بقلم: مدير مركز حنظلة علام كعبي

لا تتناقلوا الاخبار بقوالبها الجامدة ففيها ألف مقتل

F8tdx (1).jpeg

تهافتت وسائل إعلام فلسطينية ومراكز معنية بقضايا الأسرى خلال الأيام الماضية على تداول أخبار تطعيم الأسرى باللقاحات المُضادة لفايروس كورونا وكأننا بتنا في بازار نستعرض خلاله رأفة وإنسانية دولة الاحتلال في التعامل مع أسرى يقبعون داخل سجونها منذ عشرات السنوات.

إن المُتتبع لسيل الأخبار الخاصة بالحركة الأسيرة يُدرك للوهلة الأولى أن هذه العملية تُدار بالكثير من الارتجال وردات الفعل والانسياق وراء الرواية الصهيونية فإن تحدث الاعلام العبري عن تطعيم للأسرى برينا الأقلام وتنافسنا كي يُسجل كل منا سبق صحفي لمؤسسته وكذا إن تحدث عن تفشي الوباء نقلنا عنه فبتنا للأسف قناة يُمرر أخباره من خلالنا للجمهور وهنا كي لا أتجنى فإن هناك استثناءات مهمة سجلها بعض الزملاء العاملين في حقلي الاعلام وقضايا الاسرى خلال الفترة الماضية.

يا قوم...ألم تسألوا أنفسكم هل التطعيمات التي يُحقن بها أسرانا تخضع لبروتوكولات طبية وهل من رقيب عليها؟ وما هو الضامن ألا تكون هذه اللقاحات هي من الكميات التجريبية التي أنتجتها شركات الادوية العالمية خلال الأشهر الماضية وفشلت أكثر من مرة في إيجاد متطوعين لإختبارها عليهم؟

إني وأنا إبن السجون وخريج مدرستها...ومن موقعي كمدير لمركز معني بقضية الأسرى فإني أشعر بتردد شديد عندما يطلب مني الزملاء في المركز أو وسائل الاعلام تصريح حول واقع السجون والحياة داخلها وسأظل أشعر بهذا التردد إلى أن نصل كإعلام وطني متخصص بقضايا الأسرى إلى مرحلة نصنع فيها روايتنا وخبرنا وُمُخرجاتنا للعالم بقالبنا نحن.