مركز فلسطين: 21 ابنًا يفتقدون أمهاتهم الأسيرات في يوم الأم

الأسيرات.jpg

مركز حنظلة_فلسطين المحتلة

أكَّد مركز فلسطين لدراسات الأسرى، اليوم الثلاثاء، أن "الاحتلال يعتقل في سجونه (29) أسيرة فلسطينية من بينهن (5) أمهات، لديهن (21) ابنًا يحرمون من رؤيتهم ويفتقدون إلى حنانهم والاجتماع بهم في يوم الأم وخاصة الصغار منهم والذين يحتاجون إلى رعاية مباشرة".

وأوضح مركز فلسطين في تقرير له بمناسبة يوم الأم والذي يصادف الواحد والعشرين من آذار من كل عام، أن "هناك عدد من الأسيرات تركن خلفهن أطفال صغار في السنوات الأولى من العمر مما أثر على نفسيات أمهاتهم بشكل كبير، بينما حرم الاحتلال أبنائهم من طفولتهم التي سُلبت مع غياب أمهاتهم لأشهر وسنوات، محرومين من التواصل الجسدي معهم، ينتظرون موعد الزيارة العائلية لرؤية أمهاتهم من خلف زجاجٍ محكم".

وقال مدير المركز الباحث رياض الأشقر، إنّ "الأسيرات يشعرن بالمرارة والقسوة كلما مر عليهن مناسبة وهن لا يزلن في سجون الاحتلال بعيدًا عن الأهل والأحبة، ولكن معاناة الأمهات منهن تكون مضاعفة لافتقادهن إلى أبنائهن خلال تلك المناسبات وخاصة التي يحتاج فيها الأطفال إلى وجود الأم بجانبهم، وتتلاشى فرحة الأسيرات الأمهات مع الحزن والألم الذي يشعرن به كلما تذكرن أولادهن، وكيف يقضون أوقاتهم بعيدًا عنهم، وكيف يرافق بقية الأطفال أمهاتهم إلى الأسواق لشراء الهدايا والألعاب وهم فرحين، بينما أبنائهن محرومين من هذه السعادة لغياب أمهاتهم خلف القضبان وخاصه مع انقطاع الزيارة لشهور بسبب عقوبات الاحتلال".

وكشف الأشقر أنّ "ما يزيد من معاناة الأمهات وخاصة المحكومات بأحكام مرتفعة هو التوقّف عن الشعور بالأمومة، والإحساس بالبعد والحرمان والحزن، وتحول الخوف والقلق على الأبناء، وهم يكبرون بعيدًا عن امهاتهم، دون متابعة تفاصيل حياتهم ومراقبتهم إلى هاجس يومي، وتحدى مؤلم، روحيًا وعقليًا، وهن يحسبن اليوم بالثانية والدقيقة والساعة، لانتهاء هذا الكابوس".

كما أشار الأشقر إلى أنّ "الأسيرات الأمهات يعشن حالة نفسية صعبة نتيجة القلق الشديد، والتوتر والتفكير المستمر بأحوال أبنائهم وكيفية سير حياتهم بدون أمهاتهم، وخاصة أن بعضهم لا يزال صغير السن ولم يتجاوز السنوات الخمسة الأولى من عمره، وفى نفس الوقت يشعر الأبناء بمزيد من القلق على امهاتهم نتيجة ظروف الاعتقال القاسية والأوضاع الصعبة في سجون الاحتلال وخاصه بعد العقوبات التي فرضت بتوصيات بن غفير".

ولفت الأشقر إلى أن "الأسيرات يعانين من ظروف معيشية وصحية صعبة وقاسية، حيث تتعمد إدارة السجن التضييق عليهن وإذلالهن وحرمانهن من كافة حقوقهن الأساسية، ويشتكين من عدم توفر الخصوصية في سجون الاحتلال نتيجة وجود كاميرات مراقبة على مدار الساعة، ووضع الحمامات خارج غرف الاعتقال، ولا زالت إدارة السجون تمارس سياسة اقتحام الغرف في ساعات متأخرة من الليل بهدف التفتيش، كما تعاني الأسيرات من التنقل بسيارة البوسطة والتي تعتبر رحلة عذاب بالنسبة للأسيرات تسبب لهن التعب والإرهاق الجسدي والنفسي، إضافة إلى افتقارهن للملابس والأغطية واغراض الكنتين، والطعام الكافي والصحي، ويتعرضن لسياسة الإهمال الطبي المتعمد سواء للحالات المرضية بين الأسيرات أو الجريحات اللواتي أصبن بالرصاص حين الاعتقال، كما تشتكي الأسيرات منذ سنوات طويلة من عدم وجود طبيبة نسائية في عيادة السجن لرعاية الأسيرات، وعدم صرف أدوية مناسبة للحالات المرضية".

وتطرق الأشقر إلى "حالة الأسيرة عطاف جرادات (50) عامًا من جنين والتي إضافة إلى كونها أسيرة منذ ديسمبر 2021 فهي أم لتسعة أبناء منهم ثلاثة معتقلين لدى الاحتلال هم (عمر وغيث، ومنتصر) جرادات  وكان الاحتلال هدم منزلها بعد اعتقالها بثلاثة شهور، بينما ينتظر أبنائها أحكام بالسجن المؤبد بعد اتهامهم بالمشاركة في تنفيذ عملية قرب مستوطنة "حومش" أدت إلى مقتل مستوطن وإصابة آخرين، كذلك الأسيرة إسراء جعابيص من القدس، والتي تقضى حكمًا بالسّجن لمدة (11) عامًا، وهي أم لطفل واحد (عمر) وتعاني من ظروف صحية قاسية كونها أصيبت بجراح خطرة حين اعتقالها في أكتوبر 2015 ولا تزال تحتاج إلى عمليات جراحية تماطل إدارة سجون الاحتلال في إجراؤها مما يشكل خطورة على حياتها، بينما الأسيرة ياسمين شعبان من جنين، وهي أم لأربعة أبناء، كانت أمضت 5 سنوات في سجون الاحتلال وأعاد الاحتلال اعتقالها مرة أخرى قبل أكثر من عام ليحرمها من أبنائها، والأسيرة المقدسية فدوى حماده، وهي أم لخمسة أبناء وحين اعتقلت عام 2017، كان أصغر أبنائها الرضيعة مريم تبلغ من العمر خمسة أشهر فقط بينما أكبرهم كان عمره 6 سنوات، وصدر بحقها حكم بالسجن لمدة (10) أعوام، إضافة إلى الأسيرة المقدسية أماني الحشيم من القدس، وهي معتقلة منذ 2016 ومحكومة بالسّجن لمدة (10) أعوام، وهي أم لطفلين (آدم، احمد)".

وفي ختام تقريره، ناشد مركز فلسطين المنظمات التي تنادى بحقوق الإنسان، والمؤسسات التي تعنى بقضايا المرآة، التدخّل العاجل لوضع حد لمعاناة الأسيرات المتفاقمة، والسعي الجاد إلى إطلاق سراحهن جميعًا.