اللجنة الإعلامية والثقافية للجبهة الشعبية في سجون الاحتلال تكتب

الإنتخابات الفلسطينية...العربة والحصان

f9ea74ef85a979e26e5a1db1a582daa3 (1).jpg
المصدر / السجون-حنظلة

عادت الخلافات الفلسطينية تطفو على السطح بعد أن استبشر شعبنا خيرًا بإجتماعات القيادة الفلسطينية في بيروت ورام الله وغزة، وكأن مشكلة الشعب الفلسطيني تكمن في العملية الإنتخابية، هل تكون متتالية أم تجري مرة واحدة لمختلف مجالس السلطة والمنظمة والرئاسة، وننسى أننا في مرحلة تحرر وطني وهذه المرحلة تستدعي حشد الطاقات والجهود وإعلاء شعارات الوحدة والمقاومة لا أن نستدعي كل ما من شأنه أن يعيد إنتاج إنقساماتنا وتشرذمنا، أما الإنتخابات فقد اتفق الجميع أنها تشكل جزءً من عملية سياسية متكاملة وبهذا المعنى تصبح الإنتخابات وسيلة وليست غاية، أما أن نقلب المعادلة بحيث تغدو المرحلة التحررية برمتها مرهونة بالإنتخابات وآلياتها وحصة كل طرف من هذه العملية فإن هذه السياسة ستقود إلى المزيد من الكوارث ولا نحصد سوى المزيد من الإخفاقات.

إن المرحلة التي نعيشها بكل ما تنطوي عليه من مخاطر تحقيق بقضيتنا الوطنية، تستدعي من كافة الأطراف الجلوس لأيام وأسابيع وأشهر إن اقتضى الأمر والإتفاق على استراتيجية وطنية موحدة تأخذ في عين الإعتبار حشد طاقات وإمكانيات شعبنا في كل مكان وزجها في هذه المعركة والإتفاق على تشكيل قيادة سياسية ووطنية موحدة تقود المعركة التحررية. 

أما الإنتخابات فإما أن يجري تأجيلها أو يجري الإتفاق على إنجازها ولكن على قاعدة الإتفاق المسبق على احترام نتائجها وضمان عدم تكرار ما حدث بعد انتخابات العام 2006 التي أفضت إلى بروز الإنقسام الوطني. 

أما أن نصنع الانتخابات في صدارة حواراتنا والاختلاف بشأنها فإنه يشبه الجدل المعروف حول أسبقية البيضة أم الدجاجة أو كمن يضع العربة أمام الحصان، وعندها سنظل ندور في حلقة مفرغة، وفي أحسن أحوالنا فإننا لن نتحرك إطلاقًا للأمام.

اللجنة الإعلامية والثقافية

منظمة فرع السجون

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين