار السن، حيث رصد ما يزيد عن (1800) حالة اعتقال، وهي تشكل 47% من إجمالي الاعتقالات في أنحاء الأراضي الفلسطينية في تلك الفترة والتي بلغت 3750 حالة.

ومن بين الملاحقين بالاستدعاءات والاعتقالات رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري (85 عامًا)، حيث استدعى للتحقيق خلال مرتين خلال تلك الفترة، وتم منعه من السفر.

كذلك أعادت اعتقال الأسير المحرر والنائب المقدسي أحمد عطون، وزير القدس الأسبق خالد أبو عرفة وصدرت بحقهم قرارات اعتقال إداري لمدة 4 شهور.

وقال الناطق الإعلامي للمركز الباحث رياض الأشقر  إن ممارسات الاحتلال الإجرامية بحق المقدسيين وفى مقدمتها الاعتقالات المسعورة تهدف إلى استنزافهم وردعهم عن الدفاع عن المدينة المقدسة، والتصدي للاقتحامات المتصاعدة للمسجد الأقصى، وإفراغ المدينة من أهلها الأصليين، وتأتى تواصلًا الاستهداف المباشر للأقصى والمقدسات وللوجود الفلسطيني والمكانة التاريخية والدينية للمدينة المقدسة.

اعتقال النساء والأطفال

وبيَّن الأشقر أن حالات الاعتقال بين القاصرين من القدس بلغت (435) حالة من بينهم 29 طفلًا تقل أعمارهم عن (12 عامًا)، أصغرهم الطفلين ريان أبو ريان (10 أعوام) من بلدة سلوان والطفل عمر النتشة (10 أعوام) من حي بطن الهوى، بينما استدعت شرطة الاحتلال الطفل المقدسي "محمد إبراهيم العباسي" الذي لم يتجاوز عمره 6 سنوات فقط للتحقيق في مركز الشرطة بحجة امتلاكه لعبه بلاستيك على شكل مسدس.

وأصدرت محكمة الاحتلال حكمًا بالسجن الفعلي لمدة (15 عامًا) على الطفل الأسير محمد رجب أبو قطيش (14 عامًا) من بلدة عناتا وغرامة مالية كبيرة بلغت 258 ألف شيكل.

بينما بلغت حالات الاعتقال بين النساء (55) حالة من بينهن 4 قاصرات، تم الإفراج عن معظمهم بعد التحقيق لساعات، ومن بين المعتقلات المرابطات خديجة خويص، وهنادي حلواني ونفيسة خويص حيث اعتقلن أكثر من مرة خلال الستة شهور الماضية، كما اعتقل المربية "شذى محمود" مديرة مدرسة رأس العامود للبنين، بعد اقتحام المدرسة واقتادتها للتحقيق حول منشور لها على موقع الفيسبوك، والسيدة "عبير أبو خضير" زوجة الأسير المحرر ناصر أبو خضير من شعفاط شرق القدس تم اقتيادها إلى التحقيق لساعات قبل الإفراج عنها،  كذلك استدعت الصحفيتين المقدسيين "ليالي عيد" و "لانا كاملة" للتحقيق في المسكوبية.

مصادرة وحجز ممتلكات

وأضاف الأشقر أن سلطات الاحتلال نفذت خلال النصف الأول من العام هجمة شرسة بحق الأسرى المقدسيين والمحررين وعائلاتهم، تنفيذا لقرار وزير الجيش حيث داهمت منازل العشرات منهم ونفذت سياسة حجز على أموال الأسرى وممتلكاتهم بحجة استلامها من السلطة الفلسطينية، كما احتجزت مصاغ من الذهب والفضة ومقتنيات وألعاب ومركبات ودراجات نارية، إضافة الى الحجز على الحسابات البنكية لعشرات الأسرى وعائلاتهم دون إبلاغهم وحتى حصالات الأطفال لم تسلم من المصادرة،  كما أرسلت سلطات الاحتلال، لعشرات العائلات "قرار الحجز"، مرفق باسم الأسير والمبلغ المفروض عليه عبر رسائل نصية على الهاتف.

الإبعاد والحبس المنزلي 

وأشار الأشقر إلى أن سلطات الاحتلال واصلت خلال العام الجاري سياسة إصدار قرارات الإبعاد، والحبس المنزلي والأوامر الإدارية بحق المقدسيين، حيث رصد المركز (850) قرار إبعاد، غالبيتها عن المسجد الأقصى، والبلدة القديمة، والمناطق المحيطة بها، فيما أصدرت سلطات الاحتلال ما يزيد عن (215) قرار حبس منزلي لفترات مختلفة، بينما أصدرت محاكم الاحتلال 88 قرار إداري ما بين جديد وتجديد بحق أسرى مقدسيين.

 كما واصلت سلطات الاحتلال سياسة "اعتقال الأسرى المحررين من القدس فور الإفراج عنهم من السجون بعد انتهاء محكوميتهم"، حيث جرى هذا الإجراء مع 16 أسير محرر أفرج عنهم بشروط أبرزها: الإبعاد عن القدس، الإبعاد عن منطقة السكن، منع الاحتفالات ورفع الأعلام والرايات في المدينة.

اعتقال الجرحى

وكشف الأشقر أن قوات الاحتلال اعتقلت 8 من الشبان والقاصرين المقدسين بعد إطلاق النار عليهم وإصابتهم بجراح مختلفة بعضها خطيرة، كان من بينهم الفتى وديع عزيز أبو رموز (16 عامًا) من بلدة سلوان والذي استشهد بعد يومين من اعتقاله مصابًا خلال مواجهات في البلدة واحتجز جثمانه لخمسة أشهر قبل تسليمه لذويه.

كذلك اعتقلت الطفل الجريح محمود محمد عليوات (13 عامًا) من بلدة سلوان، بعد اصابته بجراح خطرة، برصاص المستوطنين، في شارع وادي حلوة في البلدة، وتم تحويله الى مؤسسة خاصه نظرًا لصغر سنه.

كما اعتقلت الجريح رامي حمودة من مخيم شعفاط، بعد اصابته بالرصاص وهو ينزف من داخل سيارة الإسعاف، كذلك الطفل عمر إبراهيم أبو ميالة (15 عامًا)، من بلدة سلوان، اعتقل بعد إصابته فى بطنه وخضع لعمليتين جراحيتين، والفتى  محمد يحيى العباسي (17 عامًا)، في بلدة سلوان، اعتقل بحالة حرجة، و الشاب عبد الكريم أبو طاعة أصيب في بطنه، وتم اعتقاله.

وطالب مركز فلسطين بضرورة تعزيز مقومات الصمود لدى المقدسيين لدعمهم في مواجهة إجراءات الاحتلال ومحاولاته لإفراغ المدينة من أهلها، وتوفير الدعم القانوني المكثف لأسرى القدس وخاصة فئة الأطفال والنساء، وتوثيق انتهاكات الاحتلال المستمرة بحق المقدسيين والعمل على رفعها للمحاكم الدولية.