الأسير الصحفي الرفيق منذر خلف مفلح من قلب زنزانته يكتب

مجتمع إنساني بدرجة صفر، بقلم الأسير الصحفي منذر مفلح

2de7d297b34d817cc288a9385ed6840b

مجتمع إنساني بدرجة صفر - بقلم الأسير الصحفي منذر مفلح - مركز حنظلة للأسرى والمحررين

تسعى "إسرائيل" دومًا للتأكد من حصولها على علامة ممتاز في الإمتحان الإنساني، وتضع نتيجة هذا الامتحان كنيشان للتصديق على إنسانيتها لتؤكّد لذاتها وتذكّر مجتمعها أنها تحصل على علامات عالية في الجانب الإنساني.

إسرائيل كطالب غشاش، تحصل على العلامة الجيدة، ولكنها تطبقها بدرجة صفر، خاصة تجاه الآخرين الفلسطينيين في داخل المجتمع، فالإنسانية لا تُطبّق تجاه الذات، وإنما تجاه الآخرين، فلا يمكن أن تكون إنساني تجاه نفسك، ومجرم بحق الآخرين، فإسرائيل مجتمع إنساني بدرجة صفر.

لقد ماطلت إسرائيل في فحص وعلاج المجتمع العربي داخل إسرائيل، وتستغل العامل الفلسطيني في أسوأ ظروف العمل، حيث سمحت للمرة الأولى للعامل الفلسطيني بالبقاء في داخل الخط الأخضر، فقط لاستخدامه بشروط عمل سوداء ولوضعه أمام مصيره، بينما اخضعت العمال الإسرائيليين لحظر التجول، وفي ذات الوقت تستخدمهم لابتزاز المجتمع الفلسطيني والضغط عليه.

والأمر ذاته ينطبق على الأسرى في السجون، فإسرائيل تسعى لتأمين سجانيها وظباطها وضمان عدم إصابتهم، في حين تُخضع الأسرى لشروط حياتية قاسية، تتمثل في منع المنظفات والمعقمات وتقليصها، ومنع توفر شروط صحية ملائمة لمواجهة فيروس كورونا، والإصرار على الاحتفاظ بالأسرى كبار السن والاطفال والنساء.

لقد أطلق الإنجليز أو الرجل الأبيض على الأوبئة التي قتلت الآلاف من الهنود بالأوبئة البديعة، ولعل الإسرائيليين يتمنون بقرارة أنفسهم أن يكون الكورونا ويزيح عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وعلى ذلك يخضعون الأسرى لشروط إنسانية قاسية علَّ "الوباء البديع" أن يفترسهم بفعل الظروف، ولربما تستهدي للقاح جديد تصنع منه تجربة نجاح فريدة على جثامين الأسرى الفلسطينيين.

بقلم الأسير الصحفي/ منذر مفلح
سجن ريمون