بقلم اللجنة الاعتقالية لمنظمة الجبهة الشعبية في سجون الاحتلال

إضاءات على إحياء المناسبات الوطنيّة في المعتقلات "منظمة الجبهة الشعبيّة في الأسر نموذجاً"

666caa6f144416a11decba73b315f113

إضاءات على إحياء المناسبات الوطنيّة في المعتقلات

منظمة الجبهة الشعبيّة في الأسر نموذجاً

 

إنّ إحياء المُناسبات الوطنيّة داخل المعتقل يُعبّر عن ممارسة الحركة الأسيرة للرؤية والبرنامج الوطني النضالي تأكيداً على أنّ المُعتقل ساحة نضالية مُشتبكة، والحركة الأسيرة امتداداً للحركة الوطنية وجزءً من فعل الشعب الفلسطيني النضالي، ومساهمة مباشرة بالنضال عبر الدفاع عن حيّز الذاكرة والثقافة الوطنية، تجد تجلّيه بأحد أشكاله بإحياء المناسبات الوطنية من يوم النكبة والأرض ويوم المرأة والأم ويوم الشهيد وانطلاقات قوى العمل الوطني والإسلامي، حيث يعتبر هذا الفعل تأكيداً على أنّ جدران المُعتقل بسجّانيه لم تستطع أن تنتصر على المعتقل ولن تتمكّن منه.

 

منظمة فرع السجون/ وقفات سنوية:

تعتمد منظمة فرع السجون عدد من المناسبات يتم خلالها رصد برامج لإحيائها، في مقدمتها يوم النكبة، حيث برز عام 2016 فعالية تحويل أسماء الخلايا والمنظمات والمعتقلات داخل السجون على أسماء قرى ومدن فلسطينية مُهجّرة، وإحياء يوم المرأة من خلال عقد الجلسات وإرسال البرقيّات للجان المرأة، ويوم الشهيد الجبهاوي، وهذه الفعالية المُتعلقة بالشهداء يتم القيام بها شهرياً، حيث تُعد نشرة دوريّة حول الشهداء كل شهر وفي يوم الشهيد يتم التركيز دورياً على سيرة كوكبة من الشهداء، كذلك إحياء ذكرى رحيل المؤسس الأمين العام الأسبق جورج حبش وعقد فعالية ثقافية على مدار أسبوع تتعلق بالحكيم وتتناول قضايا راهنة، واعتمدت منظمة فرع السجون هذه المناسبة لتخريج الدورات كل عام التي يجتازها الرفاق، بالإضافة إلى إحياء ذكرى استشهاد الشهيد القائد أبو علي مصطفى الأمين العام السابق للجبهة الشعبية والذي بسيرته ومسيرته مثل الشرط القيادي، وإضافة لذلك يتم إحياء ذكرى استشهاد القائد وديع حداد عبر فعاليات متعددة، وهذا العام كما كل عام تُطلق منظمة فرع السجون أسبوع ثقافة المقاومة تحت شعار نحو ترسيخ الوعي الثوري في ذكرى استشهاد الأديب والمُقاتل غسان كنفاني، اضافةً الى فعالية الانطلاقة المميزة كل عام.

 

وقفات يتصدرها العنوان الثقافي وفعل نضالي:

إنّ المهمة داخل المعتقل تحديدها وإنجازها ليس بالأمر اليسير، ففعالية مثل إحياء ذكرى غسان تحتاج إلى إعداد الجلسات مكتوبة وخطة الأسبوع والبيان وإرسالها إلى مُختلف المعتقلات وهذا ما يستدعي الاستعداد لها قبل شهرين على الأقل، ومهمة حماية الأوراق وإخفائها وإبعادها عن يد السجان والتمكّن من نقلها مهمة بحد ذاتها، وتمتاز هذه الوقفات في المناسبات المختلفة بأنها ثقافية توعوية بامتياز، عبر الجلسات المتعددة يومياً والتي يُطرح خلالها عناوين متعددة والقراءة الذاتية والكتابة للمجلة الحزبية الداخلية وغيرها من الفعاليات.

 

تحدي للروتين وتأكيداً على الامتداد:

إنّ الأسر تجربة روتين يومي تفاصيل دقيقة والقدرة على التأقلم تعني بإحدى جوانبها الإبداع، لما يعنيه من وعي للواقع وخصوصيّته والتعامل معه، وهنا تبرز الحاجة إلى البرنامج الفاعل والمهمات التي تأخذ جزءً منها إحياء المناسبات الوطنية والتي تؤكد من جهة على أنّ الحركة الأسيرة امتداداً للحركة الوطنية، وأنّ لا قوة تستطيع اقتلاع المعتقل من تربته وحاضنه شعبه، وهذا ما يتجلّى من خلال نقل نشاط وفعل وإحياء لمناسبة على المستوى الوطني إلى واقع الأسر بخصوصيّته، يُمثّل ذلك رسالة للسجان وسقوط مشروعه من جعل المعتقل موقع ردع ورسالة ذاتيّة لكل معتقل بالأهمية والإمكانية والقدرة على الصمود، ورسالة إلى جماهير شعبنا بأنّ الأسرى سيبقوا صامدين.

إنّ تجربة الاعتقال تحمل بين طيّاتها العديد من الأمور والمحطات منها إحياء المناسبات والتي تعتبر فعلاً نضالياً بامتياز.