أم نضال أبو عكر ....عندما يَخلِقُ الصراع فلاسفته

images (20).jpeg
المصدر / حنظلة

تقرير: دعاء الجيوسي

إن سألت قائداً فلسطينياً أياً كان مجال عمله عن أعداد السجون وإنتشارها الجغرافي وعدد القابعين فيها قد يتلعثم أو يعطيك أعداداً تقريبية وإن بدوت عربياً في طريقة تفكيرك وإقتفيت أثر منظري السياسة في أُمَتنا وحاولت تدوير الزوايا لئلا يَخرُج المشهد سوداوياً فعليك حينها أن تقلب المعادلة لتسأل المواطن عما حار الرسميون في تقديم إجابة عليه.....

لذا من أراد إستفساراً ، سرداً تاريخياً لواقع الحركة الأسيرة أو خريطة جغرافية لتوزيع السجون عليه أن يسأل أم نضال أبو عكر التي تعرف أيضاً طبيعة الفسيفساء السياسية داخل قلاع الأسر وأسماء وذوي مُعظم القابعين فيها.

ولأم نضال المُنخرطة في الهم الوطني من أعلى الرأس حتى أخمص القدم فهم خاص للصراع وميكانيزماته وتلخص كل ذلك بكثافة وإختزال يُعجز دهاقنة اللغة، تسألها عن أبنائها الشهيد محمد والمطارد رأفت والمعتقل الإداري للمرة الخامسة عشر نضال وحفيدها محمد الزائر الدائم للسجون ....تضحك بملئ صوتها وتجيب على سؤالك بواحد من جنسه ...أنت أجبني كيف سترجع حيفا؟؟ وكيف سأدخل عكا إن لم تكن القيود والأعمار ممراً لذلك؟

وإم نضال بفعل زيارتها الدائمة للسجون والمحاكم وتتبع أخبار أبنائها البيولوجين والمعنويين داخلها باتت تحفظ أسماؤها ومواقعها وأبرز القصص بين جنباتها عن ظهر قلب فَتُعطيك شرحاً وافياً عن كل ما تطلب شريطة ألا يمس سؤالك بمحرماتها ( جدوى الصراع طريقة حسمه وفداحة الثمن الذي يُدفع من أجل ذلك).

هاتفنا في أسرة مركز حنظلة أم نضال وكان هدفنا إعداد خبر عن أسرتها وأبنائها داخل السجون وفي متاهات المُطاردة فوجدناها تدفعنا دفعاً كي نكتب عن الأسرى والوطن والصراع المُحتدم على أرضه إمتثلنا عن طيب خاطر كتبنا لكم ما قرأتم وكل منا يهمس في سره لست عضواً في لجنة بروتوكول ولا مُقَرِراً للجنة تكريم رسمية ولو كنت كذلك لأسميت هذه السنديانة سيدة فلسطين الأولى وقصرت التنافس على هذا المسمى بين أمهات وزوجات الشهداء والأسرى وألحقت بهم أم سعد ومن ثم أقفلت الباب وخبأت مفتاحه عند أم نضال في قلب مخيم الدهيشة وهي خير من يحمل الأمانة ويحفظ الأسرار.