مجموعة وديع حداد الخاصة نفذت عملية تصفية زئيفي

(17 أكتوبر) زغرد كاتم الصوت، الأغنية الأشهر التي رافقت ذكرى العملية البطولية وانتشرت في كل ارجاء الوطن، "حنظلة" ينشر قصتها، كلماتها وكيف انتشرت؟

المصدر / أمل الطناني – مركز حنظلة للأسرى والمحررين

لا يستطيع أي من أبناء شعبنا وبالأخص من عايش فترة انتفاضة الأقصى أن يتذكر العملية البطولية التي نفذتها (مجموعة وديع حداد الخاصة) التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وجناحها العسكري كتائب الشهيد أبو علي مصطفى باغتيال وزير السياحة الصهيوني المتطرف (رحبعام زئيفي) رداً على اغتيال الأمين العام للجبهة الشعبية آنذاك أبو علي مصطفى، إلا وان يتبادر إلى ذهنه مباشرة الأغنية الشهيرة (17 أكتوبر ، زغرد كاتم الصوت)، ما قصتها؟ أين كتبت كلماتها؟ ومن وضع اللمسات الأولى من لحنها؟

مركز حنظلة للأسرى والمحررين تواصل مع الرفيق الذي آثر عدم ذكر اسمه لرغبته بأن تبقى كلمات الأغنية ملكاً لكل من شارك ولو بحرف فيها بالمعنى الجماعي حتى وأن كان له اللمسة الأبرز في كتابة كلمات الأغنية ونشرها، ليحاوره ويروي لنا قصتها التي أيضا هي الأخرى مرت بظروف شبيهة بكل ما يعانيه أبناء شعبنا الفلسطيني في صراعه مع المحتل.

 استهل الرفيق حديثه لـ"حنظلة" بالخلفية التي سبقت بداية وضع الكلمات، موضحاً أنّه كان قد عايش لحظات الغضب والشعور بالألم باستشهاد الأمين العام أبو علي مصطفى واغتياله بصواريخ الحقد الصهيونية التي أطلقتها طائرات الغدر الصهيونية باتجاه مكتبه بمدينة رام الله مع بدايات انتفاضة الأقصى وحالة الغليان التي سرت في عروق كل الغيورين من أبناء شعبنا الفلسطيني.

مستكملاً، أنّه ووسط كل هذا الغضب، أطل خليفة أبو علي مصطفى، الأمين العام الجديد للجبهة الشعبية خلال مهرجان إحياء الذكرى الأربعين لاستشهاد رفيقه، ويردد كلماته والتي كنا واثقين أنها ستكون قولاً وفعلاً كما تعودنا على نسور الجبهة (الرأس بالرأس) كانت مفتاح الرد واشارته، وما كانت إلا أيام بسيطة حتى سمعنا جميعاً الخبر الذي تصدر كل وسائل الإعلام بالعالم، تصفية وزير صهيوني متطرف في فندق بالقدس المحتلة وانسحاب المنفذين.

يكمل الرفيق حديثه لـ"حنظلة" ويقول كنا جميعاً منذ البداية واثقين أن هذه لمسات نسور الجبهة وان كلمات أميننا العام تحّولت إلى رصاصات تصيب رأس الحاقد زئيفي، ولكن ترثنا بانتظار إن تقول الكتائب كلمتها الفصل، وما هي إلاّ ساعات حتى خرجت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى معلنة انها قد نفذت حكم الشعب واطاحت برأس المجرم زئيفي، التزاماً بقرار قيادة الجبهة بأن الرأس بالرأس وما كل الرؤوس سواء.

وحول البدء الفعلي بكتابة كلمات الأغنية يقول الرفيق، انه وبعد فترة من كل هذه الأحداث، تعرض للاعتقال في سجون الاحتلال وقد كان يهوي كتابة الكلمات والشعر والأغاني، وفي أحد الأيام بينما كان في زنزانته (السجن النقب الصحراوي)، بدأ يدندن ببعض الكلمات حول عملية اغتيال زئيفي على شكل أغنية (بـ17 أكتوبر زغرد كاتم الصوت) ، ليسمعه رفيق آخر كان يتشارك معه غرفة السجن (قسم هـ) ، ويبدأ يكمل معه في الكلمات، ولتشارك كل الغرفة.

 في الإضافة واستكمال الكلمات ودندنة النسخة الأولى من شكل وطريقة غنائها "مقترح لحنها" أمّا في أول محفل خرجت الأغنية بشكلها المبدأي فقد أوضح الرفيق لـ"حنظلة" أنّه في أحد الأيام كان لهم رفيق في الأسر قد حان موعد إطلاق سراحه، وكعادتهم الأسرى بدأوا بالاحتفال معه لتوديعه وهو منطلقاً نحو حريته، وصدحت الغرفة بالأغاني الوطنية، ومن ضمنها فقد بدأوا بغناء 17 أكتوبر، فنالت إعجاب واستحسان كل الرفاق الذين ابدوا إعجاب رائع بها، فاقترحوا أنّ يتم تعميها على كل السجون لتكون جزء من تراثنا الفني والأغاني التي يتم ترديدها في الفعاليات والأنشطة التي ينفذها الرفاق في السجون، وهنا بدأنا كخلية النحل نكتب كلمات الأغنية على كبسولات ليتم تهريبها لباقي السجون ولتنتشر الأغنية بين الأسرى كالنار في الهشيم، وبدأ الرفاق يتفاعلون، فأقترح احد رفاقي من نابلس أن نضيف الشهيد عماد مبروك وبطولته في التصدي للاحتلال ولضباط المخابرات واستشهاده، ومن ثم توالت المقترحات لإغناء الكلمات حتى وصلت لشكلها النهائي مستعرضة في كلماتها جزء كبير من خطوات تنفيذ العملية وتأريخها بشكل مميز مع تسليط الضوء على بطولة الرفاق المخططين والمنفذين عاهد ابر غلمى ومجدي ومحمد الريماي وباسل الأسمر وحمدي القرعان

أمّا عن خروج الأغنية للعلن والعالم الخارجي، يقول الرفيق، لقد كنت على موعد مع حريتي بعد أن قضيت محكوميتي، وهنا قد تعهدت لرفاقي أني سأعمل على أن يتم تسجيل الأغنية ونشرها، وبالفعل فور خروجي توجهت لفرقة الهدف الفنية، وأعطيتهم كلمات الأغنية واللحن المقترح، وفعلاً فقد تم تسجيلها ونشرها، وقد تفاجئنا جميعاً من حجم انتشارها الواسع جداً داخل فلسطين وخارجها حتى أنها أصبحت جزء لا يتجزأ من أي فعالية وطنية، وقد تم ترديد كلماتها في عدد من المسيرات والمظاهرات التي كانت تنطلق في أزقة المخيمات وفي شوارع المدن. جدير بالذكر ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قد أعلنت في الـ17/10/2001م عن مسؤوليتها عن تصفية المجرم الصهيوني المتطرف "رحبعام زئيفي" في فندق حياة ريجنسي بالقدس المحتلة، رداً على اغتيال امينها العام ابو علي مصطفى، وتفيذاً لحكم الشعب الفلسطيني بإعدام احد أهم منظري سياسة الترانسفير الصهيونية الداعية إلى تجهير كل العرب من أرض فلسطين.