كتب تحرير حنظلة..

قسامنا...لا يُقصم ظهره

AzrRb.jpeg

27 عاماً بَسجنات مُتفرقة وصخب لم تهدأ وتيرته حتى بعد الاعتقال الأخير الذي يبدو أنه سوف يطول...هذا هو ملخص حياة قسام عبد الكريم البرغوثي الطالب الجامعي وسليل الأسرة الريفية المعروفة في فلسطين...إقطاعية بشكل معكوس...فهي لا تمتلك من الأراضي الزراعية ما يضعها تحت هذا التصنيف ولكن أبنائها إقتطعوا لأنفسهم مساحات واسعة في حيز السجون ومسالخ التحقيق...وهي بدورها إقتطعت مع أعمارهم الكثير فباتوا من كبار مُلاك السجون والقيود....ومن بين هؤلاء جاء قسام للدنيا لأب أمضى في السجون عشر سنوات وأم تحمل شهادة الدكتوراة في الصحافة والاعلام وتعمل مُحاضرة في جامعة بيرزيت حيث دَرَسَ.
خلال الفترة المُمتدة بين عامي 2011 و 2017 اعتُقِل قسام أربع مرات و كانت الخامسة ليلة 2019/8/26...وهذه ليلة لم ينسها قسام ولا عائلته ويبدو أن ذلك لن يحدث أبداً....في الليلة المذكورة داهم جنود الاحتلال منزل العائلة في قرية كوبر القريبة من رام الله واعتدوا على قسام ووالده ثم أطلقوا الكلاب المُدربة نحوه فنهشت جسده بضراوة ومن ثم أخضعوه لتحقيق إستمر لعدة ساعات داخل بيت عائلته قبل أن يقتادوه إلى جهة مجهولة....ومن لحظتها إنقطعت أخباره إلى أن سُمح لأهله بزيارته منتصف نوفمبر أي بعد ما يُقارب الثلاثة أشهر على اعتقاله...حينها خرج قسام لغرف الزيارة ببقايا جسد أكله التحقيق وهَدته ليالي التعذيب الطوال....ولكنه كان كعادته...جسد نحيل وقلب عامر بالحياة وسبع أرواح كلها عصية على الهزائم....
خلال الفترة التي تلت اعتقاله هدمت قوات الاحتلال بيت عائلته في قرية كوبر وبيت أحد أقاربه الواقع في نفس المبنى ولا زالت تحتجزه في سجن نفحة دون محاكمة وتزعم أنه عضو في الخلية الفدائية التابعة للجبهة الشعبية والتي نفذت عملية عين بوبين.