ثوروا فلن تخسروا سوى القيد والخيمة

الواقع الكردي بقلم الأسير محمد رمضان

المصدر / ​خاص مركز حنظلة للأسرى والمحررين_ بقلم الأسير محمد رمضان

تمرّ القضية السورية والكردية بأصعب مراحلها وتحديداً بعد الغزو التركي الجديد على مدينة عفرين الواقعة شمال غرب سوريا والتي يقطنها بشكل أساسي المكوّن الكردي، فسوريا التي احتضنت الأكراد على مدار السنين تحوّلت من لاعب إقليمي مؤثر إلى ملعب تتصارع فيه قوة تعتقد بأنّها صاحب وصاية على شعوب هذه الأرض وفي مقدمتها أمريكا وتركيا ودول الخليج المتمثلة بسعودية وأخواتها، فتركيا اليوم ومن خلال سلطانها  رجب الطيب أردوغان الذي يُراهن على إعادة أمجاد أسلاف العثمانيين والتي أدخلت المنطقة العربية وأجزاء من أسيا وشمال أفريقيا ببحر من الظلمات على مدار خمس قرون.

فالدولة التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية الإسلامي قامت وعلى مدار ثمانية أعوام بدعم الجماعات الإرهابية واستضافة عدد كبير من قادتها السياسيين والعسكريين في إسطنبول، وتقديم الدعم المادي واللوجستي لها جاعلة من نفسها ورقة ضغط لنظام السوري والمجتمع والدولي معاً، مبررة لنفسها حق التدخل في الأزمة السورية تحت راية حقوق الإنسان فالجيش السوري الحر المدعوم  من قِبل النظام التركي والدول الإمبريالية تحوّل من دولة مقاتلة ضد الدولة السورية إلى قوة تعمل تحت الطلب الغربي والتركي.

فقوات سوريا الديمقراطية حديثة الـتأثير أعطت درساً لتركيا وعملاءها في صمودها الأسطوري في مدينة كوباني (عين العرب) التي أصبحت أيقونة النضال الكردي فالكل كان يُراهن على سقوط هذه المدينة أمام التغلغل السرطاني الداعشي المدعوم من قبل تركيا التي سهلت له الدخول عبر حدودها، وبعض الأنظمة العربية الرجعية فسقطت كل الرهانات وصمدت كوباني بفضل أبناءها من مقاتلين ومقاتلات واليوم عادت عفرين لتكرر حالة الصمود في وجه أردوغان وجيشه الفاشي، سيعلم الشعب السوري والكردي، ووحدة الأرض السورية، وبقيت وحدات حماية الشعب ترفض الاستسلام والاملاءات عليها من قبل كان من كان رغم وجود بعض التحفظات على عمل هذه الوحدة وتحديدا الدعم الأمريكي المؤقت في الولايات المتحدة الأمريكية تحاول اليوم أن تأخذ حصة لها من ثروات الشعب السوري ومن هنا نقصد حقول النفط والغاز في دير الزور من خلال اللعب بالورقة الكردية ودجها بالصراع الدائر هناك.

فالمطلوب اليوم الصمود في معركة عفرين وتوفير مقومات صمود للكرد والعرب وإنشاء حاضنة شعبية وعدم الرهان على الدعم الأمريكي  والوقوع في فخ التسوية، فخيار المقاومة ضد العدو الأزلي موجود لدى كل كردي حر مؤمن بعدالة القضية وحتمية الانتصار، ولا بد أن نستذكر حكيم الثورة الفلسطينية الدكتور جورج حبش عندما قال " ثوروا فلن تخسروا سوى القيد والخيمة" وجه كلامه إلى كافة الشعوب المضطهدة والتي ما زلت ترضخ تحت نيل الاحتلال والتي تسعى إلى التحرير وتقرير مصيرها وجاء موقف القائد عبد أوجلان مطابقاً لموقف الحكيم عندما حظر من خطر الإمبريالية العالمية وعلى رأسها أمريكا فالبيت الأبيض وقف صامتاً على مدار عشرات السنين بحق المجازر التي ارتكبتها تركيا بحق الأكراد فرج آغا أصبح عنواناً لصمود في وجه كل من تسول له نفسها  تجاه حقوق الشعب الكردي وارادته السلمية الرافضة  لتبعية الغربية.