صادر عن قيادة منظمة فرع السجون للجبهة الشعبية..

بيان في الذكرى الرابعة عشر لرحيل الحكيم القائد والمؤسس الرفيق "جورج حبش"

FB_IMG_1642976607358.jpg
المصدر / غزة-السجون-حنظلة

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

منظمة فرع السجون

 

الرفاق الأحرار..

تحية الحزب والثورة وشرف الانتماء لرايتها حتى العودة والتحرير وبعد..

نطل عليكم اليوم من عتمة الأسر وصلف القيد ومعاقل الصمود والوفاء..بياننا هذا لنحيي ذكرى القامة الهامة وطول النفس والاستقامة ونظافة القلب واللسان والكرامة، هي ذكرى تجمعنا على الحنين للرجال الرجال وتوقد فينا روح العز والفخار، والتمسك بالفكرة التي قصى أصدق وأنبل الرجال في سبيلها ومضوا تاركين لنا عبق ذكراهم شموع تنير الظلام، أملًا أن ندرك يومًا ان لعنه لا يجدي، إنها ذكرى رحيل الحكيم القائد والمؤسس "جورج حبش".

 

أيها البواسل..

إن مُضي أربعة عشر عامًا على رحيل الحكيم على كل ما حملته هذه السنين من أحداث وتطورات، لم تزد غيابه إلا حضورًا وبريقًا، فنهج الحكيم الذي حافظ عليه طوال مسيرته ومسيرة حزبنا تحت قيادته، كان قائمًا دومًا على أساس أن الحزب قيادته أولًا، وقاعدة أن الفكر يحدد والسياسة تحسم بحيث لا تنتهك السياسة الأيدولوجيا ولا ينتهك التكتيك الاستراتيجي، ومتابعة الأمور من كل الزوايا وفي حال الخطأ دراسة الأسباب واستخلاص الدروس والعبر، كل هذه القيم وغيرها الكثير، وضعت حزبنا على خط التطور في الفكر والمنهج والأداء، وما أحوجنا لاستنهاض هذه القيم، لاستنهاض الحالة الحزبية العامة وإعادة البريق لخطنا السياسي والفكري والتنظيمي..

 

الرفيقات والرفاق..

إن قيمة ووزن الحضور الوطني الشخصي للحكيم وسلكيته على مختلف الصعد كافة وعلى طول سنين كفاحه وعمله في المجال الثوري الفلسطيني، كانت بمثابة صمام الأمان في الأداء السياسي والكفاحي الفلسطيني وبوصلة الضمير الحي والنقي الحريص على صوابية الوجهة والإتجاه فيه، فقيم الوحدة الوطنية وطهارة ووعي وتسييس السلاح الفلسطيني، ونظافة اليد والترفع عن صغائر الفئوية، كلها صاغت خارطة الطريق على طول المسيرة الوطنية للحكيم وساهمت في ظبط السياق العام للثورة وجسمها الوطني العريض، وما غياب هذه القيم في زمننا، إلا أحد أهم الأسباب التي تقف وراء حالة الانحطاط والإنهيار التب تعاني منها الحالة الوطنية الفلسطينية سواء على صعيد حالة التشرذم السياسي الراهنة، المعبر عنها بشكل أكثر كثافة في حالة الانقسام الذي يمزق الوطن جغرافيًا وسياسيًا وحتى قيميًا، أو على صعيد الأداء القيادي لسلطة الحكم الذاتي وقمعها وفسادها وانحلالها الأمني والسياسي والأخلاقي والتمسك بوهم السلطة والسيادة وإقناع الذات أنها الوطن، كل هذا وغيره الكثير من علامات التدهور والإنحدار الذي لاضوء في نفقه سوى ما تركه لنا الحكيم وأمثاله من إرث سنظل نقتاته زادًا في زمن القحط الذي نعيش..

أمّا على صعيد البعد القومي في ذات الحكيم، فالحديث يطول عن عمق تأثير هذا الرجل ومعاصريه من رواد ومفكرين في الانقلاب القومي الذي شّهده الوطن العربي من محيطه إلى خليجه فقد قاد الحكيم مع شلة من رفاقه بدايات نزوغ التيار القومي السياسي المؤطر والحزب، ودفع في سبيل هذه التجربة سنوات من الشتات فوقَ الشتات، وذاق عذابات السجون والمطاردة على أيدي أنظمة الرجعية العربية من جهة أو على يدي الأنظمة القمعية التي لم تحتمل على جسدها ثقل أفكار ومبادئ وشعارات هذا الرجل وأقرانه وكان من أوجه صدق ونبل الحكيم وثوريته الطهور بأن ثار على كل هذا النهج وحاكمه بقسوة ربما، إنما بصدق وطهارة وثورية الثائر الذي لم يرضَ بعد هزيمة الأنظمة ونهجها بأن يقبل الرهان عليها أو على بعدها السياسي والإجتماعي وفوق الجميع الطبقي، مجددًا، فكان الرهان على البعد الثوري الأممي في التبني المنهج المادي العلمي في الفكر الماركسي وانفتاح الجبهة الشعبية، التي تأسست بالتزامن مع هذا التحول، على بعدها الأممي الذي صار جزءًا أساسيًا من وارثها لاحقًا إنما ظل البعد القومي وآمال وطموحات الشعوب العربية بأن تضحى شعبًا واحدًا يضاهي في تقدمه وريادته على كل المستويات والشعوب الأخرى وينعم بالحرية و الكرامة والديمقراطية، على رأي أولويات الحكيم الذي أدرك مبكرًا ألّا تحرر للأوطان في ظل استعباد مواطنيها، وأن من يغلق السجون على مناضلي حرية وانعتاق الشعوب لن يفتح على القدس أبوابها المغلقة.

 

الرفيقات والرفاق..

إن إرث حكيمنا وقدوتنا "أبو الميس" يحتاج منا ليس مجرد التبني القشروي، والإدعاء المفرغ من كل محتوى هو جوهري فاعل، إنما تبني قيمه ونهجه عن طريق تمثل ثوابته ومسلكيته الوحدوية والثورية قولًا وفعلًا وفكرًا وممارسته وعيًا ونهجًا وانتساب، حتى تظل هذه القيم على بريقها وفاعليتها ما دام لنا في هذا الوجود رسالة نؤديها حنى العودة والدولة وتقرير المصير.

 

وحتما لمنتصرون..

رفاقكم في قيادة منظمة فرع السجون

أواخر يناير 2022