كتب تحرير حنظلة..

في ذكرى عملية عيون الحرامية...المقاومة بين كيل الأّذى للعدو وَرَدُه

ثائر-حماد.jpg

كتب تحرير حنظلة:

لطالما كانت فكرة الصراع مع الاحتلال قائمة على أساس إلحاق أقصى درجات الأذى المادي والمعنوي به ومراكمة أشكال الأذى هذه كماً لتؤدي في النهاية لإحداث تغيرات نوعية في مجريات الصراع أو كما يقول أيقونة العنف الثوري الفلسطيني الشهيد وديع حداد مراكمة أشكال الأذى حتى يُصاب الجسد الصهيوني القوي بضعف في الدم تمهيداً للإجهاز عليه.

ويعج تاريخنا الفلسطيني بنماذج فريدة لثوريات وثوريون مارسوا الكفاح الوطني فألحقوا بالعدو أذىً بالغاً وضربوه في مقتل وإن استعرضنا تجارب هؤلاء في عجالة نجد أن معظمهم قد استقر في قبر أو نهبت السجون سنوات عمره.

ومن النماذج الفريدة للفدائين الفلسطينيين الذين أجادوا معادلة كيل الأذى للعدو المناضل الأسير ثائر كايد حماد المولود بتاريخ 2/7/ 1980 في بلدة سلواد القريبة من رام الله والمعروف في الأدبيات الفلسطينية باسم قناص عيون الحرامية وهي علمية شهيرة نفذها ثائر بمفرده في منطقة جبلية على طريق نابلس رام الله إسمها تحمل الإسم ذاته أي عيون الحرامية.....

اللافت في عملية ثائر أنه إبتاع بماله الخاص بندقية قنص أمريكية مُصنعة عام 1936 وتدرب عليها بمفرده ثم نفذ عمليته بتاريخ 3/3/2002 فقتل 11 جندياً صهيونياً وأصاب 9 أخرين قبل أن تنفجر بندقيته بين يديه ما دفعه للمغادرة صوب سلواد التي عاش فيها ثلاثين شهراً قبل أن تكتشف المخابرات الصهيونية سره وتعتقله...وقد سبق إعتقاله تخمينات صهيونية بأن قناصاً وافداً من الشيشان هو الذي نفذ العملية أو ربما يكون عجوزاً من جيل الثوار الفلسطينين الأوائل الذين يجيدون التعامل مع البنادق القديمة...المهم أن ثائر في النهاية اعتقل بتاريخ 2/10/2004 وُحكم بالسجن المؤبد مُكرراً 11 مرة ولا زال قابعاً في السجن حتى اللحظة.

إن استذكار الفدائي النجيب ثائر حماد ومأثرته الخالدة لا يأتي من باب استذكار ماض عزيز فحسب أو تكريم بطل فريد حاصر جيشاً ببندقية مٌتهالكة فقط بل يُذكر لوضع اليد على الجرح الذي يُدمي القلب ويَفُت الكبد عند حصر أسماء ثوار شعبنا وهم موزعون بين المقابر والسجون التي طال إغلاقها عليهم , ويَحضُر أيضاً كخطوة على طريق مجابهة كي الوعي وسياسة التجهيل والإحباط وإستعادة ثقافة الاشتباك مع العدو وكيل الأذى له لتحرير الأرض والإنسان وبناء الذات الوطنية القادرة على المضي في ركب نضال يبدو أنه سيطول أكثر مما كنا نتخيل.....التحية لثائر ولكافة أسيرات وأسرى شعبنا والحرية القريبة.