بمناسبة الذكرى الـ39 لاندحار الاحتلال من مدينة صور..

لبنان: الشعبية تشارك في حفل تكريم الشهيد المفكر دقة وكوكبة من الأسرى المحررين

00000.jpeg

مركز حنظلة_بيروت

بدعوة من ملتقى الجمعيات الأهلية في مدينة صور ومنطقتها، وجامعة المدينة، وبرعاية وزير الثقافة اللبناني القاضي محمد وسام المرتضى، أُقيم احتفال حاشد في قاعة المحاضرات في جامعة المدينة- صور تكريماً ووفاءً للشهيد الأسير المفكر وليد دقة، وللأسرى المحررين والحركة الأسيرة، ودعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني، في الذكرى الـ39 لتحرير مدينة صور من رجس الاحتلال الصهيوني.
 
وشارك في الاحتفال وفد من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ضمّ مسؤول الجبهة في لبنان هيثم عبده، وممثلون عن الأحزاب والفصائل والجمعيات واللجان والنقابات وفاعليات بلدية واختيارية، والأسرى المكرمون وحشد من أبناء المدينة.

00.jpeg

واستهل الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، وبالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، وترحيب من عريف الاحتفال. وألقى مدير جامعة المدينة الدكتور مصطفى الكردي كلمةً، كما ألقى كلمة ملتقى الجمعيات الأهلية رئيس جمعية هلا صور الدكتور عماد سعيد، والأسير المحرر أحمد غنيم كلمة المكرمين، وكلمة راعي الاحتفال وزير الثقافة اللبناني القاضي محمد وسام المرتضى، ألقتها الدكتورة رندة أبو صالح، شكرت فيها كل من ساهم في إحياء الفعالية. 

أما كلمة فلسطين ألقاها مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان هيثم عبده وجاء فيها:

الرفيق هيثم عبده أثناء إلقاءه كلمته.jpeg

"مساءُ الخيرِ ... مساءُ النصرِ والحريةِ. من صورَ مدينةِ السيفِ والحرفِ، مدينةِ الطلقةِ والكلمةِ، مدينةِ المقاومةِ، مدينةِ الإمامين السيد عبد الحسين شرف الدين والسيد موسى الصدر، والمناضلِ القوميِ العربيِ محمد الزيات، ونصيرِ الفقراءَ رفلي أبو جمرة، والقافلةِ الطويلةِ من الشهداءَ الذين قدموا دماءَهم من أجلِ الحريةِ والكرامةِ.

من صورَ قاهرةِ الغزاةِ على مدى التاريخِ، على شواطئِها تحطمتْ كلُ الغزواتِ، من الإسكندرِ المقدونيِ وصولاً إلى الثلاثينَ من نيسانَ عامَ 1985 تاريخِ هزيمةِ جيشِ الاحتلالِ الصهيونيِ، ووصولاً إلى اندحاره عن المدينةِ ومنطقتِها بفعلِ ضرباتِ المقاومةِ والخسائرِ التي ألحقتْها بجيشِهِ وآلتِهِ العسكريةِ.. من صورَ مدينةِ التعايشِ الإسلاميِ المسيحيِ، وحاضنةِ الشعبِ الفلسطينيِ وقضيتِهِ العادلةِ، إلى فلسطينَ الأبيةِ، إلى سيلِ الدماءِ المتدفقِ يروي زهرةَ الحريةِ، إلى القدس ِ العربيةِ إلى كلِ ذرةِ ترابٍ من أرضِ فلسطينَ الطاهرةِ من بحرِها إلى نهرِها، إلى الصامدين هناكَ في مدنِ وبلداتِ الضفةِ الغربيةِ، إلى المقاومين الأبطالِ فوقَ كلِ شبرٍ من قطاعِ غزةَ الباسلِ، إلى الصامدين الصابرين رغمَ الحصارِ والجوعِ والقتلِ والدمارِ يرفعون شارةَ النصرِ ورايةَ المقاومةِ دفاعاً عن عزةِ وكرامةِ شعبِهِم.

من جنوبِ لبنانَ المقاومِ، من جبلِ عاملَ الأشمِ، من أبناءِ  البلداتِ والقرى الواقعةِ تحتَ النارِ الصهيونيةِ، يسطرون بصمودِهم وتضحياتِهم صفحاتٍ مجيدةً من صفحاتِ العزةِ والكرامةِ، دفاعاً عن لبنانَ وعلى طريقِ تحريرِ القدسِ.

وأضاف ، نلتقي اليومَ في رحابِ الذكرى 39 لتحريرِ مدينةِ صور ومنطقتِها من رجسِ الاحتلالِ الصهيونيِ، لنكرمَ كوكبةً من الأسرى المحررين من سجونِ الاحتلالِ. وفي هذه المناسبةِ لايسعني إلا أن أتوجهَ بالتحيةِ والتقديرِ والشكرِ الجزيلِ إلى الأخوةِ والرفاقِ في ملتقى الجمعياتِ الأهليةِ في صورَ ومنطقتِها، وإلى جامعةِ المدينةِ، هذا الصرحُ التعليميُ المتميزُ في احتضانِه للعديدِ من الفعالياتِ والأنشطةِ الوطنيةِ والاجتماعيةِ والتربوية، ولكلِ منَ ساهمَ في رعايةِ ودعمِ تنظيمِ هذا الاحتفالِ التكريميِ السنويِ لكوكبةٍ من الأسرى المحررين، الذي يقيمُه الملتقى للعامِ السادسِ على التوالي، بمناسبةِ الذكرى السنويةِ لتحريرِ مدينةِ صورَ ومنطقتِها من رجسِ الاحتلالِ.
 
ثلاثةُ أيامٍ بعد المئتين، وحملةُ الإبادةِ الجماعيةِ التي ينفذُها جيشُ الاحتلالِ الصهيونيِ بشراكةٍ ودعمٍ وتواطؤٍ أميركيٍ - غربيٍ وبتخاذلٍ وصمتٍ رسميٍ عربي، بهدفِ تصفيةِ القضيةِ الفلسطينيةِ، كمقدمةٍ للانقضاضِ على كل المنطقةِ وشعوبِها وثرواتِها. ورغمَ سيلِ الدمِ المتدفقِ، رغمَ الدماءِ والأشياء، رغم الجوعِ والقهرِ والحصارِ، ورغم الخذلانِ والهوانِ. يرفضُ الشعبُ الفلسطينيُ رفعَ رايةِ الاستسلامِ وينهضُ من تحتِ الركامِ مؤكداً تصميمَهُ وإصرارَهُ على الاستمرارِ في المقاومةِ، مردداً بكل ثقةٍ وإيمانٍ (إما النصرُ أو الموت). 

وفي هذا السياقِ، فإننا نؤكدُ على الموقفِ الفلسطينيِ الموحدِ، المتمسكِ بالوقفِ الفوريِ والدائمِ للعدوانِ، ورفعِ الحصارِ عن قطاعِ غزةَ، وفتحِ المعابرِ، وإدخالِ المساعداتِ الإغاثيةِ والطبيةِ إلى عمومِ قطاعِ غزةَ، لاسيما إلى وسطِهِ وشمالِهِ، وتحريرِ الأسرى والمعتقلين مقابلَ الإفراجِ عن الأسرى الصهاينةِ من قبضةِ المقاومةِ، ونؤكدُ أن معركةَ طوفانِ الأقصى، إنما هي امتدادٌ طبيعيٌ لكفاحِ ونضالِ شعبِنا على مدى أكثرَ من 75 عاماً، وهي معركةُ الشعبِ الفلسطينيِ بكلِ مكوناتِهِ وأطيافِهِ، وأيُ حديثٍ لتحميلِ المقاومةِ وزرَ ما جرى بعد السابعِ من أكتوبرَ إنما يصبُ في خدمةِ الروايةِ الصهيونيةِ المعاديةِ. وفي هذا السياقِ فإننا نؤكدُ على المبادرةِ التي قدمتْها الجبهةُ الشعبيةُ لتحريرِ فلسطينَ مع بدءِ العدوانِ، المبادرةُ الداعيةُ إلى تشكيلِ قيادةِ طوارئَ وطنيةٍ فلسطينيةٍ موحدةٍ لمواجهةِ العدوانِ وإسقاطِ أهدافِه السياسيةِ والعسكريةِ.

إننا ونحن نلتقي اليومَ في هذه الذكرى العزيزةِ على قلوبِ كلِ الشرفاءِ والأحرارِ والمقاومين. وفي حضرةِ كوكبةٍ من الأسرى المحررين. فإننا نتوجهُ بتحيةِ اعتزازٍ وإكبارٍ إلى الحركةِ الوطنيةِ الفلسطينيةِ الأسيرةِ، التي قدمتْ على امتدادِ مسيرتِها الكفاحيةِ العشراتِ من الشهداءِ، الذين ارتقوا نتيجةَ التعذيبِ والإهمالِ الطبيِ في سجونِ الاحتلالِ. ونخصُ بالتحيةِ والوفاءِ فارسَ الكلمةِ الشهيدَ المفكرَ والقائدَ المتميزَ وليد دقة. الذي ارتقى شهيداً بعد 38 عاماً داخلَ معتقلاتِ الاحتلالِ الذي رفضَ الإفراجَ عنه، رغمَ إصابتِهِ بمرضِ السرطانِ ليرتقيَ شهيداً يعانقُ المجدَ. ومازال جيشُ الاحتلالِ حتى اليومَ يحتجزُ جثمانَه ويرفضُ تحريرَهُ حتى بعد استشهادِهِ. واسمحوا لي باسمِكُم جميعاً أن أتوجهَ بالتحيةِ والتقديرِ إلى عائلةِ الشهيدِ وليد دقة، وزوجتِه وابنتِه ميلاد بأسمى آياتِ الاعتزازِ والتقديرِ. مؤكدين أن تحريرَ جثمانِ الشهيدِ وجثامين كلِ الشهداءَ وتحريرَ كلِ أسرانا وأسيراتِنا المعتقلين في زنازين الاحتلالِ هي أولويةٌ وطنيةٌ جامعةٌ، وأمانةٌ في أعناقِ كل المقاومين الشرفاءَ من أبناءِ شعبِنا وأمتِنا. 

ختاماً نجددُ التهنئةَ والتبريكَ  للأسرى المكرمين، ولعمومِ أبناءِ مدينةِ صور ومخيماتِها ومنطقتِها في ذكرى التحرير. مجددين العهدَ أننا سنواصلُ دربَ الكفاحِ والمقاومةِ حتى تحريرِ فلسطين كل فلسطين."

واختتم الاحتفال بتوزيع الدروع التقديرية على المكرمين، حيث تسلّم درع الشهيد الأسير المفكر وليد دقة مسؤول لجنة الأسرى والمحررين في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في منطقة صور يحيى عكاوي.

الرفيق يحيى عكاوي يتسلم الدرع التكريمية الخاصة للشهيد الأسير وليد دقة.jpeg