كتبت الأسيرة المحررة دعاء الجيوسي في ذكرى اعتقال القائد الوطني وليد دقة

نَصٌ على باب العامود

07132075473207344657011133382372.jpg

بقلم: دعاء الجيوسي

نص مُتعرج على باب العامود...

رَنكهُ فارس مكومٌ على متراس.......

أكلت النار نِجادَهُ... جوادَهُ...صلاتهُ والقُداس... 

كهلٌ كفيف يقترب من الباب يَفرُك عينيه يَمُطُ شِفتيه ثم يمضي.....

صِبية من الخليل يأخذون طريقهم للنص... 

فتيات ينحدرن من السور فتتخطفهم بنادق الحُراس....

بنادقُ مُدلاةٌ على الأكتاف أخلاط من العيون الملونة والأجناس....

بائع زعتر ينادي بملء صوته أَيا نقشنا الغريب...يا رنكنا العجيب....

إلي إلي إني أَفُكُ الطلاسم وأقرأ النقوش ولغة الرصاص.....

يتدافع الناس في هرج حوله إلا النصَ وفارسَ المتراس....

يتنهد البائع يفرد ذراعيه يضرب أخماساً بأسداس...

ثُم يتمخض جبله عن فأرة فيقول.... هذا نص قديم....

كَتَبَهُ فلاح من أريحا عن مواسم الحصاد والغِراس....

ينفض الجمع برماً....وقبل أن يمضي كل في حاله...

ينادي كاهنٌ... ثُم قِسٌ , فشيخ.... ثم مؤذنٌ وقارع أجراس:

إلى الحائط الغربي يا قوم!

تتدافع أمواج البشر صوب الصوت الذي يُغمغم...

يتمسمرون أمام المشهد.... فتاة في المهد تتكلم !

يتحلقون حولها...أُمُّها تحنو عليها وتضحك للجمع ثم تهمس لها : عرفي القوم بنفسك....

تقف الفتاة على قدميها....تمد يدها إلى غيمة قريبة 

ثم تُعيدها بكتاب قديم وقرطاس 

وتقرأ: أنا ميلاد المعجزة , 

بنت وليد وسناء...

أبي في بطن الحوت وأُمي بنت السماء...

أنا المولودة بلا رجس ولا دَنس

أنا بنت الحُب المؤبد رغم أنوف الحرس.....

أنا في هذه المدينة نص من القرأن....متنٌ للأذان

ترتيل في القيامة معموديتُها مذبحُها والجرس....

وذاك النص على باب العامود يؤرخ لميلادي...

والرنك الذي يعلوه وليد أبي وميعادي....

الجواد المقتول إلى جواره ثوار بلادي...

النِجاد والصلاة والقُداس على المتراس نبض فؤادي....

أنا ميلاد وليد.. بعد الحرمان والموت المؤبد والجرح العنيد...

أنا نَصُ باب العامود... ميلاد بنت سناء...والفجر الأكيد...

أنا ميلاد وليد دقة

فهلا فهمتم نَصَ بابكم....

هلا خبِرتم بأي أرواح جُبلَ ترابكم....

هَلل الحضور...وأخذهم هول ما رأوا حتى أن الكاهن سبح باسم الله وذكر النبي العربي 

والشيخ أشعل المبخرة.... وهتف تباركتَ يا أبي....

المجد لوليد...في الأعالي....

المجد لسناء وميلادها ووليدها طيّب الخِلالِ.