ندوة غسّان كنفاني تُناقش "قضيّة الأسرى طليعة الكفاحِ الفلسطيني"

ندوة غسّان كنفاني.jpg
المصدر / بوابة الهدف الإخبارية

مركز حنظلة_غزة

عقدت بوابةُ الهدف الإخباريّة ندوةَ الشّهيد غسّان كنفاني التي تُنظّمها دوريًّا؛ وتأتي هذه الحلقة على شرف يوم الأسير الفلسطيني، تحت عنوان: "قضية الأسرى طليعة الكفاح الفلسطيني"، حيث استضافت الندوة عبر تقنيّة "الزوم"، رئيس جمعية نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس من الضفة المحتلة، والمحامي والناشط الثقافي حسن عبادي من حيفا، والأسير المحرر عوض السلطان عضو اللجنة المركزيّة العامة للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين من غزة، فيما أدار الندوة الصحفي أيوب الشنباري من بوّابة الهدف الإخباريّة.

ورحّب الشنباري بضيوف الندوة، حيث بدأ اللقاء بالحديث عن عنوان الندوة ومحاورها، لتبدأ أولى المداخلات للأستاذ قدورة فارس، الذي أكَّد أنّ الاضراب المفتوح عن الطعام هو وسيلة نضالية إنسانية راقية تحتاج إلى قدر كبير من الشجاعة والاستعداد للتضحية والصبر، ويلجأ الأسرى لهذه الخطوة حين توصد في وجوههم كل الأبواب وتضيق نافذة الأمل، وعادةً يلجأ الأسرى لهذه الخطوة لدرء أخطارٍ تحدق بهم، أو من أجل تحسين شروط حياتهم داخل سجون الاحتلال.

وبيّن فارس، أنّ معظم الإضرابات التي خاضها الأسرى خلال العامين الأخيرين كانت من أجل درء أخطار نتيجة لتوجهات فاشية عنصرية داخل كيان الاحتلال ومتوافق عليها بين مختلف الأحزاب الصهيونيّة حتى أولئك الذين يدّعون أنهم معارضة، وذلك من أجل تنفيذ سلسلة إجراءات بحق الأسرى من أجل سحب منجزاتهم التي عُمّدت بالدم وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

كما أشار فارس إلى أنّ هناك أسرى استشهدوا خلال خطوة الإضراب عن الطعام، لذلك فإنّ الأسرى يتصرفون بمسؤولية عالية ولا يتخذون خطوة الاضراب المفتوح مبكرًا، وذلك من أجل التمهيد ومراكمة الخطوات النضاليّة وصولًا للإضراب عن الطعام، ومؤخرًا تصرّف الأسرى وفق تكتيكات مدروسة حتى تم التوصّل إلى اتفاق يقضي بوقف الإجراءات العقابيّة بحقهم.

أمّا المحامي حسن عبّادي، فقد شدّد على أنّ انتصار الأسرى الأخير هو انتصار مؤقّت، لأنّ الخطورة تكمن فيما سيعقب شهر رمضان، حيث من الممكن أن تتجدّد الإجراءات ضد الأسرى، ولكن أهم ما جرى هو وحدة ووحدويّة الحركة الفلسطينيّة الأسيرة داخل السجون، حيث كانت القيادة الموحّدة هي من أعطت المجال للانتصار على السجّان والمدعو بن غفير.

ورأى عبّادي، أنّ النضال الذي خاضه الأسرى مؤخرًا أثبت اقتناع الأسرى أنّه لا مناص سوى وحدة الحركة الأسيرة للتغلّب والانتصار على السجّان، وهذا ما كان واضحًا في تصعيد الأسرى مؤخرًا، لذلك كانت الحركة الأسيرة موحّدة واستطاعت انتزاع ما تم الاتفاق عليه، ولكن رغم ذلك يجب الحذر لأن الانتصار كان جزئيًا ومؤقتًا.

وأضاف عبادي: إدارة السجون بدأت بشن حملة تنقلات واسعة في صفوف الأسرى، والأسرى اليوم على حذرٍ كامل من تجدّد هذه التنقلات أو عمليات القمع الجماعيّة داخل السجون، أو زيادة ممارسة سياسة الإهمال الطبي، والتخوّف الآن هو بدء هذه الإجراءات بعد نهاية شهر رمضان، لا سيما وأنّه لا يوجد محاسبة على هذه الجرائم التي ترتكبها إدارة سجون الاحتلال.

ومن جهته، أكَّد الرفيق عوض السلطان، أنّ الأسرى يعانون بشكلٍ دائم داخل قلاع الأسر، ولكن ما تريده حكومة الاحتلال هو تدفيع الأسرى ثمن نضالهم وتضحياتهم، لذلك تبقى حالة الصراع ما بين الأسرى المناضلين داخل السجون وحكومة الاحتلال الفاشيّة، وهذا الصراع دائمًا ما تكون نهايته انتصار الحركة الفلسطينيّة الأسيرة، والآن الحديث هو حول اتساع دائرة الهجمة على الأسرى داخل السجون مع صعود حكومة يمينيّة فاشيّة تريد الانتقام من هؤلاء الأسرى ومن سجلهم النضالي.

ولفت السلطان، إلى أنّ وصول المتطرّف ايتمار بن غفير إلى رئاسة ما يُسمى "وزارة الأمن القومي" كانت شرارة بدء زيادة الهجمة على الحركة الأسيرة، وبدأ التصعيد على الأسرى داخل السجون، وإعطاء توجيهات لإدارة السجون بسحب منجزات الأسرى داخل السجون والتي تشكّل صمام أمان للأسرى وعهدة بحوزتهم انتزعت بتضحيات شهداء الحركة الأسيرة الذين ارتقوا من أجل تحسين شروط الحياة داخل قلاع الأسر.

وشدّد السلطان، على أنّ هذه الإجراءات دفعت الأسرى لمواجهة ذلك بصمود وعنفوان وصلابة من أجل مواجهة هذه الإجراءات والقوانين العنصرية التي هدفت للنيل من شعبنا وكسر شوكة أسرانا داخل السجون، والمواجهة الحقيقيّة التي مثّلها الأسرى فعلًا لا قولًا هو أنّ الحركة الأسيرة أعلنت عن دخولها في إضرابٍ مفتوحٍ عن الطعام، وهذا الإعلان كان امتداده وترجمته على أرض الواقع من جميع فصائل العمل الوطني داخل السجون، بحيث سبقت قيادات الفصائل قاعدتها داخل السجون، وفعلًا كانت رسالة واضحة للجميع بأنّ الإضراب المفتوح قد بدأ والجميع جاهز لبدء المعركة وخوضها حتى النفس الأخير.

وناقشت الندوة بمُشاركة ضيوفها العديد من المحاور المهمّة تحت العنوان الذي حمله اللقاء، تتابعونها في الفيديو المُرفق للندوة.