كشفت مستجدات حالته الصحية..

سناء سلامة: شفاء وليد دقّة يكون بتحرّره واستكمال علاجه في مستشفى متخصص

وليد دقة أبو ميلاد.jpg

خاص_مركز حنظلة

قالت سناء سلامة زوجة الأسير القائد المفكّر وليد دقة، اليوم الخميس، إنّ "وضع وليد مستقر ولا يوجد لديه انتكاسات صحيّة مباشرة، لكنّه بحاجة لمزيدٍ من التحسّن وزيادة في الوزن واستعادة كامل قدراته، كما كانت في السابق قبل مرضه".

وأضافت سلامة خلال حديثها لمركز حنظلة للأسرى والمحررين، إنّ "استقرار حالة أبو ميلاد تحتاج لمزيدٍ من الوقت، حيث أن وزنه لم يزداد بعد، وما زال يتنفس ذاتيًا، لكنه يستخدم التنفس الصناعي في بعض الأوقات، كما أنّه طرأ تحسن على وضع الحركة لديه، حيث أصبح يستطيع السير بشكلٍ محدود".

وبيّنت سلامة، أنّ "وليد يحتاج إلى علاج طبيعي، ولكن عدم توفّر ذلك في سجن الرملة يعرقل علاجه، وما تُسمى مصلحة السجون الصهيونيّة لم توفر ذلك له، لذلك أبو ميلاد يسعى جاهدًا ليتم نقله من سجن الرملة إلى مستشفى يتوفر فيه العلاج الطبيعي، لأن الوضع في سجن الرملة مأساوي".

وأكَّدت سلامة، أنّ "شفاء وليد بشكلٍ كامل يكون حين تحرّره واستكمال علاجه في مستشفى متخصص بعيدًا على مسلخ الرملة وسجون الاحتلال الصهيوني، لذلك نتمنى أن تنتهي فترة اعتقاله وهو بحالة جيدة ومستقرة لأن وضعه برغم استقراره لكنه مقلق".

من هو الأسير المفكر وليد دقة:

ولد الأسير دقة بتاريخ 1 يناير/ كانون الثاني من العام 1961، لأسرةٍ فلسطينيّة تتكوّن من ستّة أشقّاء وثلاث شقيقات، في باقة الغربية، وتعلّم في مدارس المدينة، وأنهى دراسته الثانوية فيها، ولمّا لم يحالفه التوفيق في إكمال تعليمه والالتحاق بالجامعة، انتقل إلى العمل في إحدى محطات تسويق المحروقات.

واعتُقِل وليد برفقة مجموعة من الأسرى، وهم: إبراهيم ورشدي أبو مخ، وإبراهيم بيادسة. وجرى اتهامهم باختطاف الجندي "موشي تمام" وقتله من مدينة "نتانيا" في أوائل عام 1985، وحكم عليهم بالسجن المؤبّد مدى الحياة.

ويعتبر وليد دقة أحد عمداء الأسرى داخل سجون الاحتلال، وهو معتقل منذ 25 مارس/ آذار 1986م، ويقضى حكمًا بالسجن المؤبد. وهو يُعاني من عدّة مشكلات صحية، ويماطل الاحتلال في إجراء الفحوص اللازمة له أو عرضه على طبيب مختص، كحال سائر الأسرى في المعتقلات الصهيونيّة حيث المعاناة من سياسة الإهمال الطبي.

وتمكّن الأسير دقة من الحصول على شهادة الماجستير في العلوم السياسية، ويعد أبرز مفكري الحركة الأسيرة، وله عدّة مؤلفات وبحوث مهمة أبرزها "صهر الوعي"، كما يعد شخصية متميزة بين كافة الأسرى، كما شارك وقاد الكثير من المعارك النضالية التي خاضتها الحركة الأسيرة دفاعًا، عن منجزاتها ومكتسباتها، ويعتبر وليد من الكتَّاب المتمرسين في المقالة السياسيّة ومن محبي المطالعة والرياضة.

ولا يزال الاحتلال يرفض الإفراج عنه حتى بعد تشخيص إصابته بمرض التليف النقوي Myelofibrosis وهو سرطان نادر يصيب نخاع العظم في 18 كانون الأول 2022.

وخلال العام 2023، وتحديدًا منذ شهر آذار 2023 وإلى جانب إصابته بسرطان (التليف النقوي)، تدهور وضعه الصحيّ، نتيجة لإصابته بالتهاب رئويّ حاد، وقصور كلوي حاد، وبقي محتجزًا في مستشفى (برزيلاي) في العناية الفائقة، تحت حراسة أمنية مشددة، وفي شهر نيسان 2023، وتحديدًا في 12 نيسان 2023، خضع لعملية جراحية جرى استئصال جزءًا من رئتيه اليمنى، ثم جرى نقله إلى (عيادة سجن الرملة)، وفي 22 أيار 2023 تعرض لتدهور إضافي، ونقل إلى مستشفى (أساف هاروفيه) حيث مكث فيها لثلاثة أيام، جراء معاناته من مضاعفات عملية الاستئصال في رئته اليمنى، وذلك بسبب الاختناق التنفسي الشديد جداً، والتلوث، وبعد نقله إلى المستشفى خضع لعملية قسطرة جرَّاء قصور ملحوظ في عضلة القلب. وفي 25 أيار 2023 وفي خطوة مستهجنة أعادت سلطة السجون الأسير دقة (عيادة سجن الرملة)، مما تسبب له بتدهور جديد، ونقل مجددًا إلى مستشفى (أساف هاروفيه)، ثم أعيد إلى الرملة رغم المخاطر الصحية الكبيرة من استمرار نقله إلى سجن (الرملة).

وخلال مسيرته الطويلة في الاعتقال أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات وساهم معرفيًا في فهم تجربة السّجن ومقاومتها، ومن أبرز ما أصدره الأسير دقة: "الزمن الموازي"، "ويوميات المقاومة في مخيم جنين"، "وصهر الوعي"، و"حكاية سرّ الزيت"، وتعرّض الأسير دقة لجملة من السياسات التنكيليّة على خلفية إنتاجاته المعرفية بشكلٍ خاص، وسعت إدارة سجون الاحتلال لمصادرة كتاباته وكتبه الخاصة، كما وواجه العزل الانفرادي، والنقل التعسفي، وهو محكوم بالسجن المؤبّد، وفي عام 1999، ارتبط الأسير دقة بزوجته سناء سلامة، ورُزق في عام 2020 الأسير دقة وزوجته بطفلتهما "ميلاد" عبر النطف المحررة".