بقلم الأسير: منذر خلف مفلح

مقال بعنوان: "المواجهة في السجون.. من الهجوم الشامل إلى الحرب الصامتة"

منذر خلف.jpg

مركز حنظلة_فلسطين المحتلة

بعد أن نَسّي ما يُسمى "وزير الأمن القومي" في دولة الكيان مهمته الرئيسية بحفظ أمن دولته التي يحتل شوارعها الداخلية عصابات الجريمة بكل أنواعها.. "وزير الأمن" الذي مهمته بث روح الطمأنينة والأمان، يضرب على وتر الخوف والرعب الذي يعيشه الكيان، لترتفع طلبات الحصول على السلاح الفردي، في إشارة لفقدان الثقة بأجهزة الشرطة والأمن.. "وزير الأمن" الذي أذلته سواعد المقاتلين في العاصمة القدس يهرع لتحقيق انتصاراته على بوابات المخابز والحمامات، والمقاصف، وأبواب الزنازين في السجون الصهيونية. بما يؤهله حقاً لأن نطلق عليه (كبير السجانين)، وفعلاً، لن نكون محقين إذا وضعنا أي "وزير أمن" صهيوني بوصف غير هذا.

كبير السجانين، هذا أعلن الحرب والهجوم الشامل على الأسرى، وهو ما واجهه الفلسطينيون بحربٍ وإعلان الحرب المفتوحة في شوارع القدس والضفة الغربية، وبصواريخ غزة، وفي كل شوارع وعواصم العالم، هذه الجهوزية الفلسطينية أرعبت الاحتلال، الذي أدرك أننا ذاهبون نحو معركةٍ شاملة في رمضان القادم قد تكون عواقبها على مستوى الإقليم أكبر مما هو متوقع، بما يضر بالأجندة الامريكية وهو ما جعل هذا "الوزير" - عفواً - كبير السجانين من التَحوّل إلى الحرب الصامتة، بتطبيق إجراءاته السخيفة على الأسرى بهدوء، وبصمت، وامتلك مفاتيح السجن ومرافقه بإغلاق الحمامات، والأفران، والمقاصف- أنه كمن يدفن رأسه بالرمل- فهل أعطى هذا الوزير صلاحياته للجمهور الصهيوني المسلح لحماية الشوارع، وتسلل إلى خلف الأسوار ليعيد الأمن في السجون؟!، فمن إذن يحمي جنوده من سواعد الفتية الفلسطينية؟!.

فالأوضاع داخل السجون، هي ساحة حرب صامتة يديرها هذا الوزير، وكبار السجانين في مصلحة السجون تهدف لتحطيم الحركة الأسيرة، وإعادة الأوضاع الحياتية في السجون عشرات الأعوام للوراء. مما يؤكد على الرأي الوارد في مقالة سابقة (السجن في الحيز الاستعماري الصهيوني)، ومفادها أن الصهاينة لم يتزحزح وعيهم عن ظروف معسكرات الاعتقال النازية، التي يحاولون تطبيقها على معسكرات الاعتقال لديهم. لأن هذه الظروف غير الإنسانية، هي مفهومهم وتعريفهم لحقوق الإنسان. إن هذه الهجمات الصامتة، هي القشة التي تكسر حاجز المعركة نحو اندلاعها في إطار من العصيان والتمرد والإضراب المفتوح عن الطعام، وهو ما تشير إليه بيانات لجنة الطوارئ العليا للحركة الأسيرة، فنحن قاب قوسين أو أدنى من معركة فاصلة في السجون.

بقلم عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية، مسؤول الإعلام في فرع السجون، مدير مركز حنظلة للأسرى والمحررين