بقلم الأسير: منذر خلف مفلح

مقال بعنوان: وائل الجاغوب.. علامةٌ فارقةٌ، واسمٌ لامعٌ في عالم السجن

منذر خلف.jpg

خاص_مركز حنظلة

يحتار الذي يبتغي الكتابة عن وائل، من أين يبدأ بسرد قصة هذا القائد الاستثنائي، فسيرته لا يمكن اختزالها في هذا النص وهذه المقالة، ولكن من أجل وائل وما يتعرض له اليوم من حملة استهداف تفتحت لديّ قريحة الكتابة، مستهدفًا تحرير وائل من عبء السجن، محاولًا بكل استماتة نقله لعالم الحرية.

وائل الذي لم يكد يغادر سنوات طفولته، إلا وقد تمرس في النضال ليلج عالم السجن منذ شبابه البكر عالم السجن الذي استطاع وائل بجدارة واقتدار أن يروضه، ويُحّوله لساحة نضال، ومضمار قتال ومقاومة، يمارس نضاله الاعتقالي بكل شغفٍ، وهو الذي ما فتئ يكرر "ونحن نمارس نضالنا الاعتقالي داخل السجون، نراكم لبنات للحرية، بل أننا نمارس حريتنا".

فما الذي تقدمه لنا هذه المقولة التي لطالما رددها وائل عن وائل.

قد نختصره بكلمة واحدة "الحر"، رجل سيبقى حر، رغم السجن، ولم ينسَ وهو يمارس حريته ويتمرس في عالم الحرية الذي استبدله بعالم السجن ليتمرس بنضاله الاعتقالي ليتحول لعلامة فارقة، مرجعية تهابها مراكز قيادة مصلحة السجون الصهيوني، واسم لامع لا يمكن تجاوزه.

فاستهدفوه بكل ما استطاعوا من قوة عبر العزل المتكرر والتنكيل، والتنقلات، وجولات التحقيق، بل والتهديد المباشر بالمساس بحياته لنشاطه وحيويته، ونشاط الجبهة الشعبية التي يتكرر التهديد المباشر لقيادتها وكادرها.

ولم تخرج المحاولة الأخيرة لعزل وائل بتهمٍ لا أساس لها من الصحة، إلا محاولة لقمع حضوره الوطني والتنظيمي.

فمنذ أكثر من شهر ووائل يقبع في العزل بظروفٍ معيشية غاية في الصعوبة، وشروط صحية لا تلائم احتياجاته الطبية، حيث يعاني من مرضٍ وراثي نادر يجعله بحاجة لمتابعة صحية وطبية وغذائية مستمرة.

فهل تعتبر المحاولة الأخيرة لعزله محاولة إعدام؟ كما عشرات عمليات الإعدام والاغتيال الصامت وراء جدران السجون الصهيونية؟

الإجابة عن السؤال، أجزم بها شخصيًا، لأنني كنت شاهدًا على حديث أحد ضباط مصلحة السجون، والاسم موثق لدينا، والذي اعتبر خروج وائل إلى المشفى بحالةٍ حرجة من سجن "هداريم" في العام 2022، مناسبة للاستفراد به، واغتياله بحجة عدم مقدرة الجهاز الطبي لما يُسمى مصلحة السجون على تشخيص أعراض مرضه الوراثي النادر.

ومن هنا، فإننا في مركز حنظلة للأسرى والمحررين نوجه دعوة مفتوحة لأوسع تضامن وإسناد مع وائل الجاغوب، والمطالبة بإخراجه من العزل، ووقف استهدافه بالعزل، أو المحاولات المحمومة التي تستهدف اغتياله تحت الحجة المعروفة "مقصلة الإهمال الطبي"، والتي راح ضحيتها عشرات الأسرى، ويعاني منها العشرات، ومنهم الرفيق وائل الجاغوب، ووليد دقة، وعاصف الرفاعي، وموفق العروق، وإسراء الجعابيص وغيرهم.

بقلم عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية، مسؤول لجنتها الإعلامية والثقافية في فرع السجون، مدير مكتب حنظلة للأسرى والمحررين