اللجنة الاعلامية للجبهة الشعبية في سجون الاحتلال تكتب

تَوَقعَ مولوداً ذكراً.. فحكمه الاحتلال ادارياً

860x484

من الطرائف في القرن الواحد والعشرين والتي تستفز مشاعر البشر والحجر وتعطي دليلاً آخر على عنصرية الاحتلال ونازيته، استهدف حتى الأسماء في وسط البلدات العربية القريبة من مدينة القدس، ومُحاولته قتل معاقل السرور في نفوس الفلسطينيين هناك، تلك الطرفة حدثت في مدينة العيساوية القريبة من مدينة القدس المحتلة حيث تزوج الشاب جمال داري من فتاة، وكغيره كان لديه أمل أن تُنجب له زوجته ولداً ذكراً وخاصة أننا في فلسطين مُجتمع ذكوري نُفضل دائماً أن يكون أبناؤنا ذكور، فاستبق جمال الأحداث وطلب من أصدقائه في الحي مناداته باسم "أبو القسام" وذلك وفاءً للقائد السوري الذي حارب الاحتلال في فلسطين واستشهد لأجلها "عز الدين القسام"، وعند بلوغ ذلك الرأي الكامن في نفس جمال الى المؤسسة الأمنية الصهيونية أصدرت أمراً باعتقاله وحكمته حكماً إدارياً، والملف السري يحتوي محاولة نشر أسماء الشهداء  بين الجماهير.

وبعد أن أمضى ستة شهور خرج ليجد زوجته على مقربة من الانجاب لكن ما تحمله كانت أُنثى، وما نال عليه حكماً إدارياً لم يكن سوى اُمنيه لم يُحققها القدر حيث أنجبت زوجته بنت، وفي تلك الفترة الزمنية قام الاحتلال بقتل المُسعفة البطلة الشهيدة رزان النجار في قطاع غزة والتي أصابتها طلقات الجنود الحاقدين في ظهرها فتجاوزت القلب وفارقت الحياة الى علياء المجد، ومن بعدها أصبحت ابنة جمال هي "رزان" وفاءً للشهيدة ولم يثنه الاعتقال والحكم.

وبهذه الطرفة التي توضح حجم المُعاناة لشعبنا الفلسطيني، لنُدرك تماماً حجم الاستهداف الذي يُمارسه الاحتلال وذلك لإلغاء الذاكرة الفلسطينية حتى من الأسماء التي تُحفز شباب فلسطين على النضال، ولذلك علينا الانتباه حتى من أصغر سلوكيات وممارسات هذا المُحتل الغاشم.

 

اللجنة الإعلامية