قصيدة كتبها الأسير "محمد الزعنون" من زنزانته في سجن ريمون الصحراوي..

هيا بنا نعود

IMG_٢٠٢١٠٣١٧_١٠٠٤٢٣.jpg
المصدر / السجون-حنظلة

هيا بنا نعود..
إلى سفوح الجبال ونحلِّق كالنسور في عنان السماء
ونهرول بين مقبرة الفوضى ويتم الحواس...

هيا بنا نعود..
لجنة عرضها الأرض أعدت لنا
نحن المظلومين الكادحين الفقراء المحرومين
لنجعب ذوي القربى أشد رحمة وقت الشدة
 
هيا بنا نعود..
لوقتٍ سابق مليء بالفرح..
ليسرق من الأيام ثوبًا فلسطينيًا لكبد السماء..
ونلبسه لقرص الشمس ليشرق للعالم المحبة

هيا بنا نعود..
لوقتٍ مضى بطيءٌ في البهجة..سريعٌ في الحزن
نختلس من عقارب الساعة وقتًا 
لنزرعه أملًا ينير درب الآلام هذا الدرب الذي كانَ
ولا زال وسيبقى طويلًا شاقًا، مضيئًا إنما مقدسًا ومعمدًا 
بدماء كل من عانقوا سقف السماء

هيا بنا نعود..
فنحن الإنسانية حاملين معنا كل مجالٍ ممكن
دافنين كل ما تبقى من الأسى في مقبرة الأحزان
حاملين كل ألأمل في حقائب التربة على ظهورنا
لنزرعه في عالم البؤس واليأس

هيا بنا نعود..
لنقف عند حجرٍ لا يخشى لصوص التاريخ
عند مرارةٍ تنطق تاريخًا مشبعًا بنخب من 
انتصروا ومن فرّوا، ومن هُزموا ومن طلَّوا 
من شهدوا ومن صمتوا..ومن رووا حكايات 
النصر للأنبياء الصامدين الثابتين كوتدٍ في الأرض

هيا بنا نعود..
عند شجرةٍ مكسورة الأضلاع والأغصان
على مرمى فرسٍ مكبلةٍ بأصفاد اللؤمِ
منتظرةً فارسًا مقدامًا يُخلصها..

هيا بنا نعود..
ونمد جسومنا جسرًا لشعوب الأرض 
ونقرِّب الهوة والمسافة بين شعوب الأرض
ونعلن ثورة ضد الظلم والبؤس واليأس
فنحن لسنا إلا مناضلين مقاتلين ضد الحقد 
والقهر وأعداء الشعب
ولتضربوا ملكًا وحاكمًا 
ولا تخشوا من مُلَّاك الأرض
منهم أعداء الحق 
فالثورة تولد في المهد
وتوأد في الغرب 
وتُدفن في اللحدِ
ثم تنبعث كطائر العنقاء من بين الركام

الأسير: محمد الزعنون

سجن ريمون الصحراوي