رأي الهدف: عن الردع الواجب

خضر عدنان.jpg
المصدر / بوابة الهدف الإخبارية

مركز حنظلة_فلسطين المحتلة

"في عنق كل فلسطيني دين للشهيد خضر عدنان؛ بطل فلسطين وفارس الحركة الوطنية الأسيرة، وعلى الأرض هناك الكثير مما يمكن فعله، ويجب فعله، على طريق ردع عدونا عن ممارساته الخسيسة بحق أسرانا الأبطال وتغوّله الوحشي على أبناء شعبنا".

يوم واحد قد مرّ على استشهاد المناضل الأسير خضر عدنان، لكن الضرورة قائمة في هذا الوقت لاستدعاء الحقائق، فلم يمت خضر عدنان جراء إضرابه عن الطعام، ولكن قتلته دولة الغزاة المعتدين في زنزانته التي قبع فيها بعد حوالي 3 أشهر من إضرابه عن الطعام، فمن يضع رجل بعد هذا العدد من أيام الإضراب في زنزانة، وليس في المشفى، فقد قرر مسبقًا قتله وتوجيه ضربة لملف الإضرابات؛ بغية تجريد الأسرى منه كأداة للدفاع عن النفس والحقوق.

لا يخوض أسرى فلسطين إضراب موتٍ محتوم، وغالبًا ما مارست الحركة الأسيرة الإضرابات كإجراءٍ احتجاجي، وأدارته بطريقةٍ عقلانيةٍ حتى في ذروة جنون التحدي الذي يمثله رهان الأسير على تجويع جسده وصناعة احتمال لموته في فضاء يسيطر فيه العدو على جسده، حتى في هذا كان الأسرى غالبًا ما يفاوضون عدوهم ويصلون لحلولٍ قد لا تلبي كل مطالبهم، لكنها أيضًا تجنّبهم الموت مضربين، ويتجنبون السماح للعدو بكسر هذا الخط على نحوٍ فج.

رغم أنّ الشهيد البطل خضر عدنان لم يكن أوّل شهداء الحركة الأسيرة في معارك الإضراب عن الطعام، ولكن ما يعنيه استشهاده هو أن العدو قد وضع الموت كثمنٍ مباشر مقابل للإضراب، بغية تجريد الأسرى من الرهان على الإضرابات، ورسالة العدو من ذلك واضحة من يضرب عن الطعام لن ينال حقوقه، ولكن ستعتصره منظومة الأمن والسجون الصهيونية حتى الموت، بل أنه لن يلقى إلّا عوامل تسرّع موته كما حدث مع الشيخ خضر، وهذا هو التحدي الذي نقف أمامه؛ أن العدو سيسرّع موت أسرانا المضربين عن الطعام، مراهنًا على ضعف ردة فعلنا ومتأكدًا من الغطاء الدولي الممنوح له.

واجبنا ومهمتنا الوطنية الآن؛ أن يدفع العدو ثمن فاق حساباته وتصوراته لهذه الجريمة، ثمن يتكفل بألّا يجرؤ العدو على تكرار تصفية أسرانا عبر هذا المسار.

أي كان الخطاب الذي نقدمه كفلسطينيين على اختلافنا أو اتفاقنا، فإن الموضوع لا يتعلّق بسقف الخطاب بقدر ما يتعلّق بقدرتنا على التحرّك في خطوات محددة لتدفيع العدو ثمنًا باهظًا لما حدث، وهنا الثمن لا يتصل بالقيمة النضالية والوطنية للشيخ المناضل الوطني الكبير خضر عدنان وبما قدمه؛ لوطنه وشعبه وقضيته فحسب، ولكن بالمفعول المباشر لهذه الخطوات والإجراءات التي يجب اتخاذها في عدة مستويات فلسطينية وعلى مختلف الساحات.

ومسبقًا يمكن القول وبشكل واضح: أن أي مبالغة في الرهان على المواقف الدولية تمثل تفريط خطير بالحلقة الرئيسية في هذا الملف، وهي قدرتنا على الفعل المباشر ضد العدو والحشد ضد حلفائه، فلقد حسب العدو جيدًا لعشرات المرات معادلة ردود الفعل الدولية المحتملة، ولكن ما لا يمتلكه العدو ولا يسيطر عليه هو قدرة شعبنا على الفعل، وإرادتنا الوطنية واستعدادنا لرفع سقف هذا الفعل لحدود ومستويات ومساحات لم يحتسبها.

الأمر في هذا المسار لا يتعلّق بالثأر الواجب لكل شهيد يطاله العدو، ولكن بواجب توفير ظهير حقيقي لبقية الأسرى القابعين في السجون حاليًا، وعدم السماح للعدو بانتزاع ورقة الإضراب من حركتنا الوطنية الأسيرة وتحويلها لأداة لتصفية الأسرى.

في عنق كل فلسطيني دين للشهيد خضر عدنان؛ بطل فلسطين وفارس الحركة الوطنية الأسيرة، وعلى الأرض هناك الكثير مما يمكن فعله، ويجب فعله، على طريق ردع عدونا عن ممارساته الخسيسة بحق أسرانا الأبطال وتغوّله الوحشي على أبناء شعبنا.