مرورًا بأهم محطاته التاريخية والنضالية

الأمين العام أحمد سعدات ينعي القائد الوطني الكبير الراحل "بدران جابر"

V0sKk.jpg
المصدر / غزة-السجون-حنظلة

بمشاعر الحزن والألم والفخر والاعتزاز ودعت جماهير شعبنا الشهيد القائد الوطني والجبهاوي "بدران جابر" ابو غسان.

شهيد المعاناة الطويلة خلال أكثر من خمسة عقود كانت حافلة بالعطاء والتضحية والفعل المقاوم الملتزم، خمسة عقود صقلت وعيه وشخصيته الكفاحية التي تميزت بالوضوح والجرأة والاستعداد غير المحدود للتضحية، والانحياز المطلق لخيار النضال، والعزيمة والصلابة الفكرية والسياسية والثقة بحتمية انتصار ثورتنا وتحقيق أهدافها الوطنية والتاريخية.

وُلد الشهيد القائد في مدينة الخليل عام 1947م وتفتَّح جنين وعيه السياسي في ستينات القرن المنصرم التي كانت حافلة ومزدحمة بالأحداث الوطنية والقومية.

وشارك وهو طالب على مقاعد الدراسة في جميع الهبَّات الشعبية المُطالبة بتحقيق الوحدة العربية والتحضير لتحرير فلسطين، وانتقل إلى ساحة الأردن عام 67م لإكمال دراسته الجامعية التحق خلالها بتنظيم الجبهة الشعبية، وكلف بمهام نضالية متنوعة أهمها مفوِّضًا سياسيًا في منطقة الأغوار ومسؤولًا للقطاع الطلابي، وفيما بعد مسؤولًا للقطاع النسوي في إقليم الأردن.

أنجز دراسته الجامعية وحصل على البكالوريوس في مادة الجغرافيا عام 1970م، وعاد بعدها إلى أرض الوطن لمواصلة نضاله، وعمل في مهنة التدريس حتى تقاعده.

اعتقل عام 1975 على خلفية انتمائه ونشاطه في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومقاومة الاحتلال وتعرَّض لتحقيق قاسٍ لم يُثني عزيمته وخرج منه مرفوع الرأس، وتتالت عمليه اعتقاله محكومًا بالسجن لعدة سنوات أو رهن الإعتقال الإداري الطويل، وخاصة خلال الانتفاضتين الأولى والثانية وبلغ مجموع ما قضاه في السجن قرابة العشرين عامًا، واصل نضاله خلالها في إطار الحركة الوطنية الأسيرة مساهمًا في عملية بنائها وتحقيق أدوات نضالها الحزبية الخاصة والوطنية الاعتقالية العامة، وكان من أبرز قيادات ورموز الحركة الأسيرة.

كما عمل خلال وجوده في الوطن في العديد من مجالات العمل النضالي والمهام القيادية المتنوعة في إطار منظمة فرع الضفة الغربية، وفي إطار الهيئات القيادية العامة للجبهة، سجَّل خلالها أعلى درجات الاستعداد على تحمل المسؤوليات، وعدم التردد في قبول أية مهمة مهما كان نوعها، ومهما كان ثقل أعباء حياته الاجتماعية الخاصة ومتطلباتها، أو صعوبة وضعه الصحي الذي تضرر خلال فترات التحقيق الطويلة والقاسية التي تعرض لها خلال اعتقالاته المتكررة، والتي خرج منها منتصرًا شامخًا مرفوع الرأس.

ولعل أبرز ما ميز دوره النضالي هو دوره الجماهيري كقائد شعبي ميداني، وكان من أبرز رموز العمل الجماهيري والاجتماعي، وحرصه على الوحدة الوطنية، الأمر الذي أكسبه محبة واحترام الجماهير والقوى السياسية على اختلاف ألوان طيفها السياسي.

وعلى الصعيد الإنساني كان الأب والصديق والمربي للرفاق والرفيقات ولكل من طرق بابه طالبًا المساعدة أو المشورة في أمر ما، كما تميز بروحه المرحة التي أدخلته ألى أفئدة كل من عاشره أو تعرف عليه.

وباختصار وتكثيف مثَّل الشهيد قامة وطنية كفاحية متميزة تعجز أبلغ الكلمات من إنصافه، وشكّل رحيله خسارة نوعية لشعبنا وقضيتنا الوطنية، لكنه الحاضر بيننا وبين من أحبوه، نجم ساطع في سماء الوطن نستمد منه النور لإضاءة طريق نضالنا في أحلك لحظات الظلام.

وفي الختام وفي ظل الظروف المحيطة المجافية لنضالنا والأخطار المحدقة التي تهدد نضالنا الوطني وتعثر كل محاولات إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، فإن أهم درجات الوفاء للشهداء كافة هو تحقيق وحدتنا الوطنية وتوفير الركيزة والرافعة الأساسية لاستنهاض نضال شعبنا، وحماية قضيتنا الوطنية، ووضع نضالنا على الطريق التي تقود إلى جادة تحقيق النصر.

المجد للشهيد بدران ولكل الشهداء

والنصر لشعبنا وثورتنا.