كتب الأسير أحمد العارضة من زنزانته في سجن ريمون الصحراوي..

شام..قصيدة للأسير أحمد العارضة

صورة-أحمد-العارضة-ووالدته-1-620x330.jpg
المصدر / السجون-حنظلة

 شامٌ..
ونصف سماءتین
ویاسمینةْ .
أمٌ نساھا اللهُ دون رسالةٍ للعالمینْ ترابُ الأرض تَو َّجَھا نبیّةً للعشقِ
/. صادقةً أمینةْ
شامٌ ... ونصفُ سحابتیْنْ

أمٌ تجید الھدھداتِ على الترابِ وتسأل المولى بأن یُحیي عظامَ الوردِ
. في یَدِھا الحمیمةْ
أمٌ ومعجزةُ النبوؤةِ في یدیھا لم یُحققْھا انبعاثٌ رغم ما ذَرَفَتْ من الصرخات
_ لؤلؤةُ المغیبْ _ ورغم ما نزفتْ نسیلَ العینِ ، كي تنمو بذارُ القلب . أو تدنو من البذرات روحْ شامٌ ، وأمٌ لیس في غدھا سوى أثرٍ جَليٍ /. للرُقاد المُر ِّ ، تقرصھا الھزیمةْ
أمٌ وشامٌ لیس یسعفھا النھارُ .. أو انعكاسٌ للتمني في المیاهْ
بَردَى یضمُ الإثنتین - كأن َّ مھنتَھُ - مُذ الأبناء راحوا للتراب
. تحولت رَحِماً ، وقابلةً رحیمةْ
بَرَدى یُجیل یدیھ في إمعان نظرتھا تُفكر : من أتى قبلاً : ترابُ الأرضِ أم عظمُ الورود وقد تحوّلَ منذ أن وارى جنائنھا الثرى عصفاً یؤججھُ العویلُ تُذیبھُ ریحٌ عقیمةْ ./
بَرَدى ، ونصفُ غزالتین وطفلةٌ تدنو من المرآةِ نرجسُھا انعكاسُ الوجھِ
أغرقھا بدّمٍ من زُلال شقائقٍ شربت مع البارود جُرعَتَھا السقیمةْ ./
شامٌ ونصفُ قِیامَتین

وساعتانِ من البكاء على الضریحْ .. أمٌ تنوحُ بمفردِ اللیمون في أنفاسھا وتعید رسمَ نبوؤَةٍ _ بالشامِ أنّى تستریحْ ./
شامٌ ونصف " روایتین " أحالتا وطناً مُشّبعَ بالشقائق وقعةً ، صِفّینُ تُنتجھا .. ذبیانُ ترفِدُھا ..
ألا تنأى " علي ٌّ " بالبلادِ عن ابنِ " عاصٍ " صارَ أبشعَ من معاویةَ ارتكاباً للجریمةْ ؟! /
شامٌ ونصفُ مساءتین وصِبیةٌ یلھون في جَذَلٍ بريءِ ، وأرجوانْ جسدٌ بھي ُّ الیاسمین تناوبوا في قضمِھِ كُل ُّ الغزاةْ ... سَفَكوا نَداه وأعملوا كل َّ السیوفِ بغَض ِّھِ
حتى إذا صدئت مآربُھم تألُقُھُ أبانْ .

شامٌ ونصف حقیقتینْ .. أرض قحطانِ الذي حرسَ النجومَ بخیلھ ولسانِھ ویدیھ ، وامتشقَ الزمان وبندقیةُ تدمرِ السمراءُ تُخطئ من غزا وتذود عمّن في الظلام ھوى بسیفٍ من عقوقِ
على جیاد الأولیاءْ ./
شامٌ وتموزُ الحكایةِ یبحثُ عن عروسٍ یعربیةِ مھرُھا سھلٌ تُعَبِئُھُ الشقائقُ والزنابقُ والدماء .
شامٌ وراحةُ عَشتَروتَ تَمد ُّھا لتزیحَ نَجمتَھا الكبیرةَ عن مسار البعثِ ، تَثْلُمُھا أھازیجٌ ترحبُ بالمغولْ ./
شامٌ وعشقُ یمامتینْ ما یستطیع الشعرُ شعري

أن یُضیفَ إلى جواھرِھا الثریةْ ، والشكرُ كلُ الشكرِ لو أذِنتْ لشِعري ھذي الفتاةُ المشرقیةْ .
بَرَدى أَصُب ُّ خریرَهُ فضي َّ فوق أكف ِّ مَنْ غَسَلَت ضفائرَھا بماء فُراتِ ھذي الأرضْ والوردُ ، كلُ الوردِ لو قبلتْ لرب الیاسمینْ .
ھذا النزیفُ وصیّةٌ لصبیّةٍ زھدت بكل حُلِیّھا ، ردّتْ لطالبھا اللآلئَ والمھورَ ونجمةً في عیدِ مولدِھا
وضاقتْ بالفُراتِ یدُ الفتاةِ فأغدقتھُ على السھوبِ وأغْلَقَتْ
صُندوقَ جرح الأرضِ فوق مِداد ھذا الحِبر في شعري
ھدیةْ . فالعشقُ كل ُّ العشقِ _ لو قرأتْ _ لثغر الیاسمینْ والعشقُ كل ُّ العشقِ إذْ كتَبَتْ یداھا
 " شام "
شامٌ ونصفُ
قصیدتینْ