محمد القيق عنفوان وتحدي صبر وصمود

المصدر / بقلم فؤاد الخفش

 

ليس من السهل في زماننا الذي نحياه أن يطابق القول الفعل، وقلما تجد في هذا الوقت من يُتبع أقواله أفعالاً ومن بين هؤلاء الذين صدقوا ما قالوا فعلاً لا قولاً الصحفي الأسير المضرب عن الطعام محمد القيق .

محمد ليس مجرد صحفي كان يكتب خبر أو ينقل صورة أو يصف حالة ، محمد كان يذهب لما هو أبعد من ذلك كان يدعم حق شعبه ويدافع عن شهداء وطنه ويرفع صوته من أجل أسرى بلاده كان يصرخ عبر الفضائيات هي انتفاضة القدس وهو حق الشعب في اختيار طرق مقاومتة .

محمد استخدم كل أدوات ووسائل الدعم للوقوف مع حقوق شعبه ، كان يطل عبر الفضائيات منحازاً انحيازاً تاماً وكاملاً لثورة شعبه يحي الأبطال منهم ويضمد بكلماته آهات عائلاتهم ويؤكد أن طريقاً للحرية والانعتاق من الاحتلال لن يكون بدون تضحيات وأن شعباً محتلاً لن يحرر نفسه دون دماء ولأجل فلسطين يرخص ويهون كل شيء .

اعتقل محمد وحول لأحد مراكز التحقيق في بلادي وهنا بدأت المعركة الحقيقية معركته الموجهة معركة مقارنة الأقوال بالأفعال لم يخنع ولم يذل ولم يطأطئ رأساً لمحتل، حاولوا كسر إرادته وصموده بتعمد إهانته فوجههم بما يملك من سلاح، إنه سلاح الإرادة أضرب عن الكلام والطعام وبدأت المعركة .

من خاض التحقيق وجلس على كرس الشبح وفقد قدرته على معرفة الوقت والزمان يعرف حجم ونوع هذه المواجهة، ومن قرر أن لا ينكسر يعرف أن ثمن ذلك كبيرٌ عند احتلال يسعى لكسر الإرادة وقتل الروح داخل جسد الفلسطيني .

يسعى المحقق في مراكز التحقيق دوماً لعنصر المواجهة وكسر الإرادة وسلب المعتقل من قدرته على المواجهة ويهاجمه بالتهم والكلمات والشتائم والصراخ في محاولة للسيطرة علية بكل ما تعني الكلمة من معنى وهنا يختلف الناس في قدراتهم وطرق مواجهتم ولكن الأشجع من قرر أن يواجه المواجهة بمواجهة والصراخ بصمت مطبق يغيظ المحقق ويخرجه عن طوره من خلال رفع سقف المواجهة للإضراب عن الطعام .

محمد رفض أسلوب المحققين الذين حاولوا ارعابه واخراسه وكيل التهم له ، محمد لم يبالي إطلاقاً لتهديد المحققين له بالتحويل للاعتقال الإداري وقرر الصمت والإضراب عن الطعام والمواجهة وإتباع القول فعل، إن هذا المحتل لا لغة للتفاهم معه وأن الحديث مع المحقق “الدردشة” تضيع للوقت وخسارة .

محمد الذي نفذ المحقق تهديداته له بتحويله للاعتقال الإداري نقل من مركز التحقيق البارد الى زنزانة انفرادية ، ولك أن تتخيل أن محمد وحتى كتابة هذه السطور وهو اليوم ال37 للاعتقال والإضراب عن الطعام لم يزره  إلا المحامي الخاص به ولم تقم أي مؤسسة رسمية بزيارته الأمر الذي زاد من معناة هذا الفارس .

معركة محمد مع هذا المحتل قديمه ولكنها هذه المرة من نوع جديد قرر محمد أن يخوضها متسلحاً بإيمانه بالله.