الأيّام القادمة تفصلنا عن معركة..

تقرير: استهدافٌ متواصل للقائد أحمد سعدات.. واشتباكٌ متصاعد يخوضه أسرى الشعبيّة

أحمد سعدات.jpg
المصدر / بوابة الهدف الإخبارية

مركز حنظلة_غزة

تواصل إدارة مصلحة سجون الاحتلال الصهيوني، حملتها الشرسة ضد كوادر الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين وفي مقدمتهم الأمين العام الأسير القائد أحمد سعدات، حيث أقدمت عصر الأوّل من أكتوبر الجاري على نقل سعدات وعدد من الرفاق من قسم (5) في سجن "ريمون" إلى قسم (10) في سجن نفحة بشكلٍ مفاجئ، إذ صاحب ذلك إجراءات تنكيليّةٍ تؤشّر على أيامٍ حبلى بالتوتّر والمواجهة داخل السجون.

فور عملية نقل كوادر الشعبيّة من سجن "ريمون، سادت حالة من التوتّر في جميع أقسام الجبهة الشعبيّة داخل السجون، حسبما أفاد مركز حنظلة للأسرى والمحررين، والذي أشار إلى أنّ هذا النقل يأتي في سياق مواصلة سلطات الاحتلال لإجراءاتها التنكيليّة بحق أسرى الشعبيّة وتصعيد الحملة القمعيّة بحقّهم.

اشتباك متواصل تخوضه منظمة الشعبيّة في السجون

يقول مسؤول مكتب الشهداء والأسرى والجرحى في الجبهة الشعبيّة الرفيق عوض السلطان لـ"بوابة الهدف الإخباريّة"، إنّ "هذا النقل والإجراءات القمعية الأخيرة بحق أسرى الجبهة الشعبيّة يؤكّد على استمرار الهجمة والعدوان الممنهج بحق كافة مكوّنات الحركة الوطنيّة الأسيرة، ورفاق الجبهة على وجه الخصوص، إذ ازدادت وتيرة هذا العدوان منذ قرابة العامين، وفي المقابل هناك حالة من الاشتباك المتواصل ما بين مصلحة سجون الاحتلال ومنظمة الجبهة الشعبيّة بكافة كوادرها داخل السجون".

وبيّن السلطان، أنّ "هذه الهجمة الاحتلاليّة طالت إلى جانب القائد سعدات؛ القيادي في الجبهة الأسير وائل الجاغوب، والرفيق القائد عاهد أبو غلمى، ومسؤول مركز حنظلة ودائرة الإعلام داخل السجون الرفيق القائد منذر مفلح، إلى جانب اقتياد عشرات الرفاق الأسرى إلى غرف التحقيق وإلى أماكن مجهولة، بما يؤكّد أنّ الجبهة ومنظمتها داخل السجون تسير على طريق المقاومة ولها تأثير واضح في ساحة العمل النضالي والوطني داخل السجون، وكل هذه الهجمة ومن ضمنها نقل الأمين العام ما هي إلا تصعيدٌ للإجرام سيخلق حالة من الاستنفار الواسع".

الأيّام القادمة تفصلنا عن معركة داخل السجون

وشدّد السلطان، أنّ "ما يتعرّض له الرفيق الأمين العام لن يمر مرور الكرام، لأنّنا في هذا المقام لا نتحدّث عن قائدٍ وطني بحجم أحمد سعدات فقط، بل عن مسيرةٍ نضاليّةٍ وعطاءٍ لا متناهي وشخصيّة مؤثّرة لها تاريخها على مستوى ساحات الأسر وفصائل العمل الوطني والإسلامي، وقامة وطنيّة تحظى باحترام الجميع"، كاشفًا أنّ "الأيّام القادمة تفصلنا عن معركة داخل السجون، ومنظمة الجبهة قالت كلمتها بوضوح شديد وأمهلت إدارة السجون حتى يوم الخميس القادم، بأنّه إذا لم يتم إعادة الرفيق أحمد سعدات وباقي الرفاق إلى القسم الذين نقلوا منه سيكون هناك خطوات تصعيديّة تتمثّل بإغلاق أقسام وإعلان حالة الاستنفار في صفوف منظمة الجبهة على مستوى كافة السجون".

وفي ختام حديثه مع "الهدف"، أشار السلطان، إلى أنّ هذه الهجمة التي تستهدف قيادة الجبهة الشعبيّة، جزء لا يتجزّأ من الهجمة الشاملة على الحركة الوطنيّة الأسيرة، والتي ازدادت بعد تولي المجرم الفاشي والعنصري "بن غفير" ما يُسمى وزارة الأمن القومي، وفي حال لم تتوقّف هذه الهجمة؛ سيكون هناك برنامج نضالي واسع وشامل حتى يتراجع الاحتلال عن هذا العدوان".

المطلوب اليوم.. هو المطلوب في كل يوم

يتوهّم الاحتلال من خلال هذه الهجمة على الأمين العام للجبهة الشعبيّة ورفاقه داخل قلاع الأسر، أنّ بإمكانه كسر إرادة الصمود والمقاومة فيهم، لا سيما وأنّ الأمين العام ورفاقه حقّقوا في السجون انتصاراتٍ متواصلةٍ على السجّان، وفي محطاتٍ نضاليّةٍ مختلفة.

من جهته، أكَّد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس، أنّ "عمليات القمع التي تجري بشكلٍ متواصل ويتم تدويرها على كافة السجون لها هدف رئيسي غير المعلن عنه، لا سيما وأنّ سلطات الاحتلال تدّعي دائمًا أنّ الاعتبارات الأمنيّة هي التي تحكم مواقفها وتحرّكاتها تجاه الأسرى، ولكنّ الحقيقة أنّ الهدف الأساسي هو خلق حالة من عدم الاستقرار واستنزاف طاقة الأسرى؛ وضخ شعور لدى الأسرى بأنّهم في دائرة الاستهداف على الدوام، وهذا ما حدث قبل أيّام بعد أن قمعوا الأسرى في قسم 5 بسجن ريمون ونقلوهم، واليوم هاجموا 3 أقسام أخرى في سجن جلبوع، ولا نعرف أين ستكون الهجمة القادمة".

وبيّن فارس خلال حديثٍ مع "بوابة الهدف"، أنّ "بن غفير يحاول أن يخلق حالة من الاحتقان والتوتّر الدائم داخل السجون، وفي هذا السياق تقع عملية القمع التي تعرّض لها الأسرى في قسم 5 بسجن ريمون"، لافتًا إلى أنّ "المطلوب اليوم هو المطلوب في كل يوم. نحن في صراع متواصل مع الاحتلال؛ وهذا الصراع يأخذ أشكالاً وصورًا مختلفة، لذلك علينا مواصلة النضال والعمل في مواجهة الاحتلال وخاصّة السياسات التي تحاول مصلحة السجون فرضها وإملاءها على الأسرى".

كما شدّد فارس خامتًا حديثه، أنّه "لا يوجد وصفة سحرية من أجل وقف إجراءات الاحتلال، ولكن كل إجراء يتم اتخاذه بحق أسرانا يجب أنّ نقابله بردٍ مناسب حتى تكون هناك معادلة جديدة يتوقّف بموجبها الاحتلال عن استهداف الأسرى والتنكيل بهم صباح مساء".

وفي الإطار، رأى ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لجنة الأسرى للقوى الوطنيّة والإسلاميّة في قطاع غزّة ياسر مزهر، أنّ "سياسة بن غفير والهجمة المستمرة على الأسرى كان آخر فصولها اقتحام سجن ريمون ونقل القائد الكبير أحمد سعدات ورفاقه إلى سجن نفحة، وهذه التنقلات تهدف من ورائها إدارة مصلحة السجون إلى عدم استقرار الأسرى داخل السجون، وهذا ما فعلته مع قرابة 2000 معتقل تم نقلهم منذ تولي بن غفير لوزارة ما يُسمى الأمن القومي في كيان الاحتلال".

ما هو المطلوب لإسناد الأسرى ولجم "بن غفير"؟

وأردف مزهر خلال حديثه مع "بوابة الهدف"، أنّ "عمليات النقل سيكون لها ردّة فعل عند الأسرى، وسيكون لهم خطوات للرد على هذه الهجمة الغير مسبوقة وخاصّة عندما نتحدّث عن قامةٍ وطنيّةٍ كبيرة لها حضور داخل سجون الاحتلال بحجم القائد أحمد سعدات الذي جرى نقله بشكلٍ تعسفي، فيما يأتي هذا الاستهداف وكأنه بشكلٍ متعمّد ونحن نعيش في أجواء ذكرى عملية السابع عشر من أكتوبر البطوليّة، حيث يشن الاحتلال هجمة ممنهجة وغير مسبوقة على رفاق الجبهة الشعبيّة داخل السجون؛ وعلى الأسرى بشكلٍ عام، لذلك سنكون أمام خطواتٍ تصعيديّةٍ للأسرى؛ وبالفعل هناك حوارات داخليّة بين كافة الهيئات القياديّة لكافة التنظيمات داخل السجون للرد على هذه الهجمة ولجم المتطرّف بن غفير وحكومته العنصريّة".  

كما أشار مزهر، إلى أنّ "قضية الأسرى هي قضية إجماع لدى جميع أطياف شعبنا الفلسطيني، ومطلوب دعم متكامل من كافة الجهات سواء المستوى الرسمي أو الشعبي أو الفصائلي، لا سيما وأنّنا أمام حكومةٍ تصدر في كل يوم قرارات انتقاميّة بحق الأسرى والهيئات القياديّة للتنظيمات داخل السجون، لذلك المطلوب أولاً من الأسرى داخل السجون الاصطفاف خلف موقفٍ موحّد من كافة الفصائل من أجل ردع ولجم بن غفير وهذه الحكومة، ورأينا كيف تراجعت مصلحة السجون عن بعض القرارات أمام المشهد الوحدوي الذي سطّره الأسرى داخل السجون في الآونة الأخيرة، وهذا يتطلّب موقف وحدوي متواصل داخل السجون وخارجها، إلى جانب الموقف الرسمي والشعبي الداعم للأسرى حتى لا يتركوا وحدهم".

المقاومة تتابع عن كثب ما حصل مع القائد سعدات

وفي ختام حديثه مع "الهدف"، أكَّد ياسر مزهر، أنّ "أي معركة ستندلع داخل سجون الاحتلال ستنتقل حتمًا إلى خارج السجون، والمقاومة الفلسطينيّة بكافة فصائلها تتابع عن كثب ما يحصل داخل السجون، وتابعت بشكلٍ خاص ما حصل مع الرفيق القائد أحمد سعدات ورفاقه".

الهجمة الصهيونيّة على الحركة الأسيرة وأسرى الجبهة الشعبيّة ليست جديدة، بل متواصلة بأشكالٍ مختلفة ما دام هؤلاء الأسرى يقومون بواجبهم النضالي والطبيعي داخل هذه السجون التي حوّلوها إلى مدارس للنضال والصمود والتحدّي طالما بقيت أبواب السجن موصدة على من قدّموا أعمارهم في سبيل عدالة قضيتهم وحريّة وطنّهم وشعبهم، وكما أرغم أسرى الشعبيّة الاحتلال على فك عزلة الأمين العام أحمد سعدات ورفاقه عاهد أبو غلمي ووليد حناتشة في شهر يونيو الماضي، لن يعدموا الوسيلة لإعادة الكرّة وفرض انتصارهم على "بن غفير" ومصلحة سجونه.

أحمد نعيم بدير مُحرر ومُعد تقارير في بوابة الهدف - غزة