مجموعة كتابات للأسير محمد أبو صلاح خرجت من السجون إلى النور

a007K.jpeg
المصدر / السجون-حنظلة

كتب الأسير محمد أبو صلاح.

-  كلما اغُلق باب الزنزانة علينا يخطر في البال سؤال برسم الإجابة، كيف لهذا الباب أن نقوم نحن ذات يوم بفتحه؟!!!! لا من الداخل بل من الخارج، كما يليق بهذه العذابات وكما تستحق، كلما فكرت في أن هذه الأبواب يجب أن تُفتح من الجهة الأخرى، أتذكر مشاهد فتح السجون المصرية عندما قام الثوار بتحرير معتقلي رأي، ويخطر في البال مشهد الثوار وهم يُحطمّون أبواب سجن الخيام في الجنوب اللبناني عندما قاموا بفتح الأبواب وكسر القيود عن معاصم المناضلين . هذا ما يجب علينا أن نفعله مع كل شيء يُفتح علينا ولا نفتحه نحن بأيدينا. باب الزنزانة، الحاجز العسكري، أسوار الفصل، حدود القمع، قصور الإرهاب،   أحلام التحرير، عوائق العودة، وهكذا نتذكر حسرة غسان الذي انتظر أن تفتح بوابة ماندلبوم. من جانبه لكنها فتُحت من الجانب الآخر...؟!

- في رحلة البحث عن الأجوبة لمعاني الشهادة والبطولة ما الذي يدفع الإنسان نحو أن يذهب إلى الحرب ؟!

كانت دائماً الإجابات التي تصدر عن باحث أكاديمي أو متخصص في هذه الشئون تنزع سحر المعاني وتفقدها بريقها وتعيدنا إلى معادلات رياضية جافة، لكن في وصايا غسان لنا عما هو الدافع الحقيقي للإنسان كي يثور نجده يدفعنا دفعاً نحو الأجوبة التي بقدر أنها منطقية وصادقة، إلا أنها تحمل كل معاني الرومانسية وتُشيئ فلسطين، وتجعلنا الجزء منها إذا هي الكل والكل إذا هي الجزء.

- بالأمس قُتل نزار، لا داعي لأشرح لكم كيف قُتل لكن يمكنني الادعاء لمعرفة لماذا قتل. المؤكد حسبما أتذكر أن نزار قام ذات يوم ومن خلال صفحته على الفيس بوك بطرح قضية النخب الحاكمة التي تأسر القرار الفلسطيني منذ عام 1936، مستنداً على كلام الشهيد غسان كنفاني في توصيف الحالة، فاستنتجت أن نزار من البديهي أنه قرأ غسان، فلابد أنه قد عرف حمد الحنيطي وناصر بن سعيد، وبالتالي عرف كيف ستكون نهايته، والانسان عندما يعرف كيف سيموت يتحفز لهذه اللحظة بكل طاقته. المفارقة أن الشهيد باسل الأعرج في العام 2013 تحدث في محاضرة بعنوان " تسقط الأجساد لا الفكرة" في ذكرى غسان عن فكرة الاستمرارية وتسليم الراية من جيل إلى آخر. ... وعلى كل حال يبدو أن حرية الرأي والتعبير والانتقاد وسلطة القلم الحر ومصيرها في أوطاننا ستظل أعواد المشانق ، ولا ندري لو لم تطل يد الموساد شهيدنا الأديب ربما كان ضحية سلطة القمع في أيِ بلدٍ عربي.

- الحديث عن غسان كنفاني كنبي، هو افتراء ومحض محاولات نزع الصفة الطبيعية عنه، غسان كان بالدرجة الأولى إنساناً عربياً فلسطينياً يؤمن أن لا حرية إلا بعودة آخر طفل من أطفال اليرموك إلى هادار حيفا. هكذا كان غسان ولأنه كان إنساناً لكل ما تحمل الكلمة من تفاصيل فهو يشبهنا حين نسير على خطاه نحو تحرير الإنسان كموقف والأرض كقضية.


- رسالة إلى أم سعد..على أمل أن تصلها..

بعد التحية والسلام ، إذا وصلتكِ رسالتي هذه فأنا اليوم بخير، ما زلت مع رفاق سعد في خيمة المعتقل، أضم إلى صوتهم صرخة وإلى قبضاتهم قبضتي، صحيح أننا أحياناً نتعب ونحن ونشتاق وربما يتسلل الملل إلى عزائمنا لكننا ما زلنا نقاتل ولكي تطمئني وتنامي قريرة العين، سنبقى أيها المدرسة نقاتل إلى أن نعود، وستبقى الخيمة تنجب جيشاً ، هل تلد الخيمة إلا جيشاَ؟

*الأسير محمد أبو صلاح (30عامًا) من بلدة عرابة في جنين.

*اعتقل في شهر إبريل من العام الماضي مع 7 فلسطينيين آخرين وتزعم سلطات الاحتلال انتماءهم لحزب الله بالاضافة لتهم أخرى ولا زال موقوفًا حتى اللحظة.