لا خيار أمام الشعب الفلسطيني إلا الصمود، والصبر، والاستمرار على نهج المناضلين

بوابة الهدف تُحاور المُحرّر عمر عساف: أسرى قطاع غزة يعانون مأساة التجويع والتعذيب

الأسير المحرر عمر عساف.jpg
المصدر / بوابة الهدف الإخبارية

مركز حنظلة_فلسطين المحتلة

بعد اعتقال دام 6 شهور داخل سجون الاحتلال، تم الإفراج عن الأسير عمر عساف يوم الاثنين الموافق 22 أبريل/ نيسان 2024، حيث فقد وزنه، وتغيرت ملامحه، وأمام صورة الأسير عساف التي تكشف شيئًا، وتُخفي شيئًا آخر حاورت بوابة الهدف عمر عساف للاطلاع أكثر على واقع السجون ما بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

أسرى قطاع غزة يُعانون مأساة التجويع والتعذيب

"بوابة الهدف الإخبارية" حاورت الأسير عمر عساف، إذ أكَّد في بداية حديثه على أنّ الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يهرب من المواجهة، وبالتالي إن كل الأسرى، والمناضلين قد اختاروا هذا الطريق بقناعة، وهؤلاء الأسرى كانوا يدركون أن الطريق نحو الحرية ليس مفروشًا بالورد، بل هو طريق مفروش بالمعاناة، والقهر، والظلم، إن هؤلاء الأسرى يُدافعون عن الحرية، والاستقلال، ويدفعون الضريبة النضالية، عن طيب خاطر رغم كل الظروف الصعبة، والخانقة، ولكن الخيار يبقى وحيدًا، هو الاستمرار في هذا الطريق الذي شقه آلاف المناضلين، والمقاومين.
وأردف عساف خلال حديثه مع "بوابة الهدف" يقول: "لقد تعرضت للاعتقال قبل 46 عامًا، وقبل 40 عامًا، وقبل 36 عامًا، وقبل 30 عامًا، وما بين هذه السنوات أيضًا تعرضت للاعتقال، ولكن بكل ما تحمل كلماتي من معنى هذه التجربة تختلف جوهريًا عن التجارب السابقة. بعد التحرر من السجن جاء الكثير من الأصدقاء الذين عاصرنا سابقًا تجارب الاعتقال، واتفقنا على أن وجه هذه المرجلة من الاعتقالات مختلف جدًا، وظروف المعتقلين لم تكن بهذا الشكل، وبالتالي أنا أتحدث عن وقائع جديدة يفرضها جيش الاحتلال، وهنا أنا لا أتحدث عن أمور فردية، ولا بطولات مصطنعة، بل أتحدث عن عشرة آلاف أسير يعانون نفس الظروف، والأهم أتحدث عن أسرى غزة، إذ التعذيب والتنكيل عليهم أشد، أنهم بصدق يعانون مأساة التجويع والتعذيب"

صورة الأسير عمر عساف ما قبل الاعتقال.png

الظروف داخل السجن قاسية ومؤلمة

بيّن عساف خلال حديثه مع "بوابة الهدف"، إنَّ: "رحلة العذاب تبدأ منذ لحظة الاعتقال، حيثُ الاحتلال ما قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول لم يكن يُمارس هذا التنكيل الوحشي بهذه الصورة، نعم كان هناك حالات يتم الاعتداء عليها، وبعض الحالات تم إطلاق النار عليها ما قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، ولكن ما بعد "طوفان الأقصى" جميع الأسرى تعرضوا لصنوف مختلفة من العذاب، والتنكيل، وتكسير العظام".

وشدّد عساف على، أنّ: "الأسرى يتم التعامل معهم ليس كأسرى حرب، بل هم رهائن، إذ يتم تجريدهم من كل الحقوق المكفولة في الشرائع والأعراف الدولية، حيثُ الأسير ما أنّ يصل السجن حتى يقع تحت التنكيل اليومي، وأوكد على يومي، لا بل كل لحظة وكل ثانية، ويوميًا تدخل وحدات السجن المختلفة إلى الزنازين مثل " وحدة المتسادة"، وتبدأ هذه الوحدات بالاعتداء على الأسرى بشكلٍ وحشي، على الرغم أنّ الوضع داخل السجون لا يستعدي هذا النمط من التوتر، ولذلك يُدرك كل أسير أنّ هناك اعتداء في أي لحظة، وعليه إنَّ الظروف داخل السجون قاسية ومؤلمة"

الطعام داخل السجون كميًا قليل، ونوعيًا غير صحي

أكَّد عساف "لبوابة الهدف"، أنّ: "الوضع الصحي لكثير من الأسرى صعب، وخطير جدًا، حيثُ حين يتم الاعتقال يُحرم الأسير من أي نوع من العلاج، وقد حصلت معي هذه القضية، إذ فقدت شعري لعدم وجود علاج داخل السجن، طبعًا أنا أقل أسير كان يُعاني داخل السجن من الناحية الصحية"

وأردف عساف: "الطعام الذي تُقدمه أدارة السجون من الناحية الكمية قليل جدًا، ولا يكفي للحفاظ على بنية الجسد، هذا الطعام لا يكفي إلا لتجنب الأسير الموت فقط، أما من الناحية النوعية فهو غير صحي وأيضًا غير صالح للأكل، وعليك أن تتخيل لا وجود للحلوم، ولا الفواكه، أنها مأساة حقيقة، إذ قد فقدنا آلاف الأطنان من اللحوم البشرية من أجساد الأسرى خلال هذه المرحلة"

صورة الأسير عمر عساف ما بعد التحرر.png

على المؤسسة الرسمية الفلسطينية أن تتحمل مسؤولياتها

في ختام حديثه مع "بوابة الهدف"، يقول الأسير المحرر عمر عساف: "لا خيار أمام الشعب الفلسطيني إلا الصمود، والصبر، والاستمرار على نهج المناضلين، وهذه رسالتي الأولى، أما الرسالة الثانية، على المجتمع الدولي، ومؤسسات حقوق الإنسان، والمؤسسة الرسمية الفلسطينية، أن يتحملوا مسؤولياتهم نحو ما يجري بحق أبناء الشعب الفلسطيني.