بقلم الأسير: منذر خلف مفلح

مقال بعنوان: "ليلة البلّور في حوارة"

منذر خلف.jpg

مركز حنظلة_فلسطين المحتلة

هل بقيّ شك بأن المستعمِر الذي أحرق حوارة، نازي؟ هل بقّي شك بأن هذا المستعمِر يستبطن عذابات يهود ألمانيا، ويعاقب الفلسطينيين عليها؟!

في التاسع والعاشر من نوفمبر 1938، قامت قوات الشرطة والأمن في ألمانيا، بتحريض النازيين للقيام بأعمالٍ انتقاميةٍ إجراميةٍ ضد اليهود، فقام النازيون بالهجوم على الكُنس والمتاجر والمحال ودمروها وأحرقوها، وكانت الحصيلة مئات القتلى والجرحى، وتحطم عدد كبير من المتاجر والمنازل والمحال التجارية، ولكثرة الزجاج الذي تكسر سُميت تلك الليلة بليلة البلّور أو الكريستال. والتي تزامنت مع ملاحقة اليهود في المدن الأوروبية. 

اليهود الصهاينة حملوا معهم هذا الإرث وجاءوا به إلى فلسطين كغزاة مستعمرين، مارسوا خلالها المجازر والطرد والتهجير والتطهير العرقي على مدار أكثر من سبعة عقود، لتنتج هذه الثقافة وهذه الدولة القيم الفاشية والنازية من جديد على يد المستوطنين الصهاينة المستعمرين، ففي يوم السادس والعشرين والسابع والعشرين من فبراير 2023 قامت قوات الشرطة والأمن في دولة الكيان "إسرائيل"، بتحريض "النازيين الجدد" "المستوطنين" للقيام بأعمالٍ إجراميةٍ ضد الفلسطينيين، فقام المستوطنون بالهجوم على المساجد والمدارس والمتاجر والمحال التجارية والسيارات ودمروها وأحرقوها، وكانت الحصيلة شهداء وجرحى، وتحطم واحتراق مئات السيارات والبيوت والمساجد والمدارس والمتاجر خاصة في حوارة وبورين وزعترة وغيرها.

إن الذي جرى في حوارة هو ليلة البلّور الثانية، ارتكبها أشباح النازيون الذين استعمروا وعي وأذهان سمويترتش، وبن تسيون، وداني دانون، الذين هبّوا وانطلقوا لحرق القرى والمتاجر والمحال والبيوت في ليلة البلوّر في حوارة.

إن الصهاينة يستعمرون فلسطين وهي جريمة مستمرة، أي ليلة بلّور مستمرة منذ العام  1948 وقبلها، واليوم بعد قرنٍ على ليلة البلّور الأولى، يكتشف الفلسطيني أن النازي يستعمر أذهان الصهاينة، يحتل وعيهم، ويتمنون، ويفعلون فعلهم، حتى يتجاوزوا آلامهم وآلام أسلافهم التي ارتكبها النازيون، بتطبيقها على الفلسطينيين الذين عليهم أن يُقدموا للصهاينة أولاً وللعالم ثانياً على أجسادهم وبدمائهم ضرورة الانتصار على هتلر والنازية، وضرورة النظر للفلسطيني بمنظار القيم الإنسانية وقيم الإخاء.. فالعهد النازي انتهى، ولكن الممارسات النازية والعنصرية والفاشية لا زالت تُمارس بأيدي (اليهود) الذين حولّتهم الصهيونية لنازيين جدد في حوارة وفي كل شوارع ومدن وقرى فلسطين يمارسون فيها منذ العام 1948 وقبله التطهير العرقي. فقد حمل الصهاينة معهم الارث وأتوا به إلى فلسطين كغزاة مارسوا الطرد والتهجير على مدار أكثر من سبعة عقود لتنتج هذه الثقافة وهذه الدولة، القيم الفاشية والنازية كنهج ثابت

إن الممارسات النازية لا زالت وبقيت مختمرة في أذهان الصهاينة، فأنتجت العنصري كهانا، وباروخ جولدشتاين وسمويتترش وبن غفير، وداني دانون، ومئات قادة الصهاينة الذين باركوا وقادوا الهجمات الهمجية على القرى الفلسطينية، وكأن شبحاً هلترياً تلبّسهم رافقهم في أذهانهم لينتصر على القيم الإنسانية، ليحرق ويدمر ويقتل ويعتدي على الأملاك، ويسرقها.

لم يتبقَ أمام العالم إلا أن يستعد مرة أخرى ليرى المظاهر التي رافقت العهد النازي تُمارس على أيدي الصهاينة في فلسطين، وعلى العالم أن يتكاتف لأجل محاربة الفاشية والنازية الصهيونية، سليلة النازية الهترلية.

بقلم عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية، مسؤول الإعلام في فرع السجون، مدير مركز حنظلة للأسرى والمحررين