سجن عوفر قلعة الموت وأتون صَقل العزائم

thumbs_b_c_16c83c50cc8a4d5740ae0fc647c9c473.jpg

تقرير مركز حنظله:

سجن عوفر إسم تداوله الإعلام كثيراً خلال الفترة الماضية وتدافعت الأخبار التي ترشح من داخله عن سوء الأوضاع الاعتقالية وتردي الواقع الحياتي للأسرى الذين باتوا نهباً للجوع والبرد وفرائس للأمراض.

ولسجن عوفر حالة من الخصوصية ينفرد بها عن باقي السجون كونه السجن الوحيد الذي لا زال مقاماً على تخوم مدن الضفة المحتلة وبالتالي يَفد إليه المعتقلين بشكل شبه يومي ما يعني إكتظاظاً لا يتوقف داخل اقسامه وإحتياجات تزداد طردياً عند بزوغ كل فجر.

ووفقاً للوثائق المتوفرة فإن السجن المُقام على أراضي بلدتي بيتونيا ورافات غرب مدينة رام الله شُيد أواخر فترة الإحتلال البريطاني كموقع عسكري ومعتقل بناؤه الأساسي الخيام وظل على حاله فترة الحُكم الأردني حتى نكسة حزيران عام 1967 بعدها طرأ تحول جذري على واقع السجن إذ اقتيد إليه الفلسطينيون بالمئات واستُخدِم كمركز توقيف وتحقيق ومقر للمحكمة العسكرية وسجن يقضى فيه الأسرى محكومياتهم...ولم يسجل في تاريخه أي حوادث هروب سوى حادثتين الأولى منتصف يناير عام الفين وثلاثة عندما تمكن أسيران كانا قابعين فيه من الهروب والإختفاء في الضفة وقد إنقطعت أخبارهما بعد ذلك أما الحادثة الثانية فجاءت بعدها بأربعة أشهر وتحديدا ليلة الثاني عشر من مايو لذات العام حين تمكن ثلاثة الأسرى من الهرب باتجاه رام الله وقد اعتقل أحدهم لاحقاً فيما إختفى الآخران.

وقد إستُشهد داخل السجن أسيران هما صبري عبد ربه من القدس وقد إرتقى رميا بالرصاص بتاريخ 1990/7/7 و داوود الخطيب الذي إستشهد بتاريخ 2020/11/10 جراء الإهمال الطبي.

ويتواجد في سجن عوفر التي حُولَت خيامه إلى زنازين حجرية قبل سنوات أكثر من 900 أسير موزعين بإكتظاظ شديد على عدد من الأقسام التي تفشى فيها فايروس كورونا مؤخراً وتشهد نقصاً حاداً في الملابس والأغطية والأدوية وحتى الطعام...ولهذه الأسباب وغيرها يخوض الأسرى حالياً برنامج نضالياً سيتصاعد ويستمر حتى ترضخ مصلحة السجون لإرادتهم.