أريد أبي ..

المصدر / مركز حنظلة للأسرى والمحرريين_وكالات

كتب ساري جرادات

يدخل الأسير الفلسطيني الصحفي محمد القيق اليوم (58) في معركته ضد سياسة الاعتقال الإداري التي تنتهجها أجهزة مخابرات الاحتلال، بعدما بات الإضراب والجوع والأمعاء الخاوية سلاح الأسرى لمواجهة سياسة الاعتقال الإداري التي يفرضها الاحتلال، وأرغمت هذه الطريقة الاحتلال على قبول مطالب الأسرى في كثير من الأحيان.

تحدّث رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين السيد عيسى قراقع لـ "بوابة الهدف" حول إضراب الأسير الصحفي القيق "نحذر من استخدام اسرائيل لقانون الإطعام القسري بحق الأسير الصحفي محمد القيق."

وأضاف "ان النيابة العامة الإسرائيلية والمخابرات الإسرائيلية تتعامل باستهتار ولا مبالاة مع مطالب الأسير ولم تفتح أي حوار حول مطالبه."

وأشار إلى خطورة وضعه الصحي بعد نقله إلى مستشفى العفولة، وان محاولة الاحتلال تجديد الاعتقال الإداري للأسير القيق تأتي لكسر إرادته وصموده في مواجهة سياسة الاعتقال الإداري.

كما حذّر مدير الوحدة القانونية في جمعية نادي الأسير الفلسطيني المحامي جواد بولس مساء الخميس من أن الوضع الصحي للأسير الصحفي محمد القيق دخل مرحلة الخطورة الشديدة وأن الضعف الشديد بدا عليه مع مواصلته الإضراب عن الطعام منذ 58 يومًا، رفضًا لاعتقاله الإداري.

وأوضح بولس عقب زيارته للأسير في مستشفى "العفولة" الإسرائيلي أن القيق (33) عاماً يعاني من أوجاع شديدة في جسده، وعدم وضوح في الرؤية، وخدر في يده اليمنى.

ونقل بولس مطالبة الأسير القيق بممارسة حقه في حضوره الجلسة الخاصة بسماع الالتماس الذي قدم باسمه، ضد قرار تثبيت أمر اعتقاله الإداري في المحكمة العليا، والتي من المفترض أن تنعقد في 27 من شهر يناير الجاري، وإصراره على مواصلة معركته، "فإما أن يكون حراً أو شهيداً".

ولفت بولس إلى مطالبة الأسير القيق بحضوره جلسة المحكمة جاءت كونها حق له، رغم التأكيد على عدم التعويل على نتيجة الجلسة، نظرا للتجارب السابقة التي خاضها الأسرى، وأكد أن الأسير القيق ما زال يتناول الماء فقط دون أية مدعمات.

ووجّه الأسير القيق رسالة شكر لكل من وقف، ويقف معه، في معركته ضد السجان، ورسالة لزملائه الصحفيين الذي يساندونه في معركته.

ما هو الاعتقال الإداري؟

هو اعتقال بدون تهمة أو محاكمة، بناءً على توصيات جهاز المخابرات، استناداً على ملف سري وأدلة سرية لا يمكن للمعتقل أو محاميه الاطلاع عليها، ويمكن حسب الأوامر العسكرية تجديد أمر الاعتقال الإداري مرات غير محدودة، وهو إجراء مرتبط بالوضع السياسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وحركة الاحتجاج الفلسطيني على استمرار الاحتلال للأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967، ويعتبر الاعتقال الإداري بالشكل الذي يستخدمه الاحتلال محظور في القانون الدولي، وجاء استخدامه استمرارية لما حدث خلال فترة الانتداب البريطاني، إذ اعتقلت سلطات الانتداب عام 1945 عدداً من الفلسطينيين وحوّلتهم لاعتقال إداري لعدم توافر الأدلة الكافية لتثبيت التهم الموجهة لهم، فاستمر منذ ذلك الحين استخدام قانون الاعتقال الإداري.

ما هو الاضراب عن الطعام؟

هو وسيلة للاحتجاج والنضال، يتمثّل في الامتناع بشكل طوعي عن تناول الطعام، تعبيراً عن رفض حالة أو وضع ما، يهدف إلى الضغط على الطرف الآخر من القضية وعلى الرأي العام، وتكمن فعالية وتأثير الإضراب عن الطعام في إشهاره وتعميمه إعلامياً ليشكّل قضية رأي عام لحشد الحجم المطلوب من التضامن الشعبي والمؤسساتي لتحمّل المسؤولية المناطة بهم تجاه القضية، ومشاركتهم في الضغط على صنّاع القرار والطرف الآخر من القضية.

في العصر الحديث كان المهاتما غاندي من أبرز من استخدم وسيلة الإضراب عن الطعام في معتقله عام 1922 إبان فترة الانتداب البريطاني لبلاده (السياسي البارز والزعيم الروحي للهند خلال حركة استقلال الهند) وفي الأمس القريب حقق بعض الأسرى الفلسطينيون انتصارهم على السجّان ونالوا حريتهم، كالأسيرة المحررة هناء شلبي والأسرى المحررين الشيخ خضر عدنان، نضال أبو عكر، غسان زواهرة، والمحامي محمد عليان وغيرهم من الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال الصهيوني.

ماذا يحدث لجسم المضرب عن الطعام؟

عند الامتناع بشكل قطعي عن تناول الطعام، فإن جسم الإنسان لا يحصل على (بروتينات ودهون وكربوهيدرات)، لذلك يبدأ الجسم بهضم المخزون الاحتياطي من السكر (الجلوكوز) والأحماض الدهنية وأجسام الكيتون، ولكن بعض الأنسجة تعمل فقط بالجلوكوز وبخاصة كريات الدم الحمراء و الخلايا العصبية، وفي هذه الحالة تتركّز أنشطة الجسم الداخلية في الحفاظ على مستوى السكر (الجلوكوز) في الدم، الذي يحصل عليه الجسم من تراكم على شكل جليكوجين في الكبد والعضلات والذي يبدأ بالاضمحلال لتشكيل الجلوكوز، ولكن هذا يكفي ليوم أو يومين على الأكثر.

من هو محمد القيق؟

صحفي فلسطيني يبلغ من العمر (33) عاماً، من دورا جنوبي محافظة الخليل، متزوج وأب لطفلين، درس الإعلام في جامعة بير زيت وحصل على ماجستير دراسات عربية معاصرة، بدأ إضرابه عن الطعام بتاريخ 25/11/2015 الماضي احتجاجاً على اعتقاله الإداري، ويعمل مراسلاً صحفياً لقناة المجد الفضائية السعودية، اعتقل ثلاث مرات من قبل قوات الاحتلال الصهيوني سابقاً.

أريد أبي

زوجة الأسير "فيحاء القيق" قالت لـ "بوابة الهدف الإخبارية" "ممنوعون من الزيارة ولا يسمح لنا بزيارته أو الاطمئنان عليه، ونطمئن على صحته من خلال زيارات المحامين له، وأبنائي يقولون صباح مساء أريد أبي."

وطالبت زوجته المؤسسات الدولية التي تعنى بشؤون الصحافة الوقوف إلى جانب زوجها في معركته ضد سياسة الاعتقال الاداري، وان لا تهمة لزوجها سوى عمله الصحفي، محذرةً من اتساع دائرة ملاحقة الصحفيين في حال تراجع التصدي لنهج الاعتقالات، لأنه يمكن في أي لحظة ان يكون أي صحفي رهن الاعتقال.