بمناسبة ذكرى الإنطلاقة الرابعة والخمسين .

بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منظمة فرع السجون

1DD038B1-3DD7-4883-BC01-8F5FD94A30F1.jpeg

بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منظمة فرع السجون بمناسبة ذكرى الإنطلاقة الرابعة والخمسين .

أبناء شعبنا الفلسطيني، رفيقاتنا ورفاقنا الأوفياء، نحييكم بتحية الوطن والحزب والثورة وبعد..

نتوجه إليكم عبر بياننا هذا وفي الذكرى الأغلى على قلوب رفاق الجبهة والاحرار في العالم والتي تعاودنا في ظل جملة من التحديات والمتغيرات التي تواجه واقعنا الحزبي والوطني خصوصًا، والواقع  العربي والدولي بشكل عام، تحديات ما فتأت حلقاتها تضيق عامًا بعد آخر، فيما تتضاعف الحاجة لتركيز الجهود الحزبية الداخلية والوطنية المحلية لمواجهتها، كأولوية أولى لضمان سلامة الجسم التنظيمي وصلابته من جهة، وترتيب البيت الداخلي الوطني كمقدمة لاستنهاض كافة الطاقات المهدورة بعيدًا عن محور التناقضات الأساسية وتركيزها في المواجهة مع الاحتلال وأدواته ووسائله من جهة أخرى.

أيها الأحرار ..

في ذكرى الانطلاقة تشتد الهجمة الاحتلالية على جسمنا التنظيمي داخل الأسر وخارجه، فما زال الاستهداف الأمني لمنظماتنا الأسيرة كما للكل الاعتقالي حاضرًا بقوة وكثافة من قبل الأذرع الأمنية الصهيونية، وهو ما يعيد التأكيد على ضرورة تصليب اوضاعنا وتمتين جبهتنا، وتطوير جوانب الشقين الأمني والتنظيمي على شتى المستويات بغية الوصول لمستوى من الجهوزية لدى المناضلين تحميهم من الوقوع في أحبال أنماط الاختراق الاحتلالي، قبل وصولهم إلى التجربة المباشرة وفي أثنائها أو بعدها..

فالمرحلة الراهنة موسومة بالاستهداف والتفكيك والاختراق واستعدادنا في مختلف الفروع والمواقع يجب أن يكون بمستوى هذا التحدي ...

ومن ناحية أخرى وفي ذات سياق الاستهداف الاحتلالي لجسمنا التنظيمي، والذي عبّر عن نفسه مؤخرًا باستهداف كل اذرعنا واطرنا الجماهيرية ومحاولة الحد من فعالياتها على الأرض، ووصمها بالإرهاب في محاولة لمحاصرة نشاطنا الجماهيري، وهو إن دل على شيء فإنما يدل على مدى الإصرار الصهيوني في تجنيد كل الطاقات، والضرب في كل الاتجاهات لمحو الوجود والتأثير الجبهاوي عن الساحة، في مستوى من التصعيد ضدنا لم نشهده الفترات السابقة التي كان مستوى المواجهة المباشرة فيها على أشده، وهو ما يستدعي رفع مستوى الاستعدادية، والمتابعة اليومية، والتركيز على عملية الإعداد، ورصد البرامج اللازمة لهذا الهدف، فإن كان الاستهداف سمة المرحلة الأساس؛ فلأحرى بنا الإعداد والاستعداد لنكون على قدر المواجهة  ...

أما على المستوى الوطني، فما زالت الأزمات المزمنة على هذا الصعيد تجتر ذاتها، ولا تؤدي إلا إلى مزيد من الانشطار والتكاثر في ظل غياب الحلول الجذرية المؤهلة لتجاوز حالة الاستصلاح القشروي القائمة؛ فما زال التفرق والتشرذم والفوضى داخل البيت الفلسطيني سيد الموقف المحكوم بالانقسام ونتائجه، والأكثر حضورًا هو غياب الحالة الوطنية الموحدة، وفي ظل مرحلة تشتد فيها أكثر من أي وقت مضى الحاجة إلى تجاوز آفة الانقسام وآثارها، نرى أقطابه ماضين في غيهم لا يردهم عنه لا معاناة شعبنا ولا تضحياته، ناهيك عن إرادته وتطلعاته، فيما تستمر المأساة الفلسطينية في الضفة والقطاع والشتات، وتستمر حالة الانهيار  السياسي والاجتماعي للمؤسسات والجمهور الفلسطيني المترافق مع القمع والفساد والمحسوبية والارتهان الأمني والسياسي والاقتصادي بدولة الاحتلال.

فيما الخيار الشعبي الذي يعلن عن ذاته بوضوح يوميًا بطولاته التي تتراكم بطولة فوق أخرى، يؤكد عبر تضحياته وصموده وانفصاله عن هذه الحالة أكثر من انفصالها هي عن الواقع، فهذه الومضات التي تضيء فضاء واقعنا الحالك باستمرار عبر قوافل الشهداء التي يقدمها شعبنا على مذبح الحرية في الضفة والقطاع، وأشكال وأساليب المقاومة المختلفة  التي يبتدعها ليل نهار في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وصمود المقاومة الباسلة في القطاع، والتي تزداد قوة وعنادًا وتطورًا في الأدوات والأساليب مع كل مواجهة تخوضها مع آلة الحرب الصهيونية، كل هذه الومضات ما هي إلا بشائر الفجر الآتي، الذي لا بد أن ينير بضوئه عتم هذه الأيام الغابرة ..

أما على الصعيدين العربي والدولي، فالحال ليس أفضل، فبمعزل عن حالة الشعوب العربية والأممية التي لم تزل كما عهدناها وفية لقضايا الحق والعدل التي يزداد أعداؤها طرديًا للكيان الصهيوني خصوصًا، وللمعسكر الإمبريالي عموماً، مع ازدياد عجرفة وهيمنة واستخفاف هذا الأخير بحقوق الشعوب ومصائرها، يستمر تطاول طابور اللهاث لاسترضاء واستجداء الحلف الصهيوأمريكي على صعيد الأنظمة الرسمية التي صار رموز العدو وقياداته ضيوف شرف على موائد حكام الردة، وتحول اغتصاب فلسطين بالمال والسلاح فيما يدافعون ضمنًا وصراحة عن الاحتلال ودوره الريادي ومشروعه المتحضر بالتزامن مع إدانة وشيطنة المقاومة العربية والفلسطينية التي تعتدي على المدنيين الصهاينة، وتهدد أمن واستقرار المنطقة وتحالف الشر، وتراهن على الخيل الخاسرة في سباق الانهيار والانحطاط ..

وإن كان هذا حال العروبة المستحدثة؛ فلا يجب أن يستمر التآمر الدولي الرسمي على ما تبقى من القضية الفلسطينية، ويستمر في المقابل دعمهم السافر للكيان الصهيوني، والتستر على جرائمه وتبرير مشروعه، ويستمر نهج الابتزاز المالي والسياسي الذي مارسته وتمارسه هذه الأنظمة بشرقها وغربها على الاتجاه الرسمي الفلسطيني المتزامن مع محاصرة الوجود والنشاط والدعم الفلسطيني؛ خدمة للأجندة الصهيوأمريكية، الأمر الذي عبر عنه مؤخرًا إعلان مجلس العموم البريطاني حركة حماس بجناحها العسكري والسياسي منظمة إرهابية، في سياق غربي وبريطاني تحديدًا، مستمر منذ أكثر من قرن
أيها البواسل...

لا بد في الختام أن نؤكد أن تشاؤم العقل فيما يخص القضية الفلسطينية على مختلف الصعد، لا يلغي تفاؤل الإرادة الشعبية الوطنية والقومية والأممية التي لا تزال تحفر في جدار الصمت واللامبالاة الذي يحاصر الملف الفلسطيني؛ فدائرة التضامن والتأييد والوعي والانحياز الجماهيري عربيًا ودوليًا تستمر في الاتساع، وتعد بأن الغد أجمل، ونؤكد أن ما كل هذه الحلكة في الأفق إلا إيذانًا ببزوغ شمس فجر الحرية والعدالة، وإحقاق الحقوق الآتي حتمًا..

ومهمتنا الحاضرة دومًا هي تعزيز هذا اليقين، والاستعداد والعمل والتضحية لتمهيد الطريق له واستقدامه، فقوافل الشهداء لا تمضي سدًى، إن الذي يمضي هو الطغيان، ونحن باسمكم جميعًا في هذه الذكرى المجيدة نجدد عهد الوفاء لأمانات ووصايا ودماء الشهداء حتى الانتصار..

وحتمًا لمنتصرون

عاشت الذكرى

وعشتم وعاش الوطن

رفاقكم في السجون

قيادة الفرع

11-12-2021م