كتاب على شكل حلقات يكتبها الأسير الأديب كميل أبو حنيش..

الكتابة والسجن، الحلقة السادسة والعشرون "أسرة موقع حنظلة"

f6d2772b-6d2d-4c16-aebd-9f708be1bff4.jfif
المصدر / السجون-حنظلة

شكل مركز حنظلة لشؤون الأسرى والمحررين حلقة مهمة في تطور عملنا الإعلامي والثقافي وإنتاجنا الأدبي والسياسي والفكري، ونافذة حيوية نطل من خلالها على العالم الخارجي، ونشر أخبارنا وإبداعاتنا، التي أتاحت للكثيرين أن يتعرفوا على أوضاع ساحات السجون، وعلى كتاباتنا في مختلف الشؤون. 

    وقد أنشأت اللجنة الإعلامية التابعة لمنظمة فرع السجون هذا الموقع الإلكتروني في عام 2015، وأشرف على إنشائه ومتابعته الرفيق الأسير المحرر علام كعبي، وكان هذا الموقع يقع تحت إشراف ومتابعة اللجنة الإعلامية في السجون التي تعاقب على مسؤوليتها عددٌ من الرفاق المشهود لهم بالجدية والكفاءة والخبرة الإعلامية ومن بينهم الرفاق: وائل الجاغوب، وعاهد أبو غلمة، وشادي الشرفا، ونادر صدقة، ومجد بربر. 

     كما عمل من داخل السجن عدد من الرفاق بصورة مثابرة وحثيثة، واكتسبوا خبرات في الإعلام الاعتقالي والكتابة، وإعداد التقارير وتسريب المواد الإخبارية والكتابات والدراسات والمقالات عبر الهاتف بطريقة التسجيل ومن أبرزهم الرفيق ثائر حنيني الذي عمل لسنوات تجاوزت الخمس في هذا المجال، فكان يؤدي دوراً مهماً وحيوياً على هذا الصعيد. 

    وفي قطاع غزة أدار موقع حنظلة الرفيق أحمد طناني وزوجته أمل أبو القرايا، وعملوا لمدة سنتين -وتحديداً الرفيقه أمل- بشكل مثابر في تفريغ مئات التسجيلات وطباعتها وتدقيقها ونشرها، ومنذ العام 2017 انضم الرفيق محمد شرافي إلى أسرة موقع حنظلة وقام بدور مميّز هو الآخر في ذلك الحين، وقد تولى إدارة الموقع منذ العام 2018 وحتى ،2020 وانضم إلى الموقع في هذا العام 2020 الرفيق مالك الشنباري، وتولى إدارته، وانضمت في العام ذاته الأسيرة المحررة دعاء الجيوسي، وساعدها أيضاً زوجها الإعلامي عمار الدقشه إلى جانب عدد آخر من المتطوعين الذي عملوا بصبر وإرادة وتحمل مع السجون بطريقة لم يألفوها من قبل، فكان عليهم الإصغاء للتسجيلات أثناء عملية التسجيل، وتفريغها وإعادة تدقيقها، فقد كان يشوبها في معظم الأحيان رداءة الصوت بسبب التشويش المستمر. 

  كما ولا يمكن نسيان الدور الذي أدّاه الرفيق أيمن فرحات من خارج طاقم موقع حنظلة، فقد تولى تسجيل وتفريغ وطباعة المئات من المواد المكتوبة التي تكون طويلة، ومعقدة في غالب الأحيان، كالدراسات والأبحاث والكتب، إلى جانب المقالات والتقارير المطولة. 

   تواصلت العلاقة مع هؤلاء الأصدقاء والرفاق الرائعين لسنوات ولا تزال مستمرة، ولا يزال العديد منهم يتابع الكتابات التي تخرج من السجون، ويؤدون واجبهم الوطني تجاه الأسرى عموماً، ورفاقهم في السجن على نحوٍ خاص. 

   لقد أقمنا معهم علاقات صداقةٍ حميمة؛ لأنهم لم يبخلوا بوقتهم وجهدهم، وصبروا على ظروفنا وإشكالياتنا، وأنجزوا بإمكانياتهم البسيطة والمحدودة الكثير من الإنجازات في تغطية الأخبار والأنشطة داخل ساحة الأسر بصورة منظمة ومتابعة حثيثة ومخلصة. 

   كما وينبغي أن نذكر الدور المهم الذي قام به الرفاق في بوابة الهدف الإخبارية في المساهمة في التغطية والمساعدة في إنجاز الكثير من المواد الإخبارية والكتابات الأخرى، وبالأخص سامي عيسى، وكذلك الرفيقة إيمان الحاج التي تطوعت في بعض الأوقات لتسجيل وطباعة العديد من المواد المتراكمة. 

   كان من الواجب ذكر هؤلاء الرفاق والدور الذي لعبوه في إنجاز ونشر ما يصدر من السجون والدور الذي لعبه الرفيق علام كعبي طوال هذه السنوات في الإشراف والمتابعة لموقع حنظلة والعاملين فيه. 

     لقد كانت تجربة العمل الإعلامي والثقافي من داخل السجون بهذه الطريقة البسيطة والمنظمة تجربة مميزة ورائدة ونوعية، أزعجت مصلحة السجون واستخباراتها في غالب الأحيان، وأبلغنا الكثيرُ من الضباط أنهم يتابعون ما ينشر على موقع حنظلة بشكل يومي، وكثيراً ما كان يجري فرض عقوبات علينا بسبب ما ننشره بشكل متواصل، من مداهمات وتفتيشات وزنازين وتنقلات بين السجون، إلى أن سلموا بالأمر الواقع واكتفوا بالتحذيرات العامة. 

وعلى الصعيد الشخصي يتعين عليّ الاعتراف بالدور الذي أدّاه الرفاق في موقع حنظلة والآخرون الذين كانوا يعملون تطوعاً من خارجه، في إنجاز وطباعة ونشر العديد من كتاباتي من مقالات ودراسات وقصائد شعرية تجاوزت أكثر من 220 مادة مكتوبة، فلهم كل الشكر والتحية والثناء.

الأسير الأديب كميل أبو حنيش

سجن ريمون الصحرواي