عدد جديد من مجلة "حريتنا" الصادرة عن اللجنة السياسية في سجون الاحتلال

غلاف العدد مجلة حريتنا.png

خاص_مركز حنظلة

أصدرت اللجنة السياسية العامة، التابعة للهيئة القيادية العليا للأسرى في السجون الصهيونية، وبالتعاون مع مركز حضارات للدراسات السياسية والاستراتيجية، العدد الرابع من مجلة "حريتنا".

ويأتي إصدار العدد الرابع بالتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني، وتأتي في إطار دعم جهود الأسرى، لمواجهة أدوات السجان الصهيوني التي تستهدف أعماق الأسير ووعيه.

في افتتاحية العدد، قال رئيس هيئة التحرير ناصر ناصر،  في كلمة "حريتنا" والتي عنونها بـ" يوم الأسير يومٌ للرقي والتحرير" إن ما يقدمه الأسرى الفلسطينيين من مواقف وطنية إنسانية راقية، كمواجهة وإسقاط عنجهية بن غفير فيما يسمى بتحرك بركان الحرية أو الشهادة، رغم ضعفهم وجبروت سجانهم، إضافة لما يقدمونه من أفكار ومواقف ورؤى عبر مجلتهم وصوتهم الصادح بالحرية الآن؛ لخير مثال على رؤية العالم الحر والمتحرر من الهيمنة الأمريكية والصهيونية.

وقد تميّز العدد الرابع من مجلة "حريتنا" بمقالاتها المتنوعة التي جمعت بين مواجهة الأسرى للسجان وأدواته، ووقفت على أدوات ثورة الوعي، والتي برزت في أيقونة هذا العدد وشخصيته "وليد دقّة" صاحب استراتيجية "صهر الوعي"، فقد دخل الأسير دقة السجن وعاين عن قرب خبث الاحتلال في التعامل مع الأسرى، وأدرك ببصيرة نافذة مراد الاحتلال ومرامي خططه في تقسيم الأسرى وإذكاء الخلافات ونصب كمائن للوقيعة بهم وفيما بينهم.

وفي إطار ثورة الوعي القضائي، ساق الأسير عبدالله صادق دراسة قدم فيها رؤية استراتيجية للعمل القانوني لأسرى المقاومــة الفلسطينية، وخص الحديث عن القضاء الصهيوني ودوره في جرائم الاحتلال تجاه أسرى الحرب الفلسطينيين.

بَينّ في الدراسة أبرز مظاهر النظام القضائي الصهيوني في منع الممارسة الحرة والمستقلة للمحامين، الذين يقدمون الخدمات القانونية لصالح الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، أبرزها الحاجز اللغوي الذي تضعه المحكمة عنصرًا لتعقيد الإجراءات القانونية.

ثم قَدّم صادق أبرز القوانين الجائرة بحق الأسرى الفلسطينيين، والتي لا يستطيع المعتقل أو الأسير الفلسطيني ومحاميه التعليق أو التعامل معها، منها أحكام إبعاد، وأحكام تخص الأطفال والأسرى المرضى، وجثث الأسرى الذين استشهدوا في السجون واستئصال أعضائهم، وقانون الإدانة بدون شبهات، وآخرها إعدام الأسرى، ثم ختم الدراسة بعدة توصيات للعاملين في الحقل القانوني، والقائمين على ملف الأسرى، وضرورة استثمار المناخ الدولي العام المراقب للأزمة التشريعية والسياسية الإسرائيلية حول القضاء الصهيونية.

وضمن الدراسات والأبحاث، قَدمّ الأسير أيمن سدر، دراسة حملت عنوان بركان الحرية أو الشهادة.. الهندسة الداخلية وكيّ الوعي، وقَدمّ فيها تجربة إضراب بركان الحرية أو الشهادة -رغم أنها لم تخرج إلى حيز التنفيذ- لكنه يرى أنها تتطلب الوقوف عندها وقراءتها قراءة جدّية وموضوعية.

فإدارة مصلحة السجون سعت لضرب البنية الجمعية وفرض الفردية بين صفوف الحركة الأسيرة من خلال العديد من السياسات الناعمة ومنها والخشنة ومحاولة إعادة الهندسة الداخلية، والبشرية بهدف كيّ الوعيّ بما يخدم أهدافها وأجندتها.

قَدمّ في دراسته أبرز الإضرابات التي خاضها الأسرى، من الستينات وحتى اليوم، وقد وقف على مفهوم "الهندسة الداخلية" لكل إضراب، والذي أدت لنجاحه أو فشله، والتي تتسبب فيها حالة الفردية التي تستغلها حكومة الاحتلال وإدارة مصلحة السجون في قمع وإفشال أي خطوات نضالية أو إضرابات جماعية.

وبَينّ سدر في دراسته أبرز الإنجازات والمطالب التي حققها الأسرى من إضراب "بركان الحرية أو الشهادة"، وهي تنشر لأول مرة كاملة في مجلة حريتنا بشكل حصري، ثم بين العوامل التي أدت لنجاح الإضراب الأخير وتعليقه قبل الدخول فيه، مع انتصار للأسرى.  

وفي السياق نفسه، استعرض الأسير أحمد التلفيتي بإيجاز 5 مميزات لأبرز ما عرفت به العقلية الحقيقية للأسير خلف القضبان، من واقع معايشة ومعاينة وشهادات وتجارب أسرى قضوا فترات مختلفة في طولها، وقد حصرها في " التعلق بالأمل، الروح القتالية والنزعة المتمردة، التأقلم مع الممكن، البصيرة النافذة، الفئة الأكثر تضحية."  

ولم تخلُ المجلة من تحليل وتقدير للأسرى للأزمة الداخلية في "إسرائيل"، فالأسير يحيى الحاج حمد، يرى بأن موسم بن غفير بهالته السياسية بدأ ينتهي، ونجمه آخذ بالأفول، وأن خطاباته الملهبة وتسابق الشباب الصهيوني لأخذ السيلفي معه لن تكون كما السابق، وذلك في حال تواصل منحنى هزائمه السياسية بالصعود.

وبَينّ عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية الأسير كميل أبو حنيش الأسباب التي جعلت الدول والأوساط والمؤسسات العالمية تسأم "إسرائيل"، وأن الأزمة الداخلية والانشقاق الحاد في المجتمع الصهيوني الذي سيقود إلى "الكارثة" وإلى "الحرب الأهلية" وإلى "خراب البيت الثالث".

وفي نهاية رمضان وضمن مقالات "حريتنا" تمنى الأسير محمود شريتح ألا يعود رمضان، لأن الأسير الحر يعلم أن معنى أن يأتي عليه رمضان آخر وهو في محبسه أن الجراح ما زالت مفتوحة، وأن أمته لا زالت عاجزة عن استعادة وحدتها وهيبتها وبالتالي عاجزة عن استنقاذ مقدساتها، على أمل أن يحظى الأسرى بغمرة العيد ويصير عيدنا أعياد.  

للإطلاع مرفق العدد الرابع من مجلة "حريتنــــــــا"