قصيدة جديدة ترى النور للأسير الأديب كميل أبو حنيش

رُبّما سوفَ نرجِعُ عمّا قريبٍ

f6d2772b-6d2d-4c16-aebd-9f708be1bff4.jfif
المصدر / السجون-حنظلة

على شُرفةِ الإنتظارِ الطّويلِ
سنصهلُ شوقاً لأيامِنا الآتياتِ
نُغنّي لأحلامِنا المترعاتِ بعشقِ الحياةِ
لعلَّ الزّمانَ يصحو و ينصفُ أشواقنا
رُبّما عِندَها سوفَ نرجِعُ عمّا قريبٍ
و نبرحُ هذا المكانَ العليلَ
نغادرهُ دونَ أيّ مِتاعٍ
لأنَّ المتاعَ الزّهيدَ سيبقى يُذكّرُنا
باللّيالي الثِّقالِ و آمالُنا المتعباتِ
و نرجِعُ للأمهاتٍ نعانقُ فيهنَّ
وهجَ الآباءِ و نشربُ مِن بينِ أيديهِنَّ
دلالَ الطُّفولةِ و الهدهداتِ
على شُرفةِ الإنتظارِ الجّليلِ
سنرنو بعيداً بكلِّ الجِّهاتِ
نُحدِّقُ وسطَ الضَّبابِ الكثيفِ
فقد يتراءى لنا في الضبابِ
وجوهاً لأحبابِنا الغائبينَ
الّذينَ تأخرَ موعدُهم
في المجيء لهذا الوجودِ
و نروي لأولادِنا القابعينَ
برحمِ الزّمانِ بأنّا حلُمنا
إنجابهم و لو في الخريفِ مِنَ العُمرِ
سنلهو و نَكبَرُ معهمُ لأنّا كَبُرنا
قُبيلَ الأوانِ و لما نواصل
ألعابنا في الطّفولةِ ... و الأمسياتِ
على شرفةِ الإنتظارِ الجّميلِ
نُعيدُ إجترارَ رؤانا عن الإنعتاقِ
سنأتي إليكمُ و قدْ أشبعَتْنا اللّيالي حنيناً
ألا.. فاستعدوا لكي تَغمِرُونا بدفء
ألا ... و انثروا فوقَنا ما تيسَّرَ
مِن ياسمينٍ و لا تُكثِروا
من دموعِ المحبةِ والإشتياقِ
لكي لا نُصابَ بوعكةِ قلبٍ
و نغدو طليقينَ مثلَ الحمامِ
نسافرُ في الأفقِ مثلَ الغمامِ
و تغدو الحياةُ .. حياةً
بُعيدَ الرَّحيلِ عن الأهجياتِ

الأسير الكاتب كميل أبوحنيش
سجن ريمون الصحراوي