كتبت الأسيرة المحررة دعاء الجيوسي..

مَلَك في قبضة الشيطان 

٢٠١٩٠٥١٧_٠٨٥٠٠٤.jpg

بقلم: دعاء الجيوسي
اليوم الإثنين 2021/2/9 رزنامة العمل في المكتب تُشير إلى أن الأسيرة المقدسية مَلَك سلمان دخلت عامها الخامس في سجون الاحتلال ولهذه المناسبة طقوس يُمارسها الأسرى وذووهم تبدأ بالزنازين وتضامن رفاق القيد ولا تنتهي بدموع غزيرة يذرفها الأهالي وحسرات يُعيدون إنتاجها...
هاتفت والدة مَلَك صباحاً سألت عن حال إبنتها وأخبار سَجنِها....الحق أقول أن المرأة يعقوبية الفقد كانت أيوبية بصبرها حدثتني عن الزيارات المُتقطعة وظروف السجن السيئة ومعاناة القابعات فيه...كانت تبدو ذات جَلد يُخفي خلفه الكثير....أخبرتها أني أسيرة سابقة أمضيت في سجن الدامون حيث تقبع ملك سبع سنوات متتالية...طَلبت مني أن أصف لها السجن أقسامه وزواياه...مرافقه وكل ما فيه ،،، 
لو أن أحداً في غير ظرف أم يوسف طلب مني طلباً كهذا ما كنت سأُلبيه ولكني إعتدت على السؤال والإجابة فقد طرحتهم عليَّ والدتي بعد التَحَرُرُ مائة مرة....أدركت أن السيدة تود الإطمئنان على إبنتها وشكل المكان الذي تحيا فيه يا لعبثية أيامنا...أُمّ من القدس تطمئن على فلذة كبدها المعتقلة في حيفا من إنسانة كانت تسكن طولكرم وسَلخ السجن والإبعاد جُل سنوات عمرها المهم أنني طمأنت السيدة عبر الهاتف وتشاطرنا آلام الحرمان...رأيت فيها أمي تبكيني صباح مساء وربما هي رأت فيَّ ملاكها المأسور في قبضة الأبالسة منذ خمس سنوات....في الختام طمأنتها بأن الحق جلَّ في علاه حرم الجحيم على الملائكة الذين أخال فتاتها واحدة منهم فَبِنتُ الستة عشر ربيعاً المولدة في ظل بيت الله وحِمى الحرم و التي لم تعرف من الدنيا شيئاً غير السجن والقهر ماذا سوف تكون إن لم تكن ملاكاً ، هكذا كانت يوم دخلت السجن وهكذا ظلت حين نَضجت بين القيود فصارت يافعة أتمت عقدها الثاني وهكذا ستبقى حين ينكسر القيد بعد خمس سنوات عجاف....سوف تُمضيها بلا أم تُسرح شعرها أو تَفتح عينيها وقلبها للحياة...وبلا أب تطمئن بأنه يُقاتل الدنيا لأجلها.....ملاكنا اليوم وفي كل يوم وحتى يوم التحرير سيظل على طهره وإشراق وجهه فلا السجن ولا السجان باق.