الأسير الصحفي الرفيق منذر خلف مفلح من قلب زنزانته يكتب

النكبات العربية من الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وحتى الحرب الصامتة في سوريا

2de7d297b34d817cc288a9385ed6840b

النكبات العربية من الاحتلال الصهيوني لفلسطين وحتى الحرب الصامتة في سوريا - مركز حنظلة للأسرى والمحررين
بقلم الأسير الصحفي منذر مفلح

لقد نحت الصحافيون والكتّاب والمفكرين العديد من الأسماء وأطلقوها على الحرب الدائرة في سوريا منذ ما يقرب من عقد حاليًا من الحرب السرية، إلى الحرب القذرة، إلى الحرب بالوكالة... إلخ، حيث غطّت هذه الأسماء للحرب، أطوار هذه الحرب وأشكالها وأحوالها، وأظهرت أو أشادت للأطراف الموغلة بالدم السوري والحرب هناك.
ولأن طبيعة هذه الحرب التي بدت بشكلها الخارجي باعتبارها حرب أهلية، أو صراع مع السلطة، او طائفية ومناطقية،..إلخ، آثر العديد أن لا يساهم ولو قليلًا في إبداء الرأي فيها.
لقد خلقت السنوات واقعًا سياسيًا وأمنيًا وعسكريًا صعبًا، في هذه الدولة العزيزة ليس الدولة فقط، بل البلد والشعب فهي التاريخ بالنسبة للأمة العربية، وهي الأم بالنسبة للشاميين، وهي مكب العروبة النابض، بالنسبة للمؤمنين بالخيار القومي، وهي الملجأ الحصين بالنسبة للفلسطينيين، فكللًا منا نحن العرب والشاميين والفلسطينيين حكاية نحكيها عن سوريا التاريخ والجغرافيا والحضارة والفن، والأدب.. إلخ.

وعودًا على الظروف الصعبة الناشئة التي يتحمل وزرها المواطن والشعب السوري البسيط والإنسان العادي في المقام الأول في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة، وخاصةً في ظل أزمة كورونا، فإن العدو الأكبر "إسرائيل" التي تحتل فلسطين وستبقى دومًا العدو المباشر المعتدي والمستعمر لفلسطين والأرض العربية، تدير حربًا شرسة وصامتة ضد هذا البلد العزيز، وبسكل يومي تحت حجج محاربة الوجود الإيراني، أو حزب الله في سوريا، وفي ذات الوقت تطالب بفرض شروط سياسية وأمنية وعسكرية على الدولة السورية، هي تمامًا تلك التي حاولت فرضها في حروب 1967م، 1973م، 1983م، وغيرها من الحروب العلنية والسرية دون أن تستطيع، فهي "إسرائيل" وعلى مدار الساعة تقصف وتقتل وتدمّر مواقع في الوطن السوري بلا رقيب أو حسيب، اللهم إلا من بعض ما تبقى من قوة وسلاح في أيدي الجيش السوري، بعد أن اجهزت الحرب الظلامية التي شنتها الجماعات الإرهابية ضد سوريا والتي راهنت عليها "إسرائيل"، ودعمتها سرًا وعلانية على هذا الجيش، وهو ما أثبته القائد الأسير المحرر صدقي المقت، ودفع ثمنًا له، من حريته في السجون الإسرائيلية، حتى نالها مرة أخرى عنوةً ورغم أنف الاحتلال؛ فإسرائيل في حالة حرب صامتة، وتدير هذه الحرب على كافة الجبهات والمواقع، وتعتدي على الشعب الفلسطيني، دون أن يرتفع صوت من هنا او هناك، ليوقف هذه الاعتداءات عند حدها، بينما يرتفع أعلى وأعلى صوتًا يغذيه البعض من أجل تطبيع الاحتلال و "العدوان"، و"انتهاك الكرامة العربية"، من أجل مصالح رخيصة، "فإسرائيل" خارج إطار احتلال فلسطين وخارج إعتداءاتها المتكررة على العرب، هي انتهاك واغتصاب على مدار أكثر من سبعة عقود للكرامة العربية بشكل فردي وجماعي فهل يمكن تطبيع فعل الاغتصاب والمغتصب على المغتصبة وأهلها الذين هُددت كرامتهم على مدار عقود؟
أهل فلسطين، والشعب الفلسطيني، الذي يتوق إلى الفعل العربي ويفتقده منذ رحيل الفارس جمال عبد الناصر، أقدر على مقاومة الاحتلال لا بل قادر على تخقيق الانتصارات على هذا العدو، إذا ما حُميت الجهة الخلفية، ووضعت له شبكة أمان دولية -وليس مالية-، بحسب ما يحاول البعض أن يُمنن الشعب الفلسطيني وذلك منذ أهدرت مئات المليارات العربية وغير العربية في أدارة الحرب في سوريا، ولو قدّر أن تُصرف بحكمة ورشد لهزم العرب عدوهم الرئيسي وانتصروا لأنفسهم.

يتصرف بعض العرب اليوم، كالأخ الجبان الذي يحاول التملّص من مسؤوليته تجاه الأخت المغتصبة أو المُعتدى عليها، وهو ما حاولت الأخت تلك ومنذ عقود إخفاؤه ومحاولة حماية كرامة إخوانها عبر تحمل مسؤولية مجابهة الاحتلال، والذي يعتبر من أكبر المؤامرات العالمية التي شارك في إيجاد دول عظمى، ولا زالت الولايات المتحدة تفعل وبتواطؤ بعض الإخوة العرب أو همتهم، تمامًا كما يفعل في الأخت المغتصبة فعلًا، إما تقتلها حفظًا للشرف، أو غدرها بتزويجها للمغتصب والمعتدي.

أخيرًا وكي لا أطيل أكثر، إن موقف العرب من قضية فلسطين واعتداءات "إسرائيل"، على سوريا، ولبنان وغيرها، ليست موقفًا رسميًا عربيًا فقط، بل هو موقف عز وكرامة وشرف لكل شريف وعربي يحمل الدماء العربية في غروقه، ومن الظلمة ينبثق بعض النور، وهو ما يمثله موقف رئيس البرلمان الكويتي، الذي يعتبر الصوت الأعلى والهادي لمجابهة "إسرائيل" وتمامًا كما أصوات ملايين العرب الامراء والشرفاء من حول العالم.

 

​​​​​​بقلم الأسير الصحفي : منذر مفلح

سجن ريمون