كتبت الأسيرة المحررة دعاء الجيوسي..

جوعنا بألف مما تَعدُون

01053859474575262110771332302017.jpg

بقلم : دعاء الجيوسي

تصومون وتفطرون...تقيمون الليل وتريحون...

أما نحن فنصوم ولا نفطر....نقيم الليل تحت السياط ولا نقعد...

يا من تَشكون التخمة....وسوء المُنقلب بعد مجازر الإفطار اليومية....

أيها المتوترون دوما لنقص النيكوتين في أجسادكم...

أيها الشاكي حرمانك من جُرع الكافين اليومية...

يا من تتوهين في مطبخ بيتك وتتبرمين بالأذواق المختلفة للأولاد... وكثرة ما يطلبون وما تُولمين

 

تعالوا أُحَدثكم عن صيام غير صيامكم....

أعتذر مسبقاً عن إزعاجكم...فأربعة ألاف وخمسمائة روح مُعذبة رقم أقل من أن يُحكى بشأنه ولكني سأحكي....

يا صائمي الشهر ومصلي الدهر....

نحن قوم نصحو قبيل الفجر على صراخ في أذاننا...

وجبات السحور كما هي منذ بُنيت السجون

شحيحة قليلة تضيع بين الأسنان ولا تصل المعدة...

ننوي لله صياماً كل يوم ولا ندري أأمسكنا قبل الفجر أم بعده.

فنحن لا نسمع الأذان....

والمسحراتي الخبيث لا يأتي زنازيننا أبداً.

جوع نهارنا...يزداد بعد الإفطار فما يقدم لنا لا يُشبع...

حلوانا وجوه أمهاتنا....

نحن لا نعرف من مشروباتكم الرمضانية سوى الماء وهذا يُحسب علينا بالقطرة والرشفة...

في زنازيننا المعتمة لا يوجد فوانيس ولا زينة

نحن نتمنى أن يطلق أحدهم المفرقعات في السجن حتى لو أحرقتنا.

تكبيرات العيد عندنا مخنوقة.

وصلاته نسينا طقوسها.

السمك المملح لا يمر بأفواهنا...

فنكسر الصوم على ملح القهر المُخزن في عروقنا.

حلوى العيد رفاه

وكعكه ترف لا نعرفه.

أعيادنا وحلواها أنتم إن قررتم ذات يوم أننا منكم ونستحق أن تذكرونا قبل أن نرحل إلى الله حيث لا قيود ولا جوع يأكلنا ولا نسيان يذبحنا.

كل عام وأنتم بخير.