أمام مقرّ الصليب الأحمر بغزة.. 

بالصور: مركز حنظلة ووزارة الأسرى ينظمان وقفةً غاضبةً إسنادًا للأسير المفكّر وليد دقّة 

وقفة مع وليد6.jpg

مركز حنظلة_غزة

نظّم مركــــز حنظلـــة للأســــرى والمحرريـــن، ووزارة الأســرى في قطاع غزّة، اليوم الثلاثاء، وقفةً غاضبة، احتجاجًا على صمت المنظّمات الدوليّة على جرائم الاحتلال بحقّ الأسرى المرضى، وآخرهم الأسير المريض المفكّر وليد دقّة "أبو ميلاد".

وشارك في الوقفة التي نُظّمت أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة، أهالي الأسرى وممثّلو القوى الوطنيّة والإسلاميّة.

بدوره، قال الرفيق تامر المدهون من مركز حنظلة خلال الوقفة، إنّنا "نقف اليوم من جديدٍ أمام مقرّ الصليب الدوليّ، للتنديد بجرائم الاحتلال المتواصلة والممنهجة بحقّ الحركة الأسيرة، وخاصّة سياسة الإهمال الطبي، التي تسبّبت في استشهاد العشرات من الأسرى في السنوات الأخيرة، في ظلّ وجود مئات الأسرى المرضى، ومنهم من يعاني من أمراضٍ مزمنةٍ خطيرة، وعلى رأسهم الأسير القائد وليد دقة، الذي يقبع في أحد مستشفيات الاحتلال وهو يعاني من مرض السرطان، ومن التهابٍ رئويٍّ حادٍّ ومشاكلٍ صحيّةٍ أخرى".

وشدّد المدهون، على أنّ "تصاعد السياسات الصهيونيّة الممنهجة ضدّ أسرانا البواسل في سجون الاحتلال خاصّةً سياسة الإهمال الطبي، والمداهمات والحرمان من أبسط الحقوق يجبُ أن تنبّهنا جميعًا إلى خطورة ما يتعرّض له الأسرى، التي تقتضي منا جميعًا - كقوى ومؤسسات وجماهير - أن نكون بمستوى هذه الأوضاع.. فالأسيرُ يقاتل بالنيابة عنا على مدار اللحظة ينزف ويضرب عن الطعام، ويجابه السجان، ويستشهد وهو يدرك تمامًا أنّ الواقع مرير.. وأنّه استنفذ جميع الخيارات للوصول إلى هذه الحالة.. لذلك علينا جميعًا أن نقف بجانبهم خطوةً بخطوةٍ ضمن خطّةٍ استراتيجيّةٍ تنسجم مع صمودهم".

وأشار المدهون إلى أنّ "استمرار الاحتلال في جريمة الإهمال الطبي يكشف مجموعةً من الحقائق، منها أنّ الاحتلال الصهيوني وبشكلٍ متعمّدٍ يواصل ممارساته الممنهجة بحقّ الأسرى خاصةً الأسرى المرضى، ويتعامل بسياسة اللامبالاة وعدم الاهتمام مع الحالات المرضية، التي بحاجةٍ لمتابعةٍ وفحصٍ طبيٍّ شامل، ورعايةٍ طبيّة، ووجود أطباء أكفاء مختصين، ففي كثيرٍ من الحالات تكتفي العيادات الطبية بالمهدّئات لمعالجة حالاتٍ طبيّةٍ عاجلةٍ وخطيرة، وهو أحد أهم أسباب ارتقاء العشرات من الأسرى شهداء، ومعاناة عدد كبير من الأسرى المرضى".

وتابع المدهون: "إلى جانب ذلك، لا يوجد مراكزُ طبيةٌ ومستشفياتٌ متخصصةٌ ومجهزةٌ بكل الأجهزة الطبية والرعاية الصحية، ووجود أطباء أكْفَاء، وهذا سببٌ آخر في معاناة الأسرى المرضى، في ظل تحوّل العيادات الطبيعة إلى مسالخَ بشريةٍ حقيقية، يلقى فيها الأسير المريض معاملةً سيئة، دون أي رعاية، وفي كثيرٍ من الأحيان، وفي حال إجراء أي أسيرٍ لعمليةٍ جراحية، يتم نقله عبر البوسطة، التي تستغرق ساعات طويلة يتحمل فيها الأسير الألم وطول مدة الانتظار والتوقف، الأمرُ الذي أدّى في كثيرٍ من الأحيان إلى حالات نزيفٍ للأسرى، وفقدان الوعي، وحتى فشل عمليّاتهم الطبيّة".

وأشار المدهون، إلى "تورّط العديد من المؤسّسات الدوليّة وتآمرها وتواطؤها مع الاحتلال الصهيوني في قضية الإهمال الطبي، وعلى رأسها مؤسسة الصليب الأحمر التي تجاهلت كل النداءات والمطالبات من أجل التدخل لإنقاذ حياة الأسرى دون أي استجابة منها، بل وساقت التبريرات تلو التبريرات".

وحمّل المدهون الاحتلال الصهيوني "المسئولية الكاملة عن حياة الأسير القائد وليد دقة الذي يعاني من أوضاعٍ صحيّةٍ خطيرة، واستمرار معاناة مئات الأسيرات والأسرى المرضى لخطر الإهمال الطبي، وكل الدعم والإسناد مع الأسير القائد خضر عدنان، الذي يواصل معركة الإضراب المفتوح عن الطعام".

كما حمّل المدهون "المؤسسات الدولية المعنية وعلى رأسها منظمة الصليب الأحمر جزءًا من المسؤولية، وعدّها مؤسّساتٍ متواطئةً بالكامل مع الاحتلال، وهو ما يتطلب التخلي عن هذا الدور المتواطئ"، مُؤكّدًا على "ضرورة أن تُرسل وفودٌ طبيةٌ عاجلةٌ إلى داخل السجون للاطلاع عن وضع الأسير القائد وليد دقة، وعشرات الأسرى المرضى الذين يقبعون في ظروفٍ صحية خطيرة في مستشفيات الاحتلال، التي تَحوّلت لمسالخ للتعذيب والقتل وانتهاج سياسة الإعدام البطيء بحق الأسرى".

ودعا المدهون إلى أن "تتحمّل الجهات الرسمية المسؤولة مسئولياتها في الاهتمام بقضية الأسرى المرضى وخاصةً قضيّة الأسير القائد وليد دقة، وضرورة تدويل قضيتهم في المحافل الدولية، وتسليط الضوء على ملف الاهمال الطبي، وتوثيق جرائم الاحتلال وإحالتها إلى المحكمة الجنائية الدولية"، مُشدّدًا على "ضرورة تبني آليات عمل حقيقية ومجدية لمساندة وإسناد الأسرى خاصة الأسرى المرضى، وفتح معركة مواجهة شاملة ضد العدو الصهيوني في جميع مواقع التماس من جانب، والقيام بمعركة قانونية يقودها المؤسسات المعنية بشؤون الأسرى وحركات التضامن مع شعبنا لإدانة الاحتلال على جرائمه بحق الأسرى، خاصة المرضى".

وفي ختام الكلمة، قال المدهون: "إننا في وزارة الأسرى في غزة ومركز حنظلة للأسرى والمحررين، إذ ندق جدران الخزان ونطلق صرخةً غاضبةً من أجل إنقاذ حياةِ عددٍ كبيرٍ من الأسرى المرضى الذين هم على مقصلة سياسة الإعدام البطيء التي يمارسها الاحتلال الصهيوني المجرم، وما يُسمى مصلحة سجون الاحتلال والمجرم الفاشي بن جفير، فحياةُ الأسرى المرضى في خطر... تستدعي تضافر كل الجهود الوطنية والشعبية والرسمية من أجل إنقاذهم".

من جهته، أكَّد مسؤول الإعلام في وزارة الأسرى بغزة اسلام عبده، أنّ جرائم الاحتلال الصهيوني ما كانت لتستمر لولا صمت المجتمع الدولي الذي يتعامل مع قضية الأسرى الفلسطينيين بازدواجيّة واضحة.

ودعا عبده إلى ضرورة تضافر كافة الجهود الرسمية والشعبية من أجل إسناد الأسرى وخاصّة المرضى منهم في معركتهم المتواصلة مع السجّان الصهيوني.

وقفة مع وليد8.jpg
وقفة مع وليد7.jpg
وقفة مع وليد5.jpg
وقفة مع وليد4.jpg
وقفة مع وليد3.jpg
وقفة مع وليد2.jpg
وقفة مع وليد1.jpg