الهدف منه تجريد الأسير من انسانيته..

عدد الأسرى..كابوس كل صباح

المصدر / غزة-السجون-حنظلة

العدد هذا المصطلح ليس جزءاً مملاً من درس الحساب، يبين مدى أهمية الأرقام والأعداد الزوجية والفردية، فهو درس مرير من العنجهية والسياسة التعسفية الممنهجة التي يمارسها الاحتلال الصهيوني بحق الأسرى الفلسطينيين ثلاث مرات يومياً.

العدد هو تلك العملية التي يقوم بها أو من خلالها سجانيّ الاحتلال بإحصاء عدد الأسرى في كل غرفة وزنازين وأقسام السجن، وتبدأ هذه العملية في العدد الصباحي الذي يجري ابتداءَ من الساعة الخامسة والنصف صباحاً يتراوح مدته ساعة نصف تقريباً، حيث تقتحم قوة من ضباط السجن القسم وسط حالة من التأهب والاستنفار ثم تشرع بعملية الإحصاء، وهذا العدد الصباحي هو الذي ينتزع الاسير بكل وحشية من حلمه ومنامه ليستيقظ رُغماً عنه وينهض من فراشه واقفاً بلحظات في حين انتهاء العدد ويذهب إلى غرفته، وما أن يعتاد الأسير على هذه العملية الروتينية حتى يغدو كالروبوت الآلي ، حيث يقف في كل صباح لإجراء عملية العدد، وإذا ما تأخر أسير بالقيام من فراشه فغالباً ما يتم معاقبته في عزله في زنازين العزل العقابي لمدة أسبوع وفي بعض الأحيان يتم معاقبته بتغريمه بمبلغ مالي وحرمانه من زيارة أهله لمدة شهر.

أمّا العدد الثاني فهو عدد منتصف الظهيرة، تغلق أقسام السجن وغرف الأسرى لمدة ساعة، والعدد الثالث والعدد المسائي ويطلق عليه عدد التشخيص، حيث يكون على أساس مناداة ضابط السجن باسم الأسير الأول على أن يرد الأسير باسم عائلته إن عملية العدد هذه الهدف منه تجريد الاسير من انسانيته والتعامل معه على أساس أنه رقم يمتلك الحد الأدنى من المشاعر والأحاسيس إلاّ أن السجان حين يقوم بهذه الإجراءات التعسفية فإنه لا يحسن سوى أجساد محشوة في زنازين الظلم غير انه عاجر ولا يقوى على إحصاء أحلام الأسرى وأمانيهم الحرة .