الأسير الصحفي الرفيق منذر خلف مفلح من قلب زنزانته يكتب

هل الكورونا مؤامرة؟؟، بقلم الأسير الصحفي منذر مفلح

2de7d297b34d817cc288a9385ed6840b

هل الكورونا مؤامرة ؟ - بقلم الأسير الرفيق الصحفي منذر مفلح - مركز حنظلة للأسرى والمحررين.

يأتي هذا المقال للإجابة على كم هائل من الأسئلة والاستفسارات التي يثيرها السؤال، ولا تقدم إجابة نهائية، وهو المفضل ذلك أن الإجابة يجب أن تثير فينا جميعًا رد فعل لاتخاذ موقف أكثر عمقًا من مجرد الإجابة على السؤال.

والجواب الإبتدائي للسؤال، العنوان، هو مكرر وقد تفيد التشكيك في اللغة العربية، ومن التأكيد أن لها مرادف في كافة لغات العالم، ولكن من المهم أن نضع تحت "ولقد" هذه مجموعة كبيرة من الملاحظات "أيضًا" قد تساعد في بلورة اتجاهات لبلورة ردود أفعال تجابه تأثيرات الكورونا، وتاليًا مواجهة هذه المؤامرة إن وجدت.

ومن الملاحظات التي يجب أن نسجلها هنا هي:-
١. أن الفيروس قد ضرب العالم أجمع، وتحديدًا من الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية، ومن المهم ملاحظة أهمية هذين الجانبين "الاجتماعي والاقتصادي" باعتبارهما بنية تحتية لتشكيل سياسي عالمي جديد، أو تطوير القديم.
٢. أن الفيروس أصاب الجميع، ولكن من الملاحظ ذكاء  هذا الفيروس وتوائمه مع نظريات الهندسة البشرية، ونظريات مفكرين اجتماعيين عنصريين من أمثال مالتوس، ونظرية الإنتخاب الطبيعي، أو الارتقاء لداروين، حيث كافة الأغنياء والرؤوساء الذين أصيبوا قد شفوا، بينما أصاب الفيروس في مقتل كلًا من الفقراء وكبار السن والمرضى، وقليلي المناعة والمرضى وهم من تصفهم النظريات الحمائية والرأسمالية ، بالمستهلكين وعديمو المنفعة، وقليلي الإنتاج، ومن تستهدفهم الميزانيات الطائلة للضمان الاجتماعي والتأمين الصحي والاجتماعي، ويحوزون على صناديق ائتمانية بالمليارات ترهق ميزانيات الدول.
٣. أن الفيروس جاء متوافقًا مع تقديرات كافة الخبراء والمختصين الاقتصاديين، مع التنبؤ بأزمة اقتصادية رأسمالية عالمية ٢٠٢٠  لها ذات التأثير على الاقتصاد العالمي، وبهذا أخفى الفيروس عثرة الرأسمالية.
٤. أن الكورونا أصاب الاقتصاد بضربة قاسية، ولكنها أعادت توزيع الثروة، بتركيزها بأيدي القلة الاقتصادية الرأسمالية المالية الصناعية، في حين أفقدت وستفقد الطبقة الوسطى والفقراء.
٥. أن الفيروس مناسبة لنهب الشعوب وثروات الدول وإعادة تركيزها بضمها لرفع مستوى الاستهلاك، لرفع الإنتاج ولاحقًا إعادة الأموال لرؤوس الأموال، والبنوك، وميزانيات الدول.
٦. أن الفيروس أدى لإرتفاع نسب الاستهلاك العالمي، حيث جاءت الجائحة على كافة المنتجات، ومن المتوقع أن تزداد عجلة الإنتاج لتغطية النقص في الغذاء الحاصل من نسب الاستهلاك  العالمية.
٧. أن الفيروس جاء كمرحلة من مراحل الحرب التجارية ما بين الصين وأمريكا. 
٨. أن الفيروس جاء متوافقًا مع شعارات الرئيس الأمريكي التجارية والعنصرية، والسياسات المناهضة للهجرة  في أمريكا وأوروبا. 
٩. أن الفيروس جاء لإعادة ترتيب المفاهيم الاجتماعية بما يتوائم مع السياسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للعصر القادم، الانعزال والفردية والاستهلاك، والتباعد الاجتماعي ... إلى آخره. 
١٠. ضرب النظام الدولي القديم الذى يقوم على الأمم المتحدة المستقلة، وهو ما يؤشر له سياسات أمريكا ضد الأمم المتحدة، والاتفاقيات الدولية، والمؤسسات الدولية قبل الأزمة، وأثنائها وأخيرًا منظمة الصحة العالمية. 
١١. أن الفيروس انتشر في الصين في مدينة ووهان التي تمثل عصب الصناعة الصينية، ومركز لحركة القطارات حول الصين، وبوابة مبادرة طريق الصين العالمية.
١٢. أن الفيروس ضرب الصين كعقاب للشركات الأمريكية "الضخمة" أو العابرة للقارات والتي رفضت إعادة صناعاتها إلى أمريكا بحسب برنامج ترامب الانتخابي.
١٣. أن الفيروس ضرب الصين، وأوروبا، المنافسين الحقيقيين للصناعات الأمريكية.
١٤. أن الفيروس ضرب بشدة كلًا من إيطاليا، فرنسا، أسبانيا، "ونيويورك_أمريكا" وهي الوجهات السياحية الأولى في العالم.
١٥. أن الفيروس ضرب إيران وهي الدولة الخارجة عن الإرادة الأمريكية، والمستهدفة بسياسات العقوبات، والتي تمثل منبعًا نفطيًا متقدم على المستوى الدولي، وتمثل المصدر الأول  للطاقة الرخيصة بالنسبة للاقتصاد الصيني.
١٦. أن الفيروس ليخفي الإخفاق الأمريكي لترامب اقتصاديًا وسياسيًا والتنصل من الاتفاقيات والالتزامات الأمريكية.
١٧. أن الفيروس يعزز قيم سيطرة الدولة، وتجاوز قيم الحريات والديمقراطية، ويعزز قيمة الشركة المعولمة الإنتاج، والعلاقات الاجتماعية المساندة لهذه القيم. 
١٨. أن الفيروس جاء مترافقًا مع التقديرات الاقتصادية والسياسية، ببداية تجاوز الصين لأمريكا إبتداءً من ٢٠٢٠ إلى العام ٢٠٥٠. 
١٩. إن القيم التي أفرزها وسيفرزها الفيروس متطابقة مع القيم العنصرية واليمينية في أمريكا وأوروبا.
٢٠. إن الفيروس سيعزز بشكل واضح ما بين التنمية التي ركزت الرأسمال العالمي بأيديها، وما بين الفقراء الذين يتوقع أن يزدادوا إلى نصف البشرية. 
٢١. أن المؤهلين للفقر هم ضعفاء المركز الرأسمالي، وفقراء الشرق والدول غير المركزية، الذين ستذهب ميزانياتهم إلى ميزانيات الدول الصناعية.
٢٢. أن الفيروس مؤامرة لنهب الثروات العالمية، خاصةً مع تغول الشركات وبعض الدول لإنتاج لقاح للفيروس.
٢٣. أن الفيروس عبارة عن قمة التنافس الاحتكاري مابين الدول الرأسمالية الغنية.
٢٤. أن الفيروس قد عزز صورة النظام والاقتصاد الصيني، وسيعيد ترتيب العالم جيوسياسيا، خاصة مع تعزيز صورة النظام الروسي، وإعادة انتشاره في أوروبا الشرقية، إيطاليا، أسبانيا، صربيا ... إلى آخره.
٢٥. أن الفيروس ترافق مع مقررات البرلمان الروسي لتحديد صلاحية النظام الرأسمالي الروسي حتى ٢٠٣٦ ، وقد عزز قيم النظام  الرئاسي الفردي الذي يمثله بوتين في روسيا.
٢٦.أن نشر الأوبئة والفيروسات قد استخدمه الاستعمار الأوروبي في كل أنحاء العالم في العصر الاستعماري ضد الشعوب المستعمرة. 
٢٧. أن الحرب البيولوجية والأوبئة استخدمت في القرن الماضي في الحربين العالميتين الأولى والثانية.
٢٨. أن الفيروس جاء مترافق مع مع العام الانتخابي للرئيس الأمريكي، ويعزز أو يشرعن كافة سياساته بالنسبة للحمائية والهجرة غير الشرعية لأمريكا، وغيرها من السياسات الدولية.
٢٩. أن الفيروس كشف ظهر الرأسمالية، ولكنه سيعيد تعزيز مرحلة جديدة من الرأسمالية أو طور جديد من أطوارها. 
٣٠. سيعزز الفيروس من قوة الدول القوية عالميًا واقتصاديًا وصناعيًا. 

هذا غيض من فيض الملاحظات، التي حتمًا يمتلك المتابعين الآلاف منها، والتي يجب أن تقدم كي تثير حالة من التفاعل الإنساني لتلافي الآثار المترتبة على فيروس كورونا ولمجابهة إمكانيات المتآمرين إن وجدت مؤامرة، التي لا  نعيزها لطرف بعينه، ولكن الملاحظ تراصف مجموعة من الملاحظات التي تشير إلى أن الفيروس يمثل حالة من الذكاء في الزمان والمكان والتوقيت، والإحتيازات التي تحقق مجموعة من مصالح لطرف على حساب الأطراف الأخرى في العالم، وخاصةً الفقراء والدول الضعيفة. 

فهل الكورونا مؤامرة ..؟؟

 

بقلم الأسير الصحفي/ منذر مفلح 

سجن ريمون