السجن وجهان زماني، ومكاني

يكتب الأسير وليد دقة خاطرة بعنوان ارشادات للشباب أو نصائح لسجين العربي المبتدأ

المصدر / ​خاص مركز حنظلة للأسرى والمحررين

اعلم بأنّ السِجن وجهان

وجه زماني وآخر مكاني.

والسِجنْ الفعلي ليس مكاناً أو أسواراً أو أسلاكاً شائكة تفصلك عن باقي الأمكنة، فهذه العوائق المكانيّة ستتخطاها يوماً بعقلك أو بمخيلتك.

السِجنْ الحقيقي هو زماني، ومعيقاته زمنيّة تفصلكَ عن حاضر عصرك.

وبهذا المعنى سِجنّك هو: الأمْنية، والجهل، والتخُلفْ، والتعصُب، والعنصريّة، والتطّرفْ، والمعتقدات، والعادات البالية، والرجعيّة وهي أخطر السجون.

وسِجنّك حاكِم مُستبد: ومُحتل غَاصِب. ورجل شرقي اختزل الرجولة بالفحولة، دون حرج مع أنّ للماعز تيس.

ورجل دين غيب عقله فلا يرى في نصفْ المجتمع إلاّ عورة، والنصفْ الآخر يراقبها.

والماضي وحاضرنا كالسجن من العرب والشرق عموماً:

 المرأة والشباب والمختلف لوناً، وجنساً، وعرقاً، وديناً، ورأياً، ومعتقدات.

والمستقبل وهذا الأخير المستقبل هو الأقدم سجين عربي ولقد حان الوقت لتحريره.

المستقبل لا يحرر بعفو رئاسي ولا بصفقة تبادل.

 المستقبل يرفُض استبداله بشئ حتى بحريّة عابرة.

حريّة الجسد، ولا يرى بنفسه مذنباً لكي نعفو عنه.

المستقبل يحرر بالجهد، وبالاجتهاد، بالعلم، والثقافة، والوعي والعقل كثيراً من العقل.

المستقبل هو الحريّة والحريّة هي الوطن.

والوطن الذي لا يحكمه العقل هو الجحيم بعينه.

وحين يغيب العقل لا فرق بين أنّ تكون داخل أسوار السجن أو خارجه.

العقل هو أداه حفرك تحت أسوارهم لتصنع نفقاً تحرر به المستقبل.