قصيدة جديدة تعانق الشمس للأسير الأديب كميل أبو حنيش

في البعيد البعيد

f6d2772b-6d2d-4c16-aebd-9f708be1bff4.jfif
المصدر / السجون-حنظلة

 في البعيد البعيد

 

هناك.. وعندئذ في البعيد البعيد 

سأصبح مثل غبار 

بلا أيّ معنى 

كما الآخرين بقبلي استحالوا غبارًا 

وبعدي الجميع سيغدون مثلي غبارًا.. يطير

فأيّ الحكايات سوف تفوز.. 

وتنقذ هذا الجمال من الاندثار؟

وأيّ الغبار سيمسي رفيقي.. 

إلى عالم الانطفاء الثّقيل

هناكَ.. ووقتئذ في البعيد البعيد 

سأُضحي غيابًا

بلا أيّ ذكرى 

تثير اشتياقي إذا ما حَدَست

بأنّي وجدت على رقعة في الوجود 

الذي سوف يبقى ينام برحم الفناء الطّويل 

فأيّ الإشارات سوف تنير الظّلام 

وتغدو الدّليل إلى درب ذاك الحضور البديل

هناك.. وحينئذ في البعيد البعيد

سأغدو ذهابًا 

بلا أيّ مثوى

ولا أيّ حلم بأيّ إياب

إلى عالم الأمنيات..

سأَمضي وحيدًا.. 

كأنّي خيال ولمّا أجيء.. ولمّا أغيب 

ولمّا يساور قلبي سؤال عن الأحجيات..

فأيّ المرايا ستُظهر وجه الظّلال.. بُعيد الرّحيل؟

هناك.. وآنئذ في البعيد البعيد 

سأمسي خواء

بلا أيّ جدوى.. 

وليس يؤرقني الامتلاء.. بعيد الفناء 

سأقضي شريدًا بلا أيّ مأوى 

وسوف أذوب بصمت الفراغ الكفيف

فأيّ الرّياح ستذرو غباري بكلّ الجهات

وأنهي حضوري الغريب العليل

بهذا العماء البهيّ الجميل 

 

كميل أبو حنيش 

سجن ريمون الصحراوي