أحمد صلاح فدائيٌ عاد من الموت ليدخل السجن

IMG_٢٠٢١٠٤٢٩_١٦٤٥٢٤.jpg
المصدر / السجون-حنظلة

غزة-السجون-حنظلة:

 تعتبر قصة الأسير أحمد صلاح من بيت لحم إحدى أكثر القصص الفلسطينية المعاصرة فرادةً لحبكة التراجيديا العالية فيها من جهة ولما حملته وجسدته من معان وطنية وإنسانية من جهة أخرى.

وُلِد أحمد في مخيم الدهيشة القريب من بيت لحم بتاريخ 23/1/1977 , في عامه الخامس فقد والده فحمل صفة اليتيم ومضى برفقة شقيقته الوحيدة أماني إلى بيوت أخواله من عائلة العزة الذين تكفلوا بتربيته ومن يومها بات مشهوراً في المخيم باسم أحمد العزة وظل إسم عائلته صلاح حِكراً على الأوراق الرسمية وملفه في سجون الاحتلال.

في سنوات مراهقته وشبابه المبكر عرف أحمد سبيل النضال ومنها سلك درب آلام السجون الطويل اعتُقِل أكثر من مرة وأمضى في سجون العدو ما يقارب الثلاث سنوات متفرقات وظل على حاله لم يغير قناعته التي وجد في إنتفاضة الأقصى حيزاً وفعلاً كفاحياً يُمكنه من تجسيدها....

خلال الأشهر الأولى من عمر الانتفاضة كان صلاح أو العزة كما يُعرف من أوائل المقاتلين في شوارع بيت لحم ليأتي حصار كنيسة المهد كحدث مفصلي في حياته إذ حوصر مع مجموعة من المقاومين داخل الكنسية منذ مطلع إبريل عام 2002 وحتى العاشر من مايو لذات العام وفي هذا اليوم تحديداً دخل أحمد عالم الشهادة وعاد منه إذ أصيب بأكثر من 10 رصاصات دفعت الطواقم الطبية لنقله الي مشفى بيت لحم الحكومي وتقييد إسمه ضمن أسماء الشهداء......دقائق قليلة أمضاها في عالم الشهادة ثم عاد من جديد بعد إكتشاف أحد الأطباء أنه لا زال حياً فقبع في المشفى لعدة أيام ومنها جرى اعتقاله وأمضى في السجن عاماً ونيف ثم أُطلق سراحه.

بعد تحرره بأشهر فوجئ الشهيد العائد من الموت بقوات الاحتلال تقتحم بيته وتطلق صوبه الرصاص ومن ثم تعتقله وكان هذا خروجه الأخير من البيت حيث حكم بالسجن المؤبد مكرراً 21 مرة فبات كمن جمع الوجع من أطرافه.... يتيم أسير ثم جريح فمشروع شهيد وبعدها أسير مرة أخرى.

مع توالي أعوامه الاعتقالية تفاقمت الحالة الصحية لصلاح وتكالبت عليه هموم الحياة فرحلت والدته بتاريخ 15/5/2009 دون أن تتمكن من زيارته ولو لمرة واحدة وبرحيل والدته إزدادت حالته الصحية سوءاً فظهرت لديه مشاكل الكلي التي تفرض على مصلحة السجون نقله إلى مشفى سجن الرملة بين وقت وأخر لحقنه بالمسكنات ومن ثم إعادته للسجن دون اطلاعه على حالته الصحية واحتياجاته العلاجية التي ازدات في الآونة الأخيرة....وما بين وجع وأخر تبدو حياة أحمد صلاح بتراجيديتها العالية تعبيراً جلياً عن حال شعب قدره أن يحيا بالسيف وبه يمضى وعليه يقضي.