بيان نعي صادر عن منظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سجون الاحتلال

تامر الكيلاني.jpg

مركز حنظلة_فلسطين المحتلة

 

لا تَسلْ عن سلامتِهْ... روحه فوق راحتِهْ
هو بالباب واقفُ... والرًّدى منه خائفُ

 

أسطورة العدو "المنتصر" تَتصدّع أمام بطولات ودماء الشهيد الرفيق تامر الكيلاني

ينعي الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق أحمد سعدات والرفاق في منظمة الجبهة الشعبية في سجون الاحتلال، الرفيق الأسير المحرر: تامر الكيلاني "أبو يامن"، العضو السابق في منظمة الجبهة بالسجون، وأحد مقاتلي الجبهة الشعبية وقادة عرين الأسود. 

وإذ يتوجه الأمين العام ومنظمة فرع السجون بخالص التعازي من والده ووالدته وعموم عائلته المناضلة ورفاقه ومقاتليه في الجبهة وعرين الأسود، فإنهم يتوجهون بتحية إجلال وإكبار للشهيد المقاتل الذي تَرّجل شهيداً نداً للأعداء، مقاوماً صنديداً تشهد عليه أزقة البلدة القديمة، وطرقات وشوارع المدينة، انعكست دائماً فيه شخصية البطل التي تمرست عنفوان النضال منذ نعومة أظافرها، وهو الذي ترعرع في أحشاء عائلة مناضلة، فعاش بطولته طريداً، وأسيراً، وشهيداً.

ولم تكسر كل أشكال الملاحقة والاستهداف روحه الصلبة التي تمتع بها دائماً في مواجهة أعدائه، والتي ورثها عن عائلته وعن الرفيق القائد أبو رفعت نعيرات شيخ المعتقلين الذي يقرب لوالدته.

تستذكر منظمة الجبهة الشهيد تامر عضواً في صفوفها، مقاتلاً من طرازٍ رفيع، تتواضع أمامه الصعاب والتحديات والمواجهات المباشرة، وجهاً لوجه أمام السجان المُدجج بالسلاح، فكيف لا يكون مقاتلاً، وهو من عائلة مقاتلين وأسرى وقريب الشهيد أبو رفعت نعيرات، ليرتقي سلم الكفاح بإيمانية عالية بقدرة الشعب الفلسطيني على إحراز النصر بقوة الإرادة، وبسلامة الروح التي لم تمسسها متغيرات الواقع الذي ينوء تحته الشعب من بطش الاحتلال، وتَغوّل السلطة على مظاهر المقاومة والانقسام، فاستل سلاحه هو ورفاقه المؤمنين بسلامة أرواحهم من متغيرات الواقع ومغرياته، ليُشكّلوا نداً لعدوهم، لتلتحم بطولته مع بطولة الشهيد المقدسي عدي التميمي، ليرتقيا في ساحات المواجهة والبطولة وبين زخات الرصاص، وليثبتوا جبن عدوهم وضعفه، وليخلقوا لنا أفقاً في هذا الظلام.

تستحضر منظمة الجبهة بالسجون كلمات الشهيد الذي عرفه رفاق السجن، وقرأوا ما اختار لهم من كلماتٍ علقت بذهنه من قراءات السجن، فهو القائل في مواجهة معارك الإضراب (أسطورة العدو المنتصر تتصدع في ميدان المعركة )، وهو القائل أيضاً ( لا مجال لإنسانية الإنسان هنا، إلا لذلك الإنسان الذي يتحصن بضلوعه العارية لكسر دائرة الخضوع ).

وقد اختار الشهيد الأسير الشهيد غسان كنفاني رفيقاً لمرحلة التضحية والفداء والاستشهاد، فقال في مذكراته داخل السجن (أنا الشهيد الذي ولد من كفين انتظرتا السلاح عشرون عاماً.. فمعنى البندقية لا يقوم في الطلقات بل في وعي من اختار البندقية أداة للتحرير، وإن كان اختيار الحرية رحيلاً إلى مكان الموت).

كما اختار الشهيد المقاومة وعياً، فهو القائل (فإطلاق الرصاص انتقال إلى وعيٍ جديد، وبدون هذا الانتقال تَتحوّل النبدقية إلى بندقية صيد، ويكون حاملها صياداً يُحسن إطلاق الرصاص، ولا يعرف الهدف، وعشق الحرية)، مردداً أيضاً (الثوري هو الذي يتشبث بأحلامه ويذود عنها، ويفتش قلقاً عن ذلك المفتاح الذي يهزم الغرف الموصدة).

هذا هو الشهيد الأسير ابن منظمة فرع السجون تامر الكيلاني الذي عرفناه جيداً، وقرأنا ما اختار لهم من كلماتٍ علقت بذهنه من قراءات السجن، مقاتل من طراز خاص أحب شعبه فأحبوه، عشق أرضه فازهرت مقاومةً وانتفاضةً انتشر شذاها على امتداد فلسطين من نهرها إلى بحرها.

إننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – منظمة فرع السجون،  ونحن نودع رفيقنا الشهيد فإننا نعاهده على الاستمرار في المعركة باستماتة وبسالة، مستمدين من صلابته وإقداميته وتضحويته. وليبقى عدونا الجبان على خوفه من أبطالنا ومن أمهاتنا، ومن أطفالنا، وسيبقى خوفهم طالما الوطن مذخرٌ بالأبطال كتامر وعدي وغيرهما، والرجال والنساء الأمهات صانعات الرجال. 

 

المجد لروح الشهيد تامر الكيلاني وكل الشهداء 
وإننا حتماً لمنتصرون

منظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين 
فرع السجون – اللجنة الإعلامية 
24-10-2022