بقلم: منذر خلف مفلح

مقال بعنوان: "أبو غسان.. الأسرى في حالة حرب"

منذر خلف.jpg

خاص_مركز حنظلة

تنطبق على الحركة الأسيرة داخل السجون، ذات القوانين الصهيونية الإجرامية ضد شعبنا، باعتبار هذه الفئة، مستباحة ودمها مباح في كل لحظة، وهي - أي السجون - ساحات حرب تدير فيها دولة الكيان وسياسييها الفاشيين حربهم الانتقامية ضدهم، ففي حساب النسب ارتفعت نسبة الأسرى الذين استشهدوا، أو يستشهدوا، أو حتمًا سيستشهدون خلال سنة واحدة إلى مقاييس غير مسبوقة بسبب سياسات متعمدة في إطار القانون الاحتلالي "إعدام الأسرى"، ولكن بأشكالٍ متنوعة ومموهة بشكلٍ بارع، تؤكد القصد المسبق والنية المُبيتة لإعدام عدد مُختار ومحدد سلفًا من الأسرى بذرائع يُطلق عليها الإهمال، والإهمال الطبي وغيرها من الطرق التي ستنكشف مع الوقت.

هذا ما حدث مع كافة الأسرى الذين استشهدوا أو أولئك الذين لم يتمكن الاحتلال من إحكام نصب فخ ومصيدة الموت لأرواحهم وأجسادهم.

ومؤخرًا، اقتحمت قوات القمع الصهيونية، وبشكلٍ عنيف ومباشر الزنزانة التي يقبع فيها أبو غسان، واقتادته إلى جهةٍ غير معلومة، وأخضعته لظروفٍ خشنة وقاسية تستهدف شخصه ودوره ومكانته في إطار خطوات ممنهجة ومدروسة مخططة بدقة ومقصودة، هذا ما حدث مع الكثير من الأسرى في تاريخ الحركة الأسيرة منذ العام 1967، كالأسير حريزات في العام 1970، بإعدامه في سجن عسقلان، وإبراهيم الراعي بإعدامه في سجن الرملة 1986، أو الأسير خضر عدنان 2023، وغيرهم الكثير.

وهذا ما يحدث حاليًا وفي اللحظات الحالية التي تدور بيننا تُدار عملية استهداف ممنهجة بحق أبو غسان في المعازل والزنازين المغلقة المظلمة، وغير المسموح بالاطلاع على ملائمتها أو احتوائها على الشروط الإنسانية والصحية أو يؤمن توفير حد أدنى من حقوق الإنسان، بما يمهدها لتتحول لمسرح جريمة.

السيناريو السابق اُعد ويُنفذ بالخفاء تحت غطاء من التعمية والتمويه الإعلامي، وإثارة الشائعات باتهام أبو غسان بتوجيه أعمال ميدانية لا تمت بصلة لا إلى وظيفته ومهمته كأمين عام ولا دوره التنظيمي أو موقعه السياسي أو وجوده في السجن أو عمره، بقدر ما كان هذه الشائعات مقدمة لاعتباره هدف مشروع، هذه هي حقيقة الأمر.

أبا غسان يتعرض الآن في هذه اللحظات لعملية استهداف ممنهجة بطيئة، تُعتبر كجزء من الحرب المستمرة التي تدار ضد الأسرى، وضد شعبنا وقياداته في كل الساحات. وهو ما يجب أن نحذر منه، وأن نسعى للتصدي لها بكل الأشكال. 

بقلم عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية، مسؤول اللجنتين الثقافية والإعلامية، ومدير مركز حنظلة للأسرى والمحررين